الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

متحف اللوفر أبوظبي..مدينة ثقافية متكاملة تروي قصص التاريخ

متحف اللوفر أبوظبي..مدينة ثقافية متكاملة تروي قصص التاريخ
24 نوفمبر 2016 11:35
لا يكاد يدخل الزائر الى متحف اللوفر أبوظبي، الذي يجري إنشاؤه حالياً بجزيرة السعديات، حتى ينعكس عليه شعاع ضوئي يخترق التخريمات الهندسية لقبة المتحف، المصممة بطريقة متميزة ومستوحاة من سعف النخيل المتداخل في واحات الإمارات. فالمتحف، الذي جاء ثمرةً لاتفاقٍ دولي بين حكومتي أبوظبي وفرنسا عام 2007، يحكي قصصاً من مختلف الحقب التاريخية ومن جميع الحضارات، ووصلت الأعمال الإنشائية للمتحف إلى مراحلها النهائية في الوقت الراهن، استعداداً لافتتاحه العام المقبل. ويجسد المتحف عالمياً روح الانفتاح والحوار بين الثقافات، نظراً لمجموعته المختارة من الأعمال، والتي تتميز بأهميتها التاريخية والثقافية والاجتماعية من مختلف الفترات التاريخية والحضارات، وستروي المقتنيات الدائمة، مع أعمال فنية أخرى مُعارة من نخبة من أعرق المؤسسات الثقافية الفرنسية، قصصاً من العصور القديمة، وصولاً إلى الوقت الحاضر، من خلال 23 قاعة عرض، ضمن 12 سياقاً تسلسلياً مختلفاً. رشا طبيله (أبوظبي) يضم المتحف الذي صممه المعماري جان نوفيل، 23 قاعة عرض، تعكس روح المدينة العربية، وقاعات للمعارض المؤقتة، ومتحفاً للأطفال، ومقهى، ومطعماً، ومتجراً ومركزاً للبحوث. ولا يقتصر المتحف فقط على عرض قطع فنية وتاريخية قيمة ضمن المعارض الدائمة، بل سيضم العديد من النشاطات والمعارض المؤقتة والفعاليات التي تضمن مشاركة وتفاعل الجمهور سواء من طلبة الجامعات والمدارس والأطفال، والكبار، ولن تكون القطع الفنية المعارة فقط من متحف اللوفر في فرنسا بل ستأتي من 13 مؤسسة ثقافية فرنسية، إلى جانب مجموعة مقتنيات المتحف الدائمة في قاعات العرض، ليكون متحف اللوفر أبوظبي يضم مقتنيات مختلفة ومتنوعة ومن مختلف الثقافات والحضارات. وسيتم استخدام أحدث التطبيقات والتكنولوجيا لإثراء تجربة الزائر منذ دخوله المتحف، وإعداد طرق مميزة ومتنوعة لتوصيل المعلومات إليهم. التصميم روعي في تصميم المتحف أن يظهر وكأنه مدينة صغيرة قائمة بحد ذاتها وعائمة على مياه الخليج العربي، حيث استوحى المعماري جان نوفيل، والحائز جائزة بريتزكر العالمية، الممرات المائية الجارية، ضمن المتحف من نظام الأفلاج المعروف في الهندسة العربية القديمة. أما مظهره العام فيعد حصيلة التصميم العمراني العربي المتميز بلونه الأبيض وأسقفه المنخفضة، بيد أنه يعتبر إبداعاً هندسياً معاصراً مصنوعاً من خرسانة فائقة المتانة. ويتكون المتحف المدينة من 55 مبنى منفصلاً. وتغطي القبة البالغ قطرها 180 متراً معظم أجزاء المتحف، وتتميز بمظهرها المهيب، أفق المتحف للناظر إليه من البحر والمناطق المحيطة به ومدينة أبوظبي بوجه عام. وتتكوّن القبة من ثماني طبقات، أربع منها مصنوعة من الحديد الصلب، وأربع طبقات أخرى داخلية، يفصلها هيكل فولاذي بارتفاع خمسة أمتار. وتتكوّن قبة المتحف من 85 قسماً، يبلغ وزن القسم الواحد قرابة 50 طناً. وتتميز قبة متحف «اللوفر أبوظبي» بتصميمها الهندسي المدروس، وتغطيها أشكال هندسية عديدة بأحجام مختلفة على ثماني طبقات. تخترق أشعة الشمس الطبقات الثماني لتخلق تأثيراً سينمائياً طوال اليوم لتشكل «شعاع النور»، الذي شكّل موضوعاً رئيساً للعديد من النماذج والتصاميم خلال السنوات السابقة، وهو إحدى السمات المميزة لهذا المتحف. وترتفع القبة على أربعة أعمدة، تفصل بينها مسافة تُقدر بـ 110 أمتار، وتتوارى داخل ثنايا المتحف، بما يمنح شعوراً وكأنها طافية على الماء، ويصل ارتفاعها عن مستوى الطابق الأرضي وحتى الحافة السفلية للقبة 29 متراً. أما أعلى نقطة في القبة فهي على ارتفاع 40 متراً عن مستوى سطح البحر، و36 متراً عن مستوى الطابق الأرضي. ويعبّر تصميم متحف اللوفر أبوظبي عن الدمج بين التقاليد الثقافية والتقنيات الهندسية المعاصرة. وبعد الافتتاح، سيتسنى لزوار المتحف الاستمتاع بالأجواء الداخلية، وتأمل العلاقة المتغيرة بين أشعة الشمس وقبة المتحف والبحر والمباني واليابسة. بيئة مستدامة يراعي المتحف في تصميمه تحقيق البيئة المستدامة، فتظلل القبة الساحة الخارجية والمبنى، وتساهم في توفير الراحة للزوار، والحد من استهلاك الطاقة. وتتيح هذه الاستراتيجية للزوار إمكانية التنقل بين قاعات العرض الدائمة وقاعات المعارض المؤقتة، والساحة المفتوحة، والمقهى والمطعم، وتوفر قبة متحف اللوفر أبوظبي مناخاً محلياً بدرجة حرارة معتدلة، وتعتمد تقنيات التصميم السلبي على شكل الأبنية الطبيعي والمزايا الأساسية للمواد لتحسين الظروف الخارجية. ومن بين التقنيات التي تم تضمينها في التصميم توفير الظلال والضوء من خلال القبة، وتوفير الظل ذاتياً من المباني المتجاورة، إضافة إلى الاستفادة من المزايا التي توفرها القبة على أكمل وجه، من خلال التخريمات التي تسمح بدخول الضوء من دون امتصاص الحرارة الخارجية، والتعريض الحراري الشاسع مثل الأرضية الحجرية وكسوة القبة التي يمكنها الاستفادة من عوامل التبريد أثناء الليل، فضلاً عن اعتماد ألوان خفيفة ومواد عاكسة. ويساهم تصميم المتحف في تخفيض الامتصاص الحراري بنسبة 42%، وتخفيض في استهلاك الطاقة بنسبة 27.2%، إضافة إلى التخفيض في استهلاك المياه بنسبة 27%، وتم توفير عدادات لقياس استهلاك الطاقة والمياه، وذلك لأغراض مراقبة مستوى الاستهلاك، ورصد التسريبات، والاستهلاك غير المجدي للمياه. ويستهدف تصميم متحف اللوفر أبوظبي الحصول على التصنيف الفضي لمعايير الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED)، وقد حصل المتحف على شهادة «ثلاث درجات لؤلؤ»، ضمن تصنيف درجات اللؤلؤ للتصميم المستدام التي يمنحها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني ضمن برنامج «استدامة». وينصب التركيز البيئي للمتحف على إيجاد أجواء داخلية مريحة، من خلال الاستخدام الأمثل لتقنيات التصميم المستوحى من التراث الهندسي. وفيما يتعلق بالمساحات الداخلية للمتحف، تصل مساحتها الإجمالية إلى 8600 متر مربع، وتتضمن قاعات العرض والمعارض ومتحف الأطفال. بينما تصل مساحة قاعات العرض إلى 6400 متر مربع، وستحتوي على نحو 600 تحفة فنية، فضلاً عن 300 عمل فني مُعار من مؤسسات ثقافية فرنسية، تروي قصصاً من مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها البشرية، وصولاً إلى الوقت الحاضر. وتصل المساحة الإجمالية المخصصة لإقامة المعارض المؤقتة إلى قرابة 2000 متر مربع، بينما تم تخصيص 200 متر مربع لمتحف الأطفال. أما قاعات العرض، فتعود مجموعة مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي إلى آلاف السنوات وتشمل مختلف الحضارات والثقافات وتجسد التجربة الإنسانية المتبادلة والمشتركة. ويسمح الحوار بين تلك الأعمال الفنية والمنحوتات والمعروضات، بدءاً من الفترات التاريخية القديمة وحتى المعاصرة، للزوار باستكشاف التأثيرات المشتركة والروابط المثيرة للاهتمام بين الثقافات المختلفة عبر التاريخ. وتغطي المقتنيات حقباً زمنية وتأثيرات مشتركة تتجاوز الحدود الجغرافية والتاريخية، وتعود لعصور ما قبل التاريخ وبدايات ظهور الحضارات وأعظم الإمبراطوريات، وتستكشف المعتقدات الدينية، وطرق التبادل التجاري، وغيرها من العوامل والاتجاهات التي ساهمت في صنع التاريخ، وكذلك دور الإنسان في صناعة التاريخ، والأفكار المعاصرة التي ساهمت في تشكيل حاضرنا. الأعمال الفنية من أبرز الأعمال الفنية المعروضة من المجموعة تمثال «أميرة من باختريا» الذي يعود تاريخه إلى أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد، وسوار شرق أوسطي مزين برأس أسدين، ولوحة فنية من عمل الفنان عثمان حمدي بك تعود إلى عام 1878، بعنوان «أمير شاب منكب على الدراسة»، ولوحة «الأولاد وهم يتصارعون» للفنان بول غوغان، ولوحة ورينيه ماغريت «القارئة الخاضعة»، ولوحة بيكاسو بعنوان «صورة شخصية لامرأة» (1928)، ومجموعة فنية تتكون من تسع لوحات قماشية من إبداعات الرسام الأميركي سي تومبلي، وأقدم صورة فوتوغرافية معروفة لامرأة منتقبة. وسيتم عرض نحو 300 قطعة فنية معارة من 13 مؤسسة ثقافية فرنسية، إلى جانب مجموعة مقتنيات المتحف الدائمة في صالات العرض. وسيكون بين الأعمال المُعارة لوحة «جميلة الحدّاد» للفنان العالمي ليوناردو دافينشي من متحف اللوفر، و»محطة سان لازار» للرسام كلود مونيه ولوحة «عازف الناي» للرسام الانطباعي الفرنسي الكبير إدوار مانيه من متحف دورسيه، ولوحة «طبيعة صامتة مع ماغنوليا» للفنان هنري ماتيس (1941) من مركز بومبيدو، ومجسم للكرة الأرضية للفنان فينسيزو كورونلي من مكتبة فرنسا الوطنية، ومملحة نادرة من العاج من إمبراطورية بنين، وقناع إمبا بملامح إنسانية وحيوانية من غينيا من متحف كيه برونلي، ومنحوتة صينية لسيدة زرقاء تعود إلى القرن الثامن من المتحف الوطني للفنون الآسيوية «جيميه». المعارض المؤقتة ستتم إقامة معارض مؤقتة على مدار العام في مساحات منفصلة، وذلك لضمان عودة الزوار لاستكشاف المزيد من الأعمال الفنية الجديدة. وتمثل هذه المعارض فرصة لتنظيم فعاليات مبتكرة بالتعاون مع شركاء متحف اللوفر أبوظبي من المتاحف الفرنسية، وستشمل في بعض الحالات أعمالاً من مراكز ومؤسسات متعددة. الأعمال الفنية الخارجية تم تأسيس برنامج الأعمال الفنية التكليفية ضمن نطاق المتحف، بما يوسّع تجربة زيارة المتحف إلى خارج جدرانه. ويتضمن هذا البرنامج الأعمال التكليفية لفنانين معاصرين استلهموا من بيئة المتحف أعمال فنية فريدة من نوعها، وسيتم وضعها ضمن حوار مع أعمال فنية آخرى غير معاصرة. متحف اللوفر أبوظبي للأطفال وسيضم المتحف متحفاً خاصاً بالأطفال، يعرض أعمالاً فنية مميزة للعائلات والأطفال. وسينظم المتحف معارض مؤقتة وورش عمل تضم أعمالاً فنية فريدة من مجموعة متحف اللوفر أبوظبي الدائمة، فضلاً عن أعمال مُعارة من مؤسسات فرنسية شريكة لكي يتمكن الزوار الشباب من الاطلاع على أهم الأعمال الفنية التعرف إلى أهميتها المادية وخصائصها الجمالية. وباعتباره بوابة للمتحف والمجموعات الفنية الأخرى، سيعرّف متحف اللوفر أبوظبي للأطفال زواره على عملية اختيار الأعمال الفنية ومختلف التقنيات والأساليب المستخدمة في عرض هذه الأعمال، وتقديم بيئة مناسبة للتعلم، وتنمي لديهم مهارات البحث والاستكشاف. التواصل مع الجمهور ستساعد التقنيات المتقدمة، كالدليل الرقمي للوسائط المتعددة والخرائط المتحركة، زوار متحف اللوفر أبوظبي في تكوين فهمهم الخاص عن الأعمال المعروضة والتعرف إلى السياق العالمي للمتحف. وسيتم استخدام اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية كلغات رئيسة في متحف اللوفر أبوظبي، بأسلوب مباشر في جميع أنحاء المتحف. وتتوافر في قاعات العرض الاثنتي عشرة، لوحات توضيحية تزود الزوار بالمعلومات التاريخية والسياق المجتمعي الذي يخص المعروضات، بينما تقدم البطاقات الوصفية التي توضع بجوار كل عمل شرحاً حول القطعة الفنية، ومعلومات حول أهميتها الفنية والتاريخية. ويوفر متحف اللوفر أبوظبي أيضاً خرائط برسومات متحركة تعتبر مرجعاً جغرافياً وتاريخياً، بينما ستوفر 17 محطة خاصة للجمهور من ذوي الإعاقات البصرية الفرصة للتعرف إلى الأعمال من خلال محتويات مطبوعة بطريقة برايل، ولوحات بارزة، ونُسخ تحاكي المعروضات الأصلية حتى يتمكنوا من لمسها. شركاء المشروع تشرف هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حالياً على الأنشطة غير المرتبطة بالبناء كعمليات الاقتناء وتجربة الزوار والعمليات الأخرى، في حين تعد شركة التطوير والاستثمار السياحي المطور الرئيس لجزيرة السعديات التي تعتبر وجهة سياحية مميزة تحتضن التراث الثقافي الخاص بأبوظبي، وتبرز جمال طبيعتها وجهود الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية. وضمن المنطقة الثقافية في السعديات، تقوم شركة التطوير والاستثمار السياحي بتطوير ثلاثة متاحف كبرى، من بينها متحف «اللوفر أبوظبي»، أما وكالة متاحف فرنسا فهي منظمة تم إنشاؤها لإنجاز رؤية اللوفر أبوظبي بالتعاون والشراكة مع مراكز فنية فرنسية. وقد أنيط بوكالة متاحف فرنسا مهمة تنفيذ الالتزام الفرنسي تجاه المتحف العالمي لمشروع اللوفر أبوظبي، وهيكلة خبرة المؤسسات الثقافية الفرنسية المعنية لتوفير خدمات الاستشارات للجهات ذات العلاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات التالية: تحقيق رؤية المشروع على الصعيدين العلمي والثقافي، والمساهمة في إدارة المشروع، والمشاركة في برامج استعارة الأعمال الفنية من المجموعات الفرنسية، وتنظيم المعارض المؤقتة، والمساهمة في إنشاء مجموعة المقتنيات الفنية الدائمة، والمساهمة في تنظيم عناصر المتحف واللافتات والوسائط المتعددة، والمساهمة في وضع الأنظمة/&rlmالقوانين العامة لزيارة المتحف. وعلى الرغم من أن متحف اللوفر أبوظبي تأسس عقب الاتفاقية بين حكومتي أبوظبي وفرنسا، فقد تمت إعارة اسم متحف اللوفر في باريس لمدة 30 عاماً، على أن يستخدم الاسم خلال المعارض المؤقتة لمدة 15 سنوات، وإعارة الأعمال الفنية لمدة 10 أعوام. وفيما يتعلق بمقاولي تشييد المتحف، فإنه يتم بناء المتحف بشراكة بين شركة أرابتك للإنشاءات ذ.م.م، وشركة سان خوسيه أس.إيه وشركة أوجيه أبوظبي ذ.م.م.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©