الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزر الصخرية... وتوتير العلاقات الصينية -الفيتنامية

الجزر الصخرية... وتوتير العلاقات الصينية -الفيتنامية
21 يونيو 2011 21:22
أجرت القوات البحرية الصينية هذا الأسبوع مناورات عسكرية استغرقت ثلاثة أيام اشتملت على تمارين بالذخيرة الحية في المياه المتنازع عليها الواقعة في بحر الصين الجنوبي، وهو ما قد يؤدي لرفع مستوى التوترات بشأن منطقة غنية بالموارد، تدعي دول مجاورة للصين في منطقة جنوب شرق آسيا تبعيتها لها. وهذا الاستعراض للقوة البحرية الذي قامت به الصين على بعد مئات الأميال من أقصى نقطة في حدودها الجنوبية، نُظر إليه على أنه يمثل تهديداً لفيتنام التي أجرت هذا الأسبوع تدريبات بالذخيرة الحية بالقرب من جزر "سبارتلي". ومن المعروف أن هناك عدة دول تدّعى لنفسها حق السيادة على سلسلة من جزر الصخور البركانية غير المأهولة، المحاطة بشعاب مرجانية مسننة، ومغطاة بطبقة من مخلفات الطيور، غير أنها تستمد جاذبيتها من المياه المحيطة بها، التي تضم مناطق صيد غنية قد تحتوي تحتها على احتياطات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي. وتدعي كل من فيتنام، والفلبين، وماليزيا، وبروناي سيادتها على بعض من تلك المناطق، ولكن الصين تؤكد أنها تابعة لها، وتدعم ذلك بالاستناد إلى خرائط قديمة تظهر أن تلك الجزر جزء لا يتجزأ من أراضيها. يوم الجمعة الماضي، عرض التلفزيون الرسمي الصيني شريطاً يظهر قوارب الدورية الصينية، وهي تطلق طلقات متكررة، على ما بدا أنه جزيرة غير مأهولة، في الوقت الذي كانت فيه طائرتان نفاثتان مقاتلتان تمرقان فوقها. وجاء في التقرير الخبري الذي عرضه التلفزيون أن 14سفينة حربية متنوعة قد شاركت في المناورة، التي اشتملت أيضاً على تمارين للغواصات، وأخرى على الإنزال البحري بهدف "الدفاع عن" الجزر المرجانية وحماية الممرات البحرية". وكانت الصين قد دأبت خلال العامين الماضيين على الإلحاح في دعواها الخاصة بامتلاكها للجزر الصخرية في بحر الصين الجنوبي، وهو ما تبدى بوضوح من خلال قيام السفن الصينية المختلفة، وعلى نحو متزايد بمواجهة سفن الصيد وسفن التنقيب عن النفط في قاع البحار التابعة لدول أخرى، التي كانت تعمل في تلك المياه. وكانت المرة الأخيرة التي تصاعد فيها التوتر، هي تلك التي وقعت الشهر الماضي وذلك عندما اتهمت فيتنام زورق صيد صيني، كان مُرافقاً بزورقين من زوارق الدورية، بتعمد قطع كابل خاص بسفينة من السفن التي تستخدم في إجراء المسوحات الزلزالية، مملوكة لشركة "بتروفيتنام"(شركة النفط والغاز الوطنية الفيتنامية). والجدير بالذكر أن العلاقات بين البلدين تشهد توتراً مستمراً منذ أن خاضا حرباً حدودية عام 1979، وانخرطا في صدامات متقطعة في البحر حول جزر" سبراتلي" وسلسلة جزر أخرى وهي" باراسيلز". في الوقت الراهن، تتعرض الحكومة الفيتنامية لضغط من وسائل إعلامها القومية المتطرفة، ومواطنيها لدفعها للتصدي للصين...كما يشار في هذا السياق أيضاً إلى أن المناوشات التي وقعت بين البلدين في مايو الماضي قد أدت إلى سيل من الانتقادات والمشاعر المناوئة للصين، وهو ما اضطر السلطات إلى السماح بخروج مظاهرات عارمة، وهو أمر نادر الحدوث في فيتنام لإتاحة الفرصة للمتظاهرين ومعظمهم من الشباب للتنفيس عن غضبهم. كما أن مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت تساهم أيضاً في تأجيج مشاعر العداء بين الصينيين والفيتناميين. ومن الأمثلة الدالة على ذلك الطلب الذي تقدم به أحد مستخدمي هذه المواقع من الفيتناميين، ودعا فيه إلى تغيير مسمى" بحر الصين الجنوبي" إلى"بحر جنوب آسيا"، وهي دعوة لاقت تأييداً من أعداد كبيرة من الفيتناميين بالطبع، في حين قوبلت بالتهكم من قبل الصينيين. يقول "ثاك فاي هوينه"، وهو ناشط ومدون فيتنامي يبلغ من العمر 27 عاماً: "لقد كان من سوء حظ فيتنام أن جارتها دولة مثل الصين، كانت تسبب لها المتاعب دوماً...ولكن ما يجعلنا نشعر بالغضب هو أن الحكومة الفيتنامية، وعلى الرغم من التجاوزات التي تمارسها الصين بحقها كانت تتخذ حيالها موقفاً خانعاً". يرد المسؤولون الصينيون على الشكاوى الفيتنامية بالقول إن كل ما يفعلونه هو أنهم يحمون المناطق البحرية التابعة لهم. ويقول "سو جوانجايو"، الضابط الصيني المتقاعد، والمحلل لدى الاتحاد الصيني لمراقبة ونزع السلاح:"ليس في استطاعتنا تجنب التعامل مع هذه المسألة. فالفيتناميون يستولون على الغاز، ويعتدون على المناطق التابعة لنا". وعلى الرغم من تعدد التحذيرات التي توجهها كل من فيتنام والفلبين أيضا للصين، والتي تحذرها فيها من التمادي في طريقة تعاملها مع سفنهما التجارية، فإن بعض المحللين يرون أن هناك احتمالاً لتكرار أحداث عنف في تلك المناطق مستقبلًا. حول هذه النقطة تقول "ستيفاني كليني اهلبراندت" من مجموعة الأزمات الدولية فرع الصين:"هذه المواقف المشحونة التي تقوم فيها سفن ذات قدرات شبه عسكرية بتجاهل الإشارات والانخراط في أفعال استفزازية يمكن أن تتطور بسهولة إلى تبادل لإطلاق النار". وتضيف "ستيفاني": "وإذا تطاير الرصاص، فإننا قد نشاهد تصاعداً في الأحداث"، ومن المعروف أن الصين قد دأبت على تبني مواقف أكثر جسارة في علاقاتها الدولية، وهو ما جعل جيرانها المتوترين جراء ذلك، أكثر تقبلًا للانخراط الأميركي في شؤون المنطقة، ويدفع دولة مثل فيتنام للسعي للبحث عن معادل أميركي للقوة الصينية. ولكن الحكومة الفيتنامية على الرغم من ذلك واعية تماماً بمخاطر إفساد علاقاتها الاقتصادية المتنامية مع الصين، وهو ما يدفعها لعدم التمادي في استفزاز الصين. يقول "كارل ثاير" العالم الفيتنامي، الذي يقوم بالتدريس في أكاديمية قوة الدفاع الأسترالية: إن حادث قطع الكابل يبدو كما لو كان عملاً من الأعمال العدائية، ولكن من المؤكد أنه ليس بالشيء الذي يمكن لفيتنام أن تذهب للحرب من أجله". باربارا ديميك بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم.سي.تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©