الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل سيخلع أحد أسنانه استغلالاً لبطاقة ثقة؟!

هل سيخلع أحد أسنانه استغلالاً لبطاقة ثقة؟!
15 فبراير 2009 00:43
بدأ سوء استخدام بطاقة الضمان الصحي ''ثقة'' يظهر، ويتجلى في استغلال العيادات الخاصة لما توفره حكومتنا من دعم للمواطنين حتى تضاعفت أسعارها بشكل كبير لاحظه الجميع، بالذات عيادات الأسنان· وتوقعنا ان تتم مراجعة هذه العيادات التي تسيء استخدام البطاقة، ولكننا فوجئنا بقرار هيئة الصحة بتحميل المريض نصف كلفة الدواء وعلاج الأسنان بدلاً من معاقبة العيادات التي تجري فحوصات لا داعي لها وتصرف للمريض أدوية عديدة بهدف الربح المادي دون وازع من ضمير أو احترام لشرف مهنة من أسمى المهن تتوقف عليها حياة البشر· لماذا نلقي باللوم على المريض! هل سيخلع شخص أسنانه كي يستغل بطاقة ''ثقة''؟ هل سيتعاطى دواء لا يحتاجه وقد يضره لمجرد امتلاكه بطاقة ''ثقة''؟ المشكلة الأكبر تعرض لها من يفضلون العلاج الحكومي واستمروا في مراجعة المستشفيات والعيادات العامة التي تعودوا عليها، فمنذ بدء العمل بهذه البطاقة صرنا ننتظر أربع ساعات في العيادات الحكومية على الأقل للتداوي من زكام بسيط بسبب طول إجراءاتها عند الطبيب والصيدلية، وإذا طلب الطبيب إجراء تحليل شامل يظل موظف المختبر يطبع نوع وسعر جميع التحاليل فترة طويلة والمريض ينتظر، حيث أصبحنا نتحاشى الذهاب للعيادة ونتجه إلى الصيدلية لشراء الأدوية مباشرة في حال كان المرض بسيطاً، ومن ثم لا نحصل على علاج حكومي ولا خاص ولا دواء· ما نخشاه نحن مرضى القطاع الحكومي ليس فقط تقليص منافع البطاقة عند استخدامها في القطاع الخاص، لكننا نخشى مطالبتنا بمبالغ كبيرة لتجديد البطاقة سنوياً رغم تمسكنا بالعلاج الحكومي المجاني، مما سيؤثر على ذوي الدخل المحدود وأصحاب العائلات الكبيرة· ونحن لن نستطيع تجديدها بألف درهم سنوياً للفرد، كما أننا غير مستفيدين منها لأننا لا نرغب في العلاج لدى القطاع الخاص، لذلك أقترح بقاء البطاقة الصحية القديمة لمن يريد العلاج في مستشفيات وعيادات الدولة، أما الذين يفضلون المستشفيات الخاصة بإمكانهم استخراج بطاقة ثقة ودفع ثمن تجديدها لأنهم مستفيدون منها· وأرجو قبل خصخصة القطاع الصحي النظر إلى تجارب الدول الأخرى وعدم اتباع النموذج الأميركي وحده الذي يعاني منه خمسون مليون أميركي محرومون من حق العلاج بسبب عدم قدرتهم على دفع ثمن التأمين الصحي· وأدعو المسؤولين في هيئة الصحة لمشاهدة الفيلم الوثائقي الأميركي ''سيكو'' أي المريض للمخرج الأميركي الحائز على الأوسكار مايكل مور، الذي ينتقد نظام التأمين الصحي في الولايات المتحدة ويدعو لمجانية العلاج أسوة بتجارب دول مثل كندا وبريطانيا وفرنسا· فارس علي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©