الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العزلة الاجتماعية.. اضطراب في العلاقات والتواصل

العزلة الاجتماعية.. اضطراب في العلاقات والتواصل
25 يناير 2018 03:26
القاهرة (الاتحاد) العزلة الاجتماعية أو الميول «التجنبية» أو «الانسحابية» شكل من اضطراب العلاقات الاجتماعية الطبيعية بين الرفاق.. فعندما لا يقضي الطفل وقتاً في التفاعل مع الآخرين تكون النتيجة عدم حصوله على تفاعل إيجابي كافٍ.. وعادة ما يبدأ الانفصال عن الآخرين في أغلب الأوقات لأسباب ليست ضمن سيطرة الشخص، ثم يأخذ الفرد بالانسحاب بشكل متعمد أكثر فأكثر. الخبيرة التربوية الدكتورة انتصار الحكيم أوضحت أن المنعزلين لا يجدون فرصاً للتعلم الاجتماعي، إذ تعوزهم على نحو متزايد الخبرات والممارسات المتعلقة بالاتصال بالآخرين، وبعض الأطفال يكونون منعزلين عن كل شخص آخر بلا استثناء بينما يكون البعض قادراً على إقامة علاقات اجتماعية حسنة نسبياً مع الزملاء، أو الأطفال الأصغر أو الأكبر سناً، أو مع الراشدين، ولا يمتلك الأطفال المنعزلون فرصاً لتطوير صداقات تتطلب انفتاحاً متبادلاً لفترات زمنية طويلة، ومع أن الصداقة الوثيقة تتعمق عن طريق المشاركة المستمرة التي لا تكون ممكنه عندما يكون الفرد وحيداً معظم الوقت، كما أن الرفاق يتشاركون بالقيم التي تصبح ضرورية لشعور الفرد بالانتماء للمجموعة، أما الأشخاص المنعزلون فهم لا يتعلمون قيم الآخرين ولا يكونون قادرين على مشاركتهم بآرائهم الخاصة. الأسباب وتشير إلى أن خوف الطفل من الآخرين سبب قوي للوحدة، ويأخذ الخوف أشكالاً متعددة، إلا انه يؤدي أساساً إلى الرغبة في الهروب من المشاعر السلبية عن طريق تجنب الآخرين، والتفاعل يصبح مساويا للألم النفسي، وهذا النمط قد يبدأ ظهوره في وقت مبكر جداً لدى الأطفال الذين يعانون من استجابات سلبية قوية بوجود من يمثلون السلطة الوالدية، فالراشدون المتوترون الغاضبون المتناقضون غير الحساسين وغير العطوفين يمكن أن يشكلوا لدى الطفل رغبة في الانسحاب من الاتصال بالآخرين. الحلول وتطرح الحكيم جملة من الحلول منها: من الضروري توفير خبرات اجتماعية إيجابية للطفل مع الآخرين في مرحلة مبكرة، فيمكن أن تنشأ المشكلات عندما يلعب صغار الأطفال دون إشراف، إذ إن كثيراً من الخبرات السلبية كالإغاظة أو التخويف أو الإحراج قد تؤثر في الطفل الصغير فتجعله يحاول تجنب الآخرين، ومجرد وجود أحد الأبوين يمكن أن يساعد الطفل الحساس كي يشعر بالأمن أثناء اللعب مع الآخرين، كما أن هذا الإشراف يعطي الأب فرصه كي يحلل طريقه أطفاله في التفاعل، ويكتشف أسباب المشكلات مع الآخرين ويحددها مما يمكنه من معالجتها بسرعة. نموذج وتؤكد أن مهمة الوالدين أن يقدموا نموذجاً عملياً أمام أطفالهم كي يكونوا أكثر إيجابية في تفاعلهم مع الآخرين، وعلى الوالدين أن يقنعا أطفالهما بأنهما يهتمان بهم فعلاً من خلال تصرفاتهما معهم وليس من خلال الكلمات الطيبة فحسب، فالأسرة نموذج قوي وواقعي لتقبل الجماعة، والأطفال الذين لا يشعرون بالانتماء والتقبل في البيت يجدون صعوبة في المشاركة مع جماعة غير مألوفة. وقالت إن العلاقات الأسرية يجب أن يتم تحسينها باطراد في مجالات الدفء العاطفي والدعم والانفتاح في التعبير عن المشاعر، ويجب تشجيع الأطفال على مناقشة علاقاتهم مع الرفاق، والإصغاء اليهم بتعاطف واهتمام وتقديم اقتراحات المساعدة، إذ يمكن للأب أن يبدي تعاطفاً عندما يتحدث الطفل عن مجموعة من الأطفال لا يسمحون لغيرهم بأن يشاركوهم في اللعب معا، ويمكن أن يدور النقاش حول زمر الرفاق التي يحب أفرادها البقاء معاً ويقاومون تقبل أعضاء جدد في الزمرة، فهذا الميل يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للأطفال، ولا يستطيعون التوافق مع غيرهم. معرفة أنواع الهوايات ينبغي تشجيع الأطفال على الاهتمام بهواية أو أكثر، ونستطيع أن نلاحظ، وأن نوجه أسئلة لمعرفة أنواع الهوايات أو المهارات التي تعد ذات قيمة من قبل أطفال الحي أو الجيران الذين هم في عمر الطفل، وتقديم هدايا جيدة للطفل يمكنك أن تتطور ميوله، فإذا كان كثير من صغار يعشقون الموسيقى ويعزفون على الآلات الموسيقية مثلاً، يمكن أن يشتري الأب جيتاراً كهربائياً لطفله المنعزل حتى يكون سبباً في جذب رفاقه إليه. وعندما يشعر الأطفال بالثقة بالذات يصبحون قادرين على المغامرة بالرغم من وجود احتمال النبذ، فتحمل النبذ يبنى بشكل تدريجي، ويمكن أن ينبذ الشخص مع ذلك يحتفظ بشعوره بالجدارة دون أن يشعر بأنه أهين. فالاقتراب من الناس يتضمن مخاطرة النبذ، ومع ذلك يجب أن يتعلم الأطفال أن هذه المخاطرة جديرة بأن تخاض لأن نتائجها يمكن أن تكونت قيمة جداً، والخطر فيها ليس نهاية العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©