الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

4 سيناريوهـات للمرحلة المقبلة في قطر

10 أكتوبر 2017 00:09
أحمد شعبان (القاهرة) أكدت الباحثة والخبيرة في الدراسات المستقبلية، د. سماء سليمان، أن من أبرز السيناريوهات المتوقعة خلال المرحلة المقبلة في تطور الأزمة القطرية، هي تغيير النظام القائم، من خلال تصاعد التجاوب من قبل قطاعات شعبية في قطر مع شخصيات قطرية معارضة تطالب بالتغيير والإصلاح في النظام، مثل مؤتمر المعارضة الذي تم عقده في العاصمة البريطانية لندن، برئاسة المعارض، خالد الهيل، إضافة إلى ظهور وجوه معارضة جديدة على الساحة تنتمي لعائلة «آل ثاني»، وبعض أفراد قبلية «آل غفران» و»آل مرة». وتناولت الورقة البحثية ماهية الأزمة القطرية الحالية وتصاعد وتيرتها في ظل التعنت القطري إزاء المطالب العربية التي قدمتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية ومصر والبحرين)، إلى الحكومة القطرية، بهدف احتواء ورطتها في دعم وتمويل الإرهاب. وأشارت الباحثة إلى أنه يصعب في ظل الأزمة القطرية، في شكلها الحالي، التوقع الدقيق للسيناريوهات المحتملة، ولكن هناك بعض السيناريوهات، والتي يتفق الخبراء والمتخصصون على أنها الأقرب إلى الحدوث، وخاصة أنها تشترك في القوى المحركة للأحداث، متمثلة في قدرات كل طرف في التأثير على سير الأزمة والفاعلين الدوليين، والتي أوضحت الباحثة أنهما على مستويين، إقليميين، مثل تركيا وإيران. أو دوليين، مثل ألمانيا وفرنسا وأميركا وروسيا. وأشارت د. سماء، إلى محاولات «تنظيم الحمدين» تحييد الدور المصري، مع بداية الأزمة، لأنه يعلم جيدًا أن حدوث أي تحول في ميزان القوى في المنطقة لن يتحقق من دون وجود مصر، بما في ذلك ميزان القوى في الخليج، خاصة في ظل تأكيد الدول الغربية بصورة مستمرة على أن حل الأزمة القطرية يكون من خلال الحوار في إطار مجلس التعاون الخليجي. تغيير النظام ورأت الباحثة أن من أبرز السيناريوهات المتوقعة خلال المرحلة المقبلة في تطور الأزمة القطرية، هي تغيير النظام القائم في قطر، من خلال تصاعد التجاوب من قبل قطاعات شعبية في قطر مع شخصيات قطرية معارضة تطالب بالتغيير والإصلاح في النظام، مثلما برز على مدار الأسابيع الماضية، من خلال مؤتمر المعارضة الذي تم عقده في لندن، بحضور ومشاركة ساسة وخبراء على مستويات إقليمية ودولية، إضافة إلى ظهور وجوه معارضة جديدة على الساحة تنتمي لعائلة «آل ثاني»، مثل: الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، حفيد مؤسس قطر، إلى جانب تبني بعض أفراد قبلية «آل غفران» و«آل مرة»؛ إيصال صوت قبيلتهم وما تعرضوا له من ظلم بينّ من قبل الحكومة القطرية إلى المحافل الدولية. مجلس التعاون والأمم المتحدة وأشارت الباحثة إلى أن السيناريو الثاني المحتمل في الأزمة القطرية مع دول الرباعي العربي، يتمثل في فرض المزيد من العقوبات على قطر، ومن بينها تعليق عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، خاصة بعد أن هددت رموز قطرية حكومية إلى جانب أذرع قطر الإعلامية والمقربة من «تميم»، بانسحابها من مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب عدم احترامها لقرارات المجلس، وتوطيد العلاقات مع إيران على حساب مصالح دول الخليج. وأضافت: أما بالنسبة للسيناريو الثالث، فهو تعليق عضوية قطر في الأمم المتحدة، بسبب أن ممارسات قطر الداعمة للإرهاب والتنظيمات والمنظمات والجماعات المتطرفة، إضافة إلى قيامها بنشاطات إعلامية معادية لعدد من الدول، وفي مقدمتها مصر، وما إلى ذلك تعد جميعها أمورًا مخالفة لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة التي قامت عليها، وتلتزم فيها الدول الأعضاء تنفيذها، حيث قبلت بشروط العضوية في المنظمة الدولية، والتي في مقدمتها أن تكون محبة للسلام وتقبل الالتزامات المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وأن تكون قادرة على تنفيذ هذه الالتزامات، وعلى استعداد للقيام بذلك، في الوقت الذي تكشف فيه المعلومات والبيانات التي وثقتها أجهزة الاستخبارات بالدول الأربع، بالتعاون مع أجهزة مخابرات لدول كبرى، أن قطر تخل بتلك الشروط. لافتة في الوقت نفسه إلى أن السيناريو الرابع الأخير، أن تستمر الأزمة القطرية على الوتيرة نفسها، وهو ما يسمى بـ«السيناريو المرجعي». تحالفات فاشلة ولم تختلف الباحثة حول أحقية قطر كدولة أن تنتهج سياسة خارجية مستقبلية، ولكن بما لا يتعارض مع مصالح الدول الأخرى، موضحة أن قطر ليس من حقها انتهاج سياسة خارجية تهدد مصالح الدول الخليجية والعربية، وهو ما نتج عنه انعدام الثقة بينها ودول الخليج والدول العربية، خاصة السعودية ومصر. واعتبرت أن قطر تعلم جيدًا أن ما يسمى بالتحالف «القطري التركي الإيراني» لا يمكن التعويل عليه، موضحة أن حقائق الواقع وخبرات الماضي تؤكد فشل هذا التحالف قبل أن ينشأ، بسبب تعارض المصالح بين أطراف التحالف روسيا وتركيا من ناحية، وروسيا وإيران من ناحية أخرى، وإيران وتركيا. لافتة إلى أن موقف الدول الغربية من الأزمة تحكمه المصالح، ما يدفعها لتعزيز الخلاف بين الدول العربية بعضها بعضاً، وإطالة أمد الأزمات، لاستنزاف أطراف الأزمة، وتحقيق أكبر قدر من المصالح لها في المنطقة. وأشارت د. سماء إلى أن ما يجعل الدول الغربية أكثر ميلاً على المستوى الإعلامي لقطر، هو الدعم الذي تقدمه الدوحة لجماعة «الإخوان» الإرهابية، والمنتشرة فيها، بما فيها أميركا، والتي توغلت في مؤسسات صنع القرار الغربية، الأمر الذي أصبح أداة من أدوات قطر في الضغط على هذه الدول، إلى جانب المخاوف الأميركية من أن يذهب التعاون بين قطر وإيران وتركيا إلى أبعد مما هو عليه الآن. وأشارت إلى أن قطر سوف تتحمل الخسائر الاقتصادية ولكن إلى مدى معين، فمن الصعب أن تستمر خارج السياق الطبيعي الخليجي لها، خاصة مع تشابه البنى السياسية والعائلية والقبائلية بينهما وبقية دول الخليج. قطـر تـراوغ أكدت الباحثة أن قطر تراوغ لعدم حل الأزمة، مشيرة إلى تصريح سفير الدوحة لدى ألمانيا، سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، في 13 أغسطس الماضي، حيث قال: «نحن في دول الخليج نعتبر مثل إخوة في بيت واحد، والإخوة عندما يكون هناك اختلاف بينهم في بيت واحد، لا يغلقون الأبواب على بعضهم بعضاً، أو يتهمون البعض، لكن لابد أن يجلسوا على طاولة الحوار، وإذا كان هناك أي اختلاف يتم حله عبر هذا السياق». وأشارت إلى أن قطر لجأت إلى توجيه تهديد عالمي بارتفاع أسعار النفط والغاز، من خلال سفيرها في ألمانيا، والذي حذر من أن أزمة بلاده مع الرباعي العربي سيتجاوز تأثيرها منطقة الخليج، وستمس المواطن العادي في أي مكان في العالم، مضيفًا «نحن نعلم أن منطقة الخليج تغذي العالم بأكثر من 40 في المئة من مصادر الطاقة، وإذا استمرت هذه الأزمة أكثر من ذلك سينعكس هذا سلبًا حتى على الشخص العادي في أي مكان بالعالم، لأن أسعار الطاقة ستزيد سواء النفط أو الغاز، وهذا بدوره سيؤثر في المنتجات الأخرى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©