سلطان بن طحنون يدعو إلى بحث قضية الإدارة المالية وإنفاق الشباب بالإمارات بشكل مستفيض ومنهجي

دعا معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة السياحة والثقافة في أبوظبي، عضو مجلس الإدارة المنتدب لمؤسسة الإمارات للاستثمار المجتمعي، إلى بحث قضية الإدارة المالية وعادات الإنفاق لدى الشباب في الإمارات بشكل مستفيض ومنهجي. وقال معاليه، الذي حضر فعاليات الحلقة الثانية من ملتقى مؤسسة الإمارات للاستثمار المجتمعي، والتي عقدت في أبوظبي أمس، إن الإدارة المالية لدى الشباب تعد واحدة من أكثر المشكلات إلحاحا إذا ما نظرنا إلى الأرقام الكبيرة التي تشير إلى مديونيات الشباب. وأضاف أنها “قضية تحتاج إلى أن يتم طرحها وبحثها بشكل مستفيض ومنهجي”. ودعا معاليه جميع الهيئات والشركات والمؤسسات المهتمة بهذا الموضوع للمشاركة بشكل عملي في جلسات العصف الذهني الخاصة التي ستعقدها مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، والتي ترمي إلى إيجاد حلول حقيقية لهذه المشكلة. وقال معاليه “يقتضي توجه المؤسسة بالتركيز على قضايا تهم الشباب وتعنى بهم، خاصة المواضيع التي لم تتطلب أن تجتمع مختلف المؤسسات والفعاليات لمناقشتها بشكل معمق”. وتابع “باعتقادي أن ملتقى الاستثمار المجتمعي لمؤسسة الإمارات هو منصة يستطيع من خلالها كل المهتمين بقضايا الشباب المشاركة فيها والمساهمة في إيجاد حلول لمشكلاتهم”. وعقدت المؤسسة أمس الحلقة الثانية من ملتقى مؤسسة الإمارات للاستثمار المجتمعي، وذلك بحضور معالي الشيخ سلطان بن طحنون، وعدد من كبار رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين للشركات والبنوك في الدولة. وناقش اللقاء الثاني عادات الإدارة المالية وثقافة الإنفاق لدى الشباب في الإمارات، حيث شارك في جلسة الحوار كل من نعمة أبو وردة معدة ومقدمة برنامج تقرير الأعمال من الشرق الأوسط على قناة بي بي سي ورلد، والتي كان محور حديثها عن مبادرتها لإطلاق مواقع على الإنترنت هي cashy.com و campuscashy.ae تهدف إلى مساعدة الشباب على إدارة مالياتهم بشكل أكثر فاعلية. وشارك أيضا الدكتور جوناثان روسون مدير مركز Social Brain Center في الجمعية الملكية للفنون في لندن، والذي عمل عن قرب مع القطاع المالي في المملكة المتحدة وقدم عدة أوراق بحثية حول عادات الإنفاق وتراكم الديون عند الشباب، وتناول في مداخلته التأثير الذي يحدثه وعي الفرد بكيفية إدارة ديونه الشخصية وما ينسحب على ذلك من تغير في السلوك أيضا. وشاركت حمدة حسن وهي كاتبة ومقدمة برامج إذاعية في إذاعة نور دبي بمداخلة في الملتقى، كونها أحد الشباب الإماراتيين الذين وعوا على هذه المشكلة وكتبت حولها عددا من المقالات نشرت في الصحف المحلية، وأدار الحوار السيدة كلير وودكرافت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب. وأوضحت كلير وودكرافت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات، أن الشباب في الإمارات هم مثل الشباب في جميع أنحاء العالم يتشابهون في معاناتهم في كيفية إدارة ديونهم موضحة انهم في أغلب الأحيان لا يملكون المعلومات الكافية التي تخولهم إدارة شؤونهم المالية الحالية والمستقبلية بسلاسة. وأكدت أن مؤسسة الإمارات تعي أهمية دورها في تمكين الشباب في هذه الناحية يدعمها في توجهها هذا ما تملك من علاقات وطيدة مع الخبراء في القطاع المالي محليا ودوليا، منوهة إلى أن الشباب في معظم الأحيان ينهون دراساتهم الجامعية ومعلوماتهم الإدارية المالية ضحلة بشكل لا يساعدهم على تخطيط مالي قوي يضمن استقرارهم في المستقبل، وأن المؤسسة إذ تسعى إلى بناء شراكات وبرامج تساهم في تقليص هذه الفجوة في مهاراتهم الحياتية وثقافة الإنفاق. وأضافت أن رؤية المؤسسة حول هذا الموضوع تخلص إلى توحيد الجهود وإيجاد شركاء لمساندتها في هذا التوجه، شاكرة المتحدثين الذين لبوا دعوة المؤسسة وأغنوا الحوار بتجاربهم مما يساعد في التأثير بشكل إيجابي ودائم على سلوكيات الشباب في الإمارات فيما يتعلق بكيفية تغيير سلوكياتهم ومنهجياتهم لإدارة شؤونهم المالية ومديونياتهم وتغييرها نحو الأفضل. ونوهت المذيعة الإماراتية حمدة حسن، والتي كتبت عدة مقالات حول مديونيات الشباب في الإمارات وعادات الإنفاق لديهم، إلى أنه ليس من الغريب أن يغرق عدد كبير من الشباب في المديونيات، خاصة أنهم لا يتلقون أي تعليم أو تفقيه حول كيفية إدارة ماليتهم الخاصة وأن هذه العملية خاضعة دوما لمزاج الشخص وغير قائمة على أسس علمية وحسابات صحيحة. ?وأشارت إلى أنه وحتى إن رغب الشباب في الحصول على ثقافة في هذا الاتجاه، فإنهم يواجهون دوما بمساقات تعليمية جامعية أو تخصصية للمحترفين في مجال المالية والحسابات وليس مصممة ليستطيع الأفراد العاديين الاستفادة منها، وأضافت أنه من الضروري أن يبدأ التدريب على الإدارة المالية في المدرسة وأنه على الجامعات أن تطرح مساقا إجباريا على الطلاب كي يتعلموا هذه المهارة بشكل منظم وعلمي. يذكر أن مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب تهدف من خلال إطلاق ملتقى الاستثمار المجتمعي إلى التباحث مع شركاء المؤسسة في مختلف القطاعات حول أبرز السبل الرامية إلى تفعيل دورهم في دعم وتطوير برامج ومشاريع الاستثمار المجتمعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعقد الملتقى مرة كل ربع عام ويتناول قضية ملحة تعنى بشؤون الشباب والدور الذي يمكن للقطاع الخاص أن يلعبه للخروج بالتوصيات العملية الملائمة. وكانت المؤسسة عقدت الجلسة الأولى للملتقى في شهر مارس 2012 وتم تخصيصها لتسليط الضوء على أهمية مشاركة المرأة الإماراتية وتشجيعها للعمل في القطاع الخاص