هناء الحمادي (أبوظبي)
استطاعت فرح سالم أن تؤسس أول منتدى رياضي متخصص في العالم العربي عبر الشبكة العنكبوتية وهو «منتدى الهدف»، وتعد الإماراتية الوحيدة التي قامت بتحليل مباريات كرة القدم في الدولة، بالإضافة إلى كونها أول إماراتية تكتب عمودا رياضيا يوميا في صحيفة الرؤية، كما عملت رئيسة تحرير أخبار في قناة دبي الرياضية ومعدة برامج في القناة ذاتها، وحاليا تقدم برنامج «خارج الملعب» عبر إذاعة دبي، وهي تعشق الأدب والتاريخ إلا أن كرة القدم هي الرياضة التي سرقتها.
خبرة كبيرة
وقفت كرة القدم وراء نجاح فرح، رئيسة اللجنة النسائية في جمعية الإمارات للإعلام الرياضي، فحبها لهذه الرياضة دفع بها للتوغل في عالم القراءة والإطلاع في هذا المجال، الذي لم تعتبره مجرد مباراة بين فريقين يركضان لنحو 90 دقيقة يميناً ويساراً فوق مستطيل أخضر، بل كانت ثقافة فيها الكثير من الأخبار والقصص ومعرفة أسرار اللاعبين والفرق المشاركة. وتقول فرح «تعلمت أن كرة القدم تتطور باستمرار لذلك يجب على الإنسان أن يستمر في التطور، وإلا سيفوته الركب»، مضيفة «أدين لكرة القدم بكل ما وصلت إليه لأنها كانت وراء اجتهادي للوصول نحو الأفضل».
وتنقلت الإذاعية فرح بين عدد من المناصب ما زاد خبراتها ومهاراتها الرياضية، لكن يظل منصب رئيسة للجنة النسوية التابعة للاتحاد الآسيوي للصحافة مختلفاً إذ حملها مسؤولية كبيرة. وتقول: «هذا المنصب يتضمن مشقة وتحديات لا نظير لها، لأن رئاسة اللجنة النسوية عن قارة بحجم آسيا ليس سهلاً، فهناك ثقافات مختلفة وعادات وتقاليد مختلفة في كل ركن من القارة الصفراء، فضلاً عن اختلاف التحديات من دولة لأخرى بالنسبة للنساء وصعوبة العمل في ميدان مثل الصحافة الرياضية»، مشيرة إلى أنه «أرض خصبة تحتاج لبذل الجهد من أجل حصد ثمارها الذي عندما ينبت سيعيد مفهوم الصحافة النسوية في القارة».
شغف مبكر
عشق فرح للرياضة منذ الصغر دفع بها إلى العمل في برامج ومجلات رياضية حتى أصبح لها عدد كبير من المتابعين، عن مدى تفاعلها مع ما تقدمه، تذكر «حبي لكرة القدم بدأ مبكراً كونها اللعبة الشعبية الأولى، ومن ثم بدأت بمتابعة كل الرياضيات، ومنذ الطفولة وأنا أستمتع بالألعاب الأولمبية بشغف كبير، ومع الوقت ومع اكتشافي حب الكتابة والتعبير بدأت في وصف متابعاتي للأحداث الرياضية بالكاتبة عنها»، لافتة إلى أنه رغم ولعها بالأدب وكتابة القصائد النبطية ونشرها في الصحف إلا أنها بدأت تفكر في الكتابة عن الرياضة في الإعلام، فلجأت إلى المنتديات في الإنترنت، وأسست أول منتدى رياضي متخصص، وبعدها دخلت مجال الإعلام المقروء عن طريق مجلة «سوبر» المحلية من خلال كتابة عمود ومن ثم انطلقت في مجال الإعلام.
وعن حضور الإماراتية على الساحة الرياضية، ترى فرح أنها ما زالت بعيدة عن الصحافة الرياضية وحضورها خجول، لأن الصحافة الرياضية في مجتمعنا تعد مهنة ذكورية، وقليلات من يقتحمن هذا المجال كونها تعني التواجد الميداني للتغطية في مكان يتواجد فيه الرجال بشكل مكثف. وتضيف «أقول لكل فتاة تميل للصحافة وللرياضة اقتحمي المجال ولا تخشي شيئاً ودعي إبداعاتك تتحدث عنك».
قناة متخصصة
طموحات فرح سالم ليس لها حدود لكن يظل حلمها الكبير هو تأسيس «قناة رياضية» خاصة بالرياضة النسوية، وهي فكرة تعود ملكيتها لندى بن عسكر، مدير إدارة رياضة المرأة بنادي سيدات الشارقة بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، موضحة «وجود مثل هذه القناة سيعود بفوائد كبيرة منها دعم المرأة في الرياضة، وتشجيع النساء على اقتحام مجال الإعلام الرياضي بشكل أكبر».
عدد اليوم
