الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سكان لندن يفتحون حدائقهم أمام العالم

16 سبتمبر 2010 21:51
لا يثير منظر المنازل في شمال لندن من الخارج أي إعجاب. فكل منزل ذي سطح بالقرميد الأحمر وألواح الخشب بنية اللون والنوافذ العتيقة هو عبارة عن بناء عملي يعود لفترة الخمسينيات. كما أن الحديقة الأمامية عادية ومثيرة للملل. ولهذا من الصعب الاعتقاد أن هناك حديقة سرية ساحرة في الخلف. ولكن أذهب عبر باب المرآب وفجأة تجد المنظر عبارة عن أشجار عتيقة وأحواض زهور كثيرة ونوافير وشاي إنجليزي مثل صورة في كتاب. ففي كل صيف يقوم مئات الأشخاص من الذين يعيشون في لندن والمدن الإنجليزية الأخرى وويلز بفتح حدائقهم الخاصة أمام الجمهور مقابل رسم بسيط. وغالباً ما يقدمون أيضاً الشاي والكعك. وتذهب العائدات لصالح أهداف نبيلة. ويستفيد آلاف الزوار من البرنامج الذي يديره نظام الحدائق الوطنية القائم منذ عام 1927. وفي السنوات العشر الأخيرة فقط تم جمع 25 مليون جنية أسترليني (38 مليون دولار) لصالح منظمات الإغاثة. وقال مواطن ألماني يعيش في لندن لسنوات وأخيراً أكتشف حدائق جديدة كل صيف “لقد وجدت أنه من المدهش أنك يمكن أن تنظر خلف هذا الصف الطويل من المنازل”. وأضاف “كثير من الناس في لندن لا يمكنهم تحمل تكلفة حديقة. ومن اللطيف في الواقع عندما تستطيع أن تلقي نظرة على حدائق الآخرين”. والسماح لشخص غريب تماماً بإلقاء نظرة إلى حديقة المرء لا يتناسب مع العقلية النمطية للشخص الإنجليزي، ولكن زيارة الحدائق هي تقليد قديم في أنجلترا اكتشفته روائية القرن التاسع عشر جان أوستن. وفي فترات بعد الظهر في يوم الأحد في حديقة شمال لندن تتراوح أعمار الزوار من الأطفال إلى ما فوق التسعين. ويرغب جميع الإنجليز أن يعيشوا في الصندوق الخاص بهم مع ملكيتهم الخاصة وفقاً للكاتبة كات فوكس في كتابها “مراقبة الإنجليز”. والسير عبر ضاحية من المنازل المصطفة حيث الحدائق المرتبة مختفية وراء الجدران أو الأسوار الخشبية يوضح أن عبارة “منزلي هو حصني” يأخذها مأخذ الجد الناس الذين يعيشون هناك. وقالت فوكس إنه من غير المحتمل تماماً أن يشاهد أي سائح حديقة أنجليزية نموذجية. وتقع الحديقة في شمال لندن قرب منطقة تسمى هايجيت. وهي تمتد عبر قطع أراض عديدة وتضم أحواضا تختلف ألوان زهورها وأركان مظللة بها مقاعد وطاولات وصوبات وحتى ممرات من الزهور. كما تضم حشائش خضراء معتنى بها جيداً بالطبع. ويعتني صاحب المنزل بالحديقة جميعها بنفسه كما ذكرت متطوعة تساعد في خدمات الطعام. وفيما تقدم المرأة الودودة الشاي على طاولة مغطاة بمفرش مطبوع عليه ورود, قالت إن الكعك المدور والمربى المقدمة مع الشاي هي صناعة منزلية مما يجعل الزوار يشعرون كأنهم جيران وليسوا زائرين من الجانب الآخر للمدينة.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©