يوسف العربي (دبي)
بعد أن بلغ من العمر 19 عاماً، اتجه مهدي أمجد إلى الإمارات منتصف تسعينيات القرن الماضي، ليواصل دراسته الجامعية وسرعان ما فطن إلى أن الدولة ستكون الملاذ الآمن لتحقيق أحلامه وطموحاته ليبدأ مشواره في عالم الأعمال بتأسيس شركة «الماسة» لتوزيع معدات الكمبيوتر في دبي برأس مال 300 ألف درهم في العام 1995، التي حققت نجاحاً كبيراً ساعده في تأسيس شركة عقارية أصبحت اليوم تتمتع بأصول تقدر بنحو 16 مليار درهم.
فبعد 8 سنوات من تأسيس «الماسة» أطلق شركة أمنيات العقارية برأسمال 300 مليون درهم.
يقول مهدي، وهو عراقي الجنسية، وولد وترعرع في دولة الكويت، إن بيئة العمل في الإمارات مشجعة جداً ومنفتحة، وتوفر سبل النجاح للاستثمارات الأجنبية والمحلية على حد سواء، ما دفعني لتأسيس مشروعي الأول الذي لاقى نجاحاً قوياً في دولة تشهد نمواً اقتصادياً قوياً.
وأضاف أن عمله المتواصل جعل من شركة «الماسة» أكبر شركة توزيع لمعدات الكمبيوتر في منطقة الشرق الأوسط بحلول العام 2004، وليحولها لاحقاً إلى شركة الماسة القابضة.
ومع الزيادة المطردة في حجم عمليات شركة توزيع معدات الكمبيوتر، وبالتزامن مع الطفرة العقارية التي شهدتها دبي خلال تلك الفترة، قرر الدخول إلى مجال التطوير العقاري، بهدف تنويع المحفظة الاستثمارية، وأسس شركة أمنيات العقارية في العام 2005 برأسمال 300 مليون درهم، دفع منها 150 مليون درهم، لتصل أصولها حالياً إلى 16 مليار درهم. يقول أمجد مهدي، الرئيس التنفيذي لشركة أمنيات العقارية، إن البيئة الحاضنة والمشجعة للاستثمارات التي وفرتها الإمارات تعد سبب النجاح الذي تحقق على مدار رحلة العمل التي امتدت إلى نحو 20 عاماً.
وأكد أنه مع تأسيس «أمنيات» قرر منذ اليوم الأول تقديم منتج مختلف للسوق العقاري من حيث التصميم والجودة، لافتاً إلى أن نمو الشركة على مدار الفترة الماضية كان مواكباً لنمو دبي بشكل عام.
وأطلقت «أمنيات» باكورة مشروعاتها «وان باي أمنيات» في منطقة الخليج التجاري، وباشرت بناء مشروعين آخرين هما برج «بايزوتر» في منطقة الخليج التجاري في دبي، ومشروع «ذا سكوير» المؤلف من مجموعة متكاملة من المباني السكنية والتجارية والتجزئة في منطقة الممزر.
وقال أمجد: إن مشروعات الشركة لاقت استجابة قوية في السوق المحلي، حيث بيعت وحدات هذه المشروعات بعد إطلاقها بشهور قليلة، ما شكل دفعة حقيقية لنمو الأعمال في القطاع العقاري.
وأكد أن المسيرة لم تخل من تحديات كبيرة، حيث أطلت الأزمة العالمية بنهاية العام 2008، لتلقي بظلال كثيفة على جميع اقتصادات العالم، لافتاً إلى أن احتفاظ الاقتصاد المحلي بالأسس السليمة مكنه من التعافي واستعادة النمو من جديد.
وعقب الأزمة عاودت «أمنيات» نشاطها، وأطلقت أكبر مشروعاتها العقارية وهو برج «ذا أوبس»، الذي يعد أيقونة معمارية في قطاع العقارات والضيافة العالمي، والذي يحتوي على فندق «مي» وشقق فندقية فارهة أشرف على تصميم أدق تفاصيلهما المصممة العالمية زها حديد، ومن المقرر أن يتم تسليمه مطلع العام المقبل.
وقال: إن المصممة المعمارية العالمية زها حديد كانت من أبرز الشخصيات التي تأثر بها خلال مسيرته المهنية، حيث أفنت حياتها في الإبداع والابتكار وهي نموذج للمرأة العربية التي استطاعت الوصول إلى العالمية، لذلك قام بتأسيس صندوق منح للدراسات العليا في جامعة «هارفارد الأميركية» بعنوان «صندوق منح زها حديد وأمنيات» للدراسات العليا لتشجيع الجيل القادم من الموهوبين وتقديم الدعم اللازم لهم من أجل مواصلة السير على الطريق الذي بدأته المصممة الراحلة.
ولفت إلى أنه عندما قررت شركة «أمنيات» دخول مجال التطوير الفندقي لم تقدم شركته المنتج نفسه الموجود في السوق، بل استقطبت العديد من العلامات الفندقية الجديدة التي تشكل إضافة حقيقية.
وبدأت الشركة بفندق «مي» وهي علامة فندقية فائقة الفخامة موجودة في لندن و«مايروكا»، كما تعاونت مع فندق «لانكوم» التي تملك أقدم فندق في لندن يعود تاريخ تأسيسه إلى 150 عاماً مضت.
وقال: إن الاتفاقيات مع العلامات التجارية الفندقية تنقسم إلى اتفاقيات إدارة واتفاقيات شراكة وإدارة، كما أن معظم الاتفاقات الموقعة مع العلامات الفندقية حصرية في المنطقة الموجود فيها الفندق.
وكشف عن وجود خطة لإطلاق فندق جديد بمنطقة وسط مدينة دبي خلال العام 2017 يحمل علامة فندقية جديدة تطلق للمرة الأولى في دبي، ومن المقرر تنفيذ الفندق بحلول العام 2020.
وقال: إن شركة أمنيات تركز على الاستثمار طويل الأمد، انطلاقاً من إيمان الشركة بالفرص الهائلة التي يتمتع بها السوق المحلي، وأن هذا النوع من الاستثمارات يعد الأنسب والأكثر نجاحاً في الدولة، مضيفاً أن الشركة تحرص أيضاً على تغطية مختلف المنتجات العقارية من الإسكان المتوسط، والفاخر، وفائق الفخامة، حيث تعمل على تطوير الأفضل في فئة من هذه الفئات.
واستعرض تجربة الشركة في تطوير مشروع «ذا سكوير» في منطقة الممزر في دبي، الذي وفر إسكاناً متوسطاً بأسعار معقولة، لافتاً إلى الاستمرار في تطوير مشروعات الإسكان المتوسط التي تصل أسعارها إلى نحو 1000 ألف درهم للقدم، لمواكبة الطلب المتنامي على هذه النوعية.
وقال أمجد: إن العائد الاستثماري بمشروعات الشركة أعلى من العوائد الاستثمارية التي يتم تحقيقها بالقطاع، وذلك نتيجة تبني الشركة لنهج مختلف ومتميز في التصميم والتطوير والتسويق، مما يسهم في خلق قيمة إضافية حقيقية.
وأضاف أمجد أن الشركة لديها مشروعان عقاريان في لندن وتسعى لامتلاك المزيد من الأراضي لتطوير مشروعات أخرى بالعاصمة البريطانية.
وأكد أن «أمنيات العقارية» لديها رصيد استراتيجي من الأراضي التطويرية يكفي لتلبية متطلبات التوسع بالشركة على مدار السنوات الثلاث المقبلة، مشيراً إلى أن طبيعة المشروعات التي تقوم الشركة بطرحها تجعلها تبحث عن المواقع المتميزة في جميع المواقع، لا سيما في منطقة وسط مدينة دبي التي طورت الشركة فيها 9 مشروعات سابقة، كما تعتزم طرح المزيد من المشروعات في المنطقة نفسها خلال العامين 2017 و2018.
واضاف أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة في الإمارات لن يؤثر على جاذبية الدولة للاستثمارات العقارية الأجنبية والمحلية، حيث إن الضرائب موجودة في جميع دول العالم بمستويات تفوق المزمع تطبيقه.
وشدد أمجد على متانة الاقتصاد الوطني الذي نجح في تحقيق التنوع في الموارد بعيداً عن إيرادات النفط التي باتت تشكل نسبة قليلة في الموازنة العامة، مشيراً إلى أن الأداء الاقتصادي، لاسيما بقطاع السياحة والخدمات، ساهم بدوره في احتفاظ السوق العقاري بمستويات عالية من الطلب.
عدد اليوم
