الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ماس» زيمبابوي... مثار جدل دولي

21 يونيو 2011 21:23
تخشى جماعات حقوق الإنسان والبلدان الغربية من أنها أمام دفعة جديدة مما يعرف "بالماس المخضب بالدم"، قد تكون على وشك دخول الأسواق العالمية بعدما جمعت بطرق مريبة من زيمبابوي، وتحديداً من منجم اكتُشف مؤخراً في منطقة "مارانج" شرقي البلاد الذي يعتقد أنه يتوفر على احتياطات كبيرة من الأحجار الكريمة وسط جدل متصاعد في الأوساط العالمية حول ما إذا كان من الجائز أخلاقياً السماح لهذه الأحجار بالوصول إلى الأسواق الدولية. فالقيود المفروضة حالياً على بيع الماس تهدف إلى التحقق من أن المستهلكين حول العالم لن يمولوا عن غير قصد الحروب الدموية الجارية في أفريقيا، حيث استحدثت هذه القوانين في العام 2003 بعدما تمكنت الجماعات المتمردة في عدد من الدول الأفريقية مثل أنجولا وسيراليون وليبيريا من بيع ما قيمته ملايين الدولارات من الأحجار الكريمة مستخدمين عائداتها في تمويل أعمال العنف التي يقومون بها. وتلك الأحجار الثمينة أُطلق عليها لاحقاً "ماس الدم" في إحالة إلى ما تسببه أموالها من إراقة الدماء. ولمنع استمرار هذا الوضع، تعتقد منظمات حقوق الإنسان أن القيود نفسها المفروضة على الشركات والجماعات يتعين توسيعها لتفرض أيضاً على الحكومات التي تحصل على الماس من خلال تجاوزات خطيرة لحقوق الإنسان واستغلال الأهالي في استخراجها، لذا تحاول تلك المنظمات فرض حظر على مبيعات زيمبابوي من الأحجار الكريمة، لاسيما تلك القادمة من منجم "مارانج"، الذي سيطر عليه الحزب الحاكم في البلاد منذ العام 2009 ولجوئه في سبيل ذلك إلى قتل المئات من المنقبين. وما زال حزب "زانو-بي. إف" الذي يترأسه روبرت موجابي يسيطر على المنجم باستخدام أساليب العنف والإكراه ما ساعد في إثراء النخبة الحاكمة وملء خزينة الحرب دون أن يساهم شيئاً في الموازنة العامة للبلاد التي يستفيد منها المواطنون. ورغم الوقف المؤقت الذي فرض على تصدير الماس من زيمبابوي، فإن العديد من البلدان الأفريقية تستنكف عن مقارنة زيمبابوي بالمتمردين في سيراليون وليبيريا، الذين استخدموا أقصى درجات العنف واستعباد البشر للحصول على الأحجار الكريمة وعرضها في الأسواق الغربية. فبالنسبة لبعض الدول الأفريقية تبقى الانتقادات الموجهة للنظام في زيمبابوي جزءاً من الأجندة الغربية لاحتكار سوق الأحجار الكريمة والهيمنة عليها. وفي هذا الصدد يقول "كيندي هاموتينيا"، المسؤول عن الأحجار الكريمة في ناميبيا والرافض لأي قيود على تصدير الماس: "من الواضح أن الغربيين يخشون إغراق السوق بالماس القادم من زيمبابوي". هذا في الوقت الذي يرى فيه المنتقدون لتصدير الأحجار الكريمة ذات المنشأ الأفريقي والمطالبون بفرض حظر على تصدير الماس أن "عملية كيمبرلي" باعتبارها المنظمة المسؤولة عن تنظيم عملية التصدير والتحقق من عدم استخدام الأموال في تمويل الحروب كفيلة بمراقبة الجماعات المسلحة في القارة على ألا توسع سلطاتها لتمتد إلى الحكومات. هذا الموقف يرد عليه "إيلي هارويل"، الذي يرأس إحدى المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان بلندن قائلًا: "إني أرفض قصر عملية كيمبرلي على المتمردين، وعدم الاهتمام بباقي التجاوزات التي تطال حقوق الإنسان، لأن ذلك مجرد تبرير تلجأ إليه الحكومات للتنصل من مسؤولياتها والاستمرار في انتهاكاتها". وكانت المنظمة المسؤولة عن مراقبة تصدير الماس قد أقدمت في شهر مارس الماضي من خلال رئيسها الجديد من جمهورية الكونجو الديمقراطية على رفع الحظر المؤقت المفروض على صادرات "مارانج"، هذا بالإضافة إلى إعلان جنوب أفريقيا السماح لشركاتها بالمتاجرة في الماس القادم من زيمبابوي. ويحاول منتقدو القرار إقناع باقي أعضاء المنظمة بمراجعته وتغيير موقفهم خلال اجتماعها المرتقب في كنشاسا يوم الاثنين المقبل. وعن هذا الموضوع يقول "ألان مارتن"، مدير الأبحاث في منظمة "الشراكة الأفريقية الكندية"بأوتاوا": إنه إذا تمت الموافقة على رفع الحظر واستئناف تصدير الماس من زيمبابوي، فإن ذلك "يعني أن الاتفاق لا يساوي حتى الورق الذي خُط عليه"، مضيفاً أنه "لا أحد في العالم ممن يهتم بالاعتبارات الأخلاقية ويحرص عليها سيشتري أحجاراً كريمة ملطخة بالدماء". لكن رغم الدور التنظيمي لما يعرف بـ"عملية كيمبرلي" ومساهمتها في توعية الفاعلين الدوليين بخطورة شراء الماس المخضب بالدماء، فإنه من غير الواضح مدى نجاحها في وقف الحروب في غرب أفريقيا، وحسب "ماتيو رونسي"، رئيس جمعية أصحاب محال المجوهرات في أميركا لا يمكن القول إن نشر الوعي كان له تأثير فعال على المستهلك الأميركي ودفعه إلى الامتناع عن شراء المجوهرات. ومع ذلك لا يمكن إنكار الدور الذي قامت به "عملية كيمبرلي" بعدما انضم إليها 75 بلداً على مستوى العالم تسهر على التأكد من أن الأحجار الكريمة التي تدخل أسواقها غير ملطخة بدماء الحروب، ولا تستخرج على حساب الأهالي في البلدان الأفريقية الفقيرة. نائيلا بانارجي وروبين ديكسون جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©