الهدايا التراثية.. تذكارات للمستقبل من عبق الماضي

يتعرّف الزوار والسياح في أبوظبي إلى تفاصيل تراث الدولة وتاريخ الأجداد ووقائع حياتهم اليومية من خلال حِرفٍ تنجزها الأيدي الماهرة تمثلاً بالمهن الشعبية القديمة التي مارسها الأجداد، ‎تنطلق في عملها اليومي في «السوق الشعبي» التابع للقرية التراثية، حيث يتجلى سحر الماضي بأبهى صوره التي تداعب أخيلة الزوار والوفود السياحية، وتدفعهم إلى اقتناء هدايا تذكارية عبارة عن مجسمات مصغّرة تخلص للماضي وتتطلع للمستقبل وتحاكي معظم تفاصيل البيئات المحلية البرية والبحرية والزراعية للإمارات. يضم «معرض منتجات السوق»‏ محالا صغيرة مصنوعة من سعف النخيل «العريش» تعرض فيها منتجات السوق من شتى الصناعات (الخشبية والجلدية والفخارية والمعدنية والزجاجية والتزيينية والنسيجية الصوفية والقطنية). وإلى جانبها تصنع نماذج مصغّرة «مجسمات» رائعة، لكل تلك الصناعات، حيث يجد الزوار ضالتهم من القوارب الصغيرة، وكذلك الجرار وفناجين القهوة والسيوف الصغيرة وأشجار النخيل ومنتجات سعف النخل التي لا يتجاوز حجم أي قطعة منها 5 سنتيمترات. يقول محمد البلوشي- صانع مجسمات: «تتوافر في السوق الشعبي مجسمات ونماذج صغيرة عن كافة منتجات المهن الشعبية كالصناعات الفخارية «الخروص والبرام والجرار»، والصناعات الخشبية «قوارب الصيد والأبواب والنوافذ»، والجلدية «الحقائب بأنواعها والقرب والدلي والسقا والسعون»، والمعدنية والنحاسية «القدور والدلال والملاس ودلال القهوة والصواني»، والزجاجية «الصحون والقوارير والكؤوس» والنسيجية «المنسوجات والسجاد». كما تتوفر نماذج صغيرة لدمى ترتدي البشوت والأثواب المطرزة، فضلاً عن السيوف الصغيرة والخناجر، وقطع صغيرة من منتجات الغزل والنسيج والحياكة والتلي والزري، وكذلك سعف النخيل مثل «السرود والمهفة والزنبيل». وجميع تلك المنتجات كما ذكرت صغيرة الحجم». من جهته يقول عبدالله- نجّار في سوق القرية التراثية: «ننجز في السوق الشعبي مجموعات كبيرة من القطع صغيرة الحجم تماثل في الشكل لا المقاييس القطع الكبيرة الأصلية المعدّة للاستخدام، أي مجسمات لا يتجاوز طول الواحدة منها 5 سنتيمترات، نصنعها ليقتنيها الزوار والسياح ممن يرغبون الاحتفاظ بهدايا تذكارية عن تراث الدولة». يسترسل مضيفاً: «أصنع عدة نماذج من القوارب الخشبية، بمقاسات تتراوح بين 10- 50 سنتيمتراً، تماثل القوارب التي كانت سائدة في المنطقة منذ 100 عام. تباع لزوار القرية والسياح من جميع الجنسيات بمبالغ زهيدة تشجيعاً لهم، وعملاً منا على حفظ التراث وإحيائه، حيث تباع مجسمات القوارب الخشبية بعد تغليفها بالنايلون الشفاف أو وضعها داخل علب بلاستيكية بقيمة تتراوح بين 5- 30 درهماً تبعاً لحجم القارب ونوعية اكسسواراته من أشرعة أوجلود أو حبات خرز وما إلى ذلك».