الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هنادي السويدي: صورة المرأة في وسائل الإعلام إيجابية ولكن..!

هنادي السويدي: صورة المرأة في وسائل الإعلام إيجابية ولكن..!
16 سبتمبر 2010 21:55
وجدت هنادي عبيد السويدي خلال الأعوام التي سبقت عام 2006، أن وسائل الإعلام كانت مستمرة في طرح الصور السلبية للمرأة الإماراتية والعربية أكثر من تلك الإيجابية، كما أن وسائل الإعلام ذاتها قد قامت بطرح نتائج للدراسات الإعلامية، وأن هناك تطوراً كبيراً قد طرأ على وضع المرأة العربية والإماراتية خلال السنوات الأخيرة نتيجة حصولها على العديد من الحقوق السياسية والاجتماعية، وأن هناك تغيراً نسبياً في حجم الاهتمام الكمي والكيفي، بقضايا المرأة في وسائل الإعلام العربية بوجه عام والصحافة الإماراتية بوجه خاص. قررت هنادي أن تبحث في صورة المرأة في المجلات الإمارتية، وهدفت من وراء ذلك إلى تحديد الموضوعات والقضايا التي تنشرها المجلات محل الدراسة، وأيضاً التعرف إلى الموضوعات والقضايا المتعلقة بالمرأة التي تنشرها المجلات محل الدراسة، وهي زهرة الخليج وكل الأسرة، من حيث الوصف والتحليل لصورة المرأة في المجلات الإماراتية، وأيضاً التعرف إلى أبرز الأدوار الاجتماعية التي تمارسها المرأة وتظهر على صفحات المجلات، وأبرز الطبقات الاجتماعية التي تنتمي إليها المرأة والتي تهتم بها المجلات، ورصد تأثير السياسات التحريرية على القضايا التي تتناولها هذه المجلات. الصورة غير الأصل تقول هنادي إن موضوع الدراسة يتناول توصيف وتحليل الصورة الإعلامية للمرأة في المجلات الإماراتية، وتصورات واتجاهات القائمين بالاتصال في تلك المجلات إزاء صورة المرأة والعوامل المؤثرة في تشكيلها، وهذه الدراسة هي الأولى من نوعها على المستوى المحلي والتي تقوم على تحليل محتوى المجلات الإماراتية، وتوضيح الصورة التي تعكسها هذه المجلات عن المرأة. تقوم الدراسة على التحليل الكيفي والكمي لسنة كاملة من أعداد مجلتين شهيرتين محلياً في عام 2006، وتوضيح وتحليل ما جاء فيهما من تصوير للمرأة وقضاياها، والأفكار التي تنشرها المجلات، وهل تمثل هذه الأفكار والتوجهات الواقع المحلي للمرأة المستهدفة فيها، وهل تتفق مع واقع واهتمامات المرأة الإماراتية المسلمة العربية وغيرها من التساؤلات، وتكمل هنادي فيما يتعلق بأبرز الصور التي عكستها مجلات الدراسة عن المرأة، اتضح ارتفاع نسبة الصور الإيجابية عن الصور السلبية، عند تناول المجلتين للقضايا العامة غير المرتبطة بشكل مباشر المرأة، وان أبرز الصور الإيجابية التي عكستها عن المرأة هي صورة المرأة العاملة والمشاركة وحسنة الاطلاع. انتهازية وضعف من أبرز الصور السلبية، كانت صورة المرأة المستضعفة والانتهازية والمظهرية، ومن ناحية أخرى أتضح وجود ازدواجية في عرض الصور الخاصة بالمرأة، حيث ظهرت صور سلبية وأخرى إيجابية عن المرأة في القضايا ذاتها، خاصة عند تناول هذه المجلات القضايا الاجتماعية وقضايا الأحوال الشخصية، وهو ما يشير إلى وجود تحول محدود في تناول صورة المرأة بشكل إيجابي، بين أن هذا التحول لا يسير في اتجاه متصاعد ولكنه متذبذب، حيث تختلط الصور الإيجابية بالسلبية عند تناول القضايا. في ما يتعلق بمدى ارتباط صورة المرأة بمكانة اجتماعية معينة، اتضح كذلك زيادة الصور التي تعكس الصور السلبية، وارتبطت معظم الصور الإيجابية بصورة المرأة العاملة والمشاركة، أما الصور السلبية فقد ارتبطت غالباً بصورة المرأة المستضعفة والجاهلة و”البيتوية”، ومن ناحية أخرى فإن المرأة الممثلة والفنانة والمطربة وعارضة الأزياء تم تناولها غالباً بشكل إيجابي، بينما قل التركيز على فئات عديدة يشغلن مكانة اجتماعية مهمة في المجتمع كالأخت والابنة والمدرسة. رؤية جزئية قد ترجع قلة الصور السلبية المنشورة في هذه المجلات عن فئات أخرى من المرأة إلى قلة تناولها لفئات مختلفة من النساء، وهن من يشغلن أماكن متنوعة مثل الطالبة وأستاذة الجامعة والإعلامية وغيرها، وتركيزها على فئات معينة وإظهار هذه الفئات بصورة إيجابية، وتكشف هذه النتائج عن نخبوية هذه المجلات وتركيزها على فئات معينة، لا تسهم إسهاماً حقيقياً وفاعلاً في نهضة المجتمع أكثر من غيرها، بينما تغفل إسهامات فئات أخرى. ذكرت هنادي أنها من خلال بحثها لإنجاز دراستها وجدت مدى اهتمام الصحفيين إزاء القضايا وإزاء صورة المرأة وتصوراتهم حول إبراز أدورا المرأة، عن طريق رصد نتائج التحليل الكمي والكيفي للمضمون المنشور بمجلات الدراسة، عن قضايا وصورة المرأة، وقد أتضح لها زيادة الصور الإيجابية التي تتناولها، وهناك حالات اجتماعية مختلفة عن الصور السلبية، حيث كانت صورة المرأة المستضعفة والفاسدة الأخلاق والجاهلة في مقدمة الصور السلبية، ومن ناحية أخرى ارتبطت معظم الصور السلبية والإيجابية التي عكستها تلك المجلات، عن المرأة المتزوجة ثم العازبة، لقلة اهتمام المجلات تلك بالحالات الاجتماعية للمرأة الأخرى. في ما يتعلق بصورة المرأة التي تنتمي لطبقات اجتماعية مختلفة، كشفت الدراسة عن زيادة الصور الإيجابية عن الصور السلبية المتعلقة بالمرأة، حيث قالت هنادي إنها وجدت أن المجلات عند تناولها في أوضاع طبقية مختلفة، ركزت على الإيجابية بالمرأة العربية، ثم المرأة المواطنة ثم الأجنبية، وقل اهتمام هذه المجلات بالمرأة البدوية والريفية، سواء على المستوى المحلي أو العربي أو الأجنبي. إقصاء البداوة من ناحية أخرى، اتضح زيادة اهتمام هذه المجلات بالمرأة الحضرية في كل الحالات، خاصة المرأة العربية التي تعيش في الحضر، وبالرغم من ارتباط معظم الصور الإيجابية بالمرأة الحضرية، فإن معظم الصور السلبية ارتبطت بها أيضاً، وإن ظهرت صور سلبية محدودة عن تناولها للمرأة البدوية، ويعني ما سبق قلة اهتمام هذه المجلات بالمرأة المواطنة، والتركيز على المرأة الحضرية، كما برزت بعض الأشكال الصحفية أكثر من غيرها، عند تناول صورة المرأة في مجلات الدراسة، خاصه فن التحقيق الصحفي والحوارات الصحفية، تلتها التقارير والقصص الصحفية، بينما قل الاعتماد على فنون صحفية أخرى. تكمل السويدي أن معظم تلك الصور السلبية صاحبت فن التحقيقات الصحفية والحوارات، ومعظم الصور الإيجابية كانت مع الحوارات والمقالات الصحفية، ومن ناحية أخرى أبرزت الصور الإيجابية التي طرحتها المجلات مع المصادر صورة مرأة عاملة ومشاركة وعصرية، بينما كانت أبرز الصور السلبية عن المرأة التي طرحتها هي صورة مرأة مستضعفة وفاسدة الأخلاق، وقد يرجع قلة تناول صورة المرأة في أشكال صحفية أخرى، إلى حيادية بعض هذه الأشكال مثل الأخبار مثلاً، أو لعدم مناسبة بعض الأشكال الصحفية الأخرى مثل المواد الخدمية أو مواد التسلية. قلة اهتمام اتضح لهنادي، كما تقول أيضاً، ارتفاع نسبة الصور الإيجابية عن المرأة عن نسبه الصور السلبية، خاصة عند تناول أدوار اجتماعية للمرأة أكثر من غيرها، وقد برز من بين الأدوار التي عنيت بها مجلات الدراسة، دور المرأة كمهتمة بقضايا مجتمعها، وصورة المرأة الأنيقة والمرأة المتحررة دون وعي والمرأة المغلوبة على أمرها، وهو ما يعني وجود خلط بين نوعية الدور الاجتماعي الذي تلعبه المرأة وبين طبيعة الصور المعكوسة عنها. بالنسبة لنتائج رسالة الماجستير، وجدت السويدي فيما يتعلق بالقضايا التي اهتمت بها مجلات الدراسة، والأشكال الصحفية التي استخدمتها مع القضايا المختلفة، زيادة اهتمام مجلات الدراسة بتناول موضوعات عامة عن تلك المتعلقة بالمرأة بصفة خاصة، بالرغم من كونها تتوجه بالأساس للمرأة، وأنه من أبرز القضايا المتصلة بالمرأة والتي اهتمت بها المجلات كانت القضايا المتعلقة بالجمال والماكياج، تلتها الأزياء ثم الشؤون الأسرية، ثم القضايا المتعلقة بالأنوثة وجسد المرأة. فنون صحفية هناك قلة اهتمام بالموضوعات التي تربط المرأة بمجتمعها وبالعالم وبالموضوعات السياسية، ومن ناحية أخرى، ركزت المجلات على استخدام فنون صحفية معينة أكثر من غيرها في تناول هذه القضايا، مثل المواد الخدمية والتسلية، وبنسبة أقل تم استخدام فنون أخرى كالأخبار والقصص والتقارير، وهو ما يعني زيادة الصورة النمطية ووجود تصور سلبي عن اهتمامات المرأة، يحصرها في الموضوعات السطحية الهامشية، وعزلها عن سياقها الاجتماعي مع التركيز على الفنون التي تركز على الإبهار والإثارة والصور والرسوم، أكثر من تلك الفنون التي تعرض لقضايا وآراء ومواقف وتناقش قضايا المرأة بجدية. ارتبطت معظم صور الغلاف بتناول قضايا هامشية وسطحية، لا تمس جوانب أساسية في حياة المرأة، فهي غالباً ما تدور حول موضوعات متعلقة بالفن والغناء والتمثيل، وغلب طابع الإثارة على العناوين المصاحبة لموضوعات الأغلفة، وتتمحور صورة المرأة على الأغلفة غالباً في صورة المرأة المظهرية والرومانسية والمثيرة جنسياً والفاسدة خلقياً والمستضعفة، في المقابل تعكس تلك الأغلفة أنماطاً أخري من صور المرأة، مثل المرأة العصرية وذات الأخلاق العالية والمبدعة، لكن بصفة عامة تغلب على هذه الأغلفة نقل صور سلبية عن المرأة عن تلك التي تحمل معاني ومضامين إيجابية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©