الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العسكريون البريطانيون يطالبون بتبديل قواعد الحرب في أفغانستان

20 مايو 2006

لندن - فيصل حيالي:
كان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير هو أول رئيس حكومة غربية يزور أفغانستان منذ سنوات· حين هبطت طائرته في ذلك اليوم الشتائي في مطار كابول الذي كان قد اصبح قاعدة اميركية رئيسية ·· كانت تلك الزيارة مفاجئة لأفغانستان لم يعلن عنها مسبقا ، مصطحبا معه زوجته شيري الى أكثر الاماكن خطرا في حينها حيث لم يكن قد مضى سوى اشهر قليلة على ازالة نظام طالبان ومازالت المنطقة هناك تشكل خطرا ، وكان واضحا ان بلير اراد ان يؤكد في ذلك الوقت ان دعمه لأفغانستان جدي وثابت حتى لو كان مكلفا ··وهو ما اكده امام الرئيس الأفغاني حامد كرزاي،ثم تفقد بلير القوات البريطانية التي تقوم بمهام حفظ السلام في أفغانستان· معربا عن يقينه من أن الغرب لن يتخلى عن أفغانستان هذه المرة، مشيدا بتلك الحكومة الافغانية المؤقتة في ذلك الوقت ، ومؤكدا ضرورة منحها الفرصة الكافية لتحقيق الاستقرار· · كان ذلك في السابع من يناير 2002 ثم رد كرزاي الزيارة بوصوله الى لندن بعد اقل من شهر على لقاء بلير في كابول وتلقى منه التأكيدات ذاتها حول استمرار الدعم البريطاني · المراقبون الاستراتيجيون في لندن ،ومنهم الخبير ماكميلان استفكس، يرون ان وعود بريطانيا لأفغانستان قبل حرب العراق هي غيرها حتما ما بعد وقوع تلك الحرب واضطرار بريطانيا الى ارسال ما يقرب من ثمانية آلاف جندي الى جنوب العراق وخسارة مايزيد على المائة منهم من دون ان يكون هناك افق واضح لانسحابهم من هناك بالرغم من البدء بتشكيل حكومة عراقية دائمة ·
تغيّر قواعد الحرب
ماالذي تغير في افغانستان بعد خمس سنوات من الحرب ؟ ·· لقد أصبحت العمليات الجديدة لفلول حركة طالبان من ضمن الاهتمامات الجدية للقوات البريطانية التي جرى استهدافها مرارا في معارك واشتباكات ، ومايطلبه القادة العسكريون البريطانيون يوحي بان المهمات هناك صعبة ومستمرة وان الثقل العسكري يجب ان يكون اكبر هناك لتحقيق النتائج المرجوة ·
مصادر عسكرية مطّلعة في لندن تحدثت قبل ايام عن إن قادة عسكريين في الجيش البريطاني يطالبون بزيادة عدد القوات البريطانية في أفغانستان بـ600 جندي إضافي بسبب ارتفاع ملحوظ خلال الآونة الأخيرة في المواجهات العنيفة والعمليات الانتحارية في البلاد·
وأضافت أن القادة يطالبون أيضا بتغيير 'قواعد القتال' التي يرون أنها تقيدهم بشكل كبير في مواجهاتهم مع مقاتلي الطالبان الذين يبدون اكثر نشاطا من ذي قبل ·
ونقلت صحيفة الصاندي تايمز عن 'مسؤول كبير' لم تكشف عن اسمه قوله إن 'الحكومة البريطانية تخفي الحقيقة عن الناس· أنا متأكد أنها على اعتقاد أن رئيس الوزراء سيسقط إذا ساءت الأوضاع في أفغانستان·' وأكد: 'إذا لم يرسلوا المزيد من الجنود···ويسمحوا لهم بالقيام بعملهم بشكل سليم من خلال قوانين قتال قوية، يمكنني أن أجزم تقريبا بأن الأوضاع ستسوء·' ويشتكي القادة البريطانيون الميدانيون على نحو مستمر، من أن قوانين القتال تمنعهم في بعض الأحيان من إطلاق النار على مقاتلي الطالبان·
ويتهمون وزير الدفاع البريطاني جون ريد بمحاولة حجب أخبار العمليات عن البريطانيين· كما يرون أنه يستحيل عليهم اتخاذ أبسط القرارات العسكرية دون العودة إلى مكتبه للموافقة عليها·
ونقلت الصاندي تايمزعن أحدهم قوله إن 'ثمة تعجرفا وعقلية الهوس بالسيطرة تسببت بعدم قدرة الجيش أن يتحرك من دون أن يعلم فريق عمل الوزير بذلك ويحصل على موافقته أولا·'
لكن كيف بدأ الانتشار البريطاني في أفغانستان ؟·· بدأت التعزيزات البريطانية العسكرية في أفغانستان بوصول 150 عسكريا من كوماندو مشاة البحرية الملكية البريطانية إلى العاصمة كابل·
واعلنت مصادر عسكرية بريطانية إن وحدة صغيرة من القوات البحرية البريطانية وصلت إلى شمال أفغانستان ليلة منتصف تشرين الثاني 2001 للقيام بمهمة تقصي الحقائق· وتوجه 42 منهم من ديفون الى هيلماند وهي منطقة تشهد نشاطا مكثفا لأفراد حركة طالبان وكذلك تشهد نشاطا في زراعة الأفيون·
ثم اعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان 3300 عسكري بريطاني اضافي سيرسلون الى جنوب أفغانستان حيث الاحداث الساخنة، غير ان هذا العدد لم يرسل الى هذه الساعة · واصبح مشاة البحرية الاثنان والأربعون أول قوة مقاتلة من الدفعة البريطانية الجديدة التي هي جزء من الدفعة التي تهدف الى تعزيز قوات الناتو المرابطة في أفغانستان·
وتحل قوات الناتو محل قوة أميركية أقل عددا تقوم بمطاردة أفراد حركة طالبان في المنطقة· وبالاضافة الى محافظتها على الامن تقوم فرقة الكوماندو بحماية المهندسين الذين يعملون على انشاء قاعدة في لشقر غار، هذا في الوقت الذي تهدد حركة طالبان بتنشيط عملياتها الانتحارية ضد قوات الناتو في المنطقة· · ويعرف بعض أفراد القيادة البريطانية في أفغانستان ذلك ويقولون: إن وجود 3300 عسكري في المنطقة سيؤدي الى زيادة في الهجمات في البداية على الأقل لكن الهجمات تكررت كثيرا ولم تنقطع بالرغم من ان العدد البريطاني كان اقل من ذلك بكثير · وكان أحد مهام فرقة المشاة البريطانية تأمين الحماية للقوات الأفغانية التي تعمل على القضاء على زراعة الأفيون ونقله جنوب أفغانستان· حيث يتركز جزء كبير من زراعة الأفيون في اقليم هلماند غير ان ذلك الاقليم لم يهدأ وبدأت القوات البريطانية تدرك حجم الخطر وضرورة تعزيز امكاناتها ، لذلك وجدنا ان وزير الدفاع البريطاني جون ريد ينبه منذ مطلع السنة الجديدة الى إن حجم القوات البريطانية في أفغانستان يجب ان يصل إلى 5700 فرد، وسيرسل أغلبهم إلى إقليم هلماند جنوبي البلاد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©