نبوغ الطفل في الروضة مفتاح نجاحه المالي

كشفت دراسة حديثة صدرت عن جامعة هارفارد الأميركية شملت أطفالاً من روضات مختلفة في ولاية تينيسي أن الأطفال الذين تعلموا أكثر خلال مرحلة الروضة ربحوا أكثر من أقرانهم عندما كبُروا. وأوضح الباحثون أثناء تقديمهم لنتائج هذه الدراسة في مؤتمر علمي بكامبردج في ولاية ماساسوسيتش أن الأطفال الذين حصلوا على درجات أعلى من 60% يربحون ما بين 1,000 و2,000 دولار إضافي سنوياً عندما يصلون 27 عاماً أكثر من زملائهم ممن كانت درجاتهم في الروضة أقل من المعدل. ويقول جون فريدمان، أستاذ اقتصاد في جامعة هارفارد، «إن مشاركة الأطفال في القاعات الدراسية بالروضات وباحات اللعب التابعة لها وتفاعلهم مع أنشطتها تلعب دوراً كبيراً على مستوى مخرجات الطفل وقراراته الدراسية على المدى البعيد» ويضيف «فوجود الطفل مثلاً في روضة غير مكتظة بالأطفال ودراسته في أقسام صغيرة الحجم يزيد احتمال التحاقه بالجامعة بنسبة 2%”. ودرس الباحثون حالة 12,000 طفل وُضعوا في قاعات دراسية مختلفة الأحجام والطاقات الاسيتعابية من التلاميذ ويدرسون في 80 مدرسة في ولاية تينيسي. وتتبع الباحثون مسيرة كل طفل من هؤلاء الأطفال إلى أن وصل 30 سنةً لتقييم حالته المادية وتحديد ما إذا كان قد نجح مهنياً ومالياً بعد التخرج أو الانقطاع عن الدراسة. وخلُص هؤلاء الباحثون إلى نتيجة مفادها أن للروضة دوراً محورياً وكبيراً في تحديد نسبة نجاح الشخص مادياً في المستقبل. فتلاميذ أساتذة الروضات الذين كانوا يحصلون على درجات فوق المعدل يربحون 900 دولار إضافي سنوياً أكثر من تلاميذ أساتذة الروضات الذين كانوا يحصلون على درجات أقل من المعدل. كما أن دراسة تلميذ الروضة في قاعة درس تتكون من 15 تلميذاً بدل 22 تزيد من فرص الطفل على متابعة دراسته الجامعية، خاصةً الأطفال المحرومين أو المنحدرين من أسر محدودة الدخل، كما يقول فريدمان. ومن جهة أخرى، كان التلاميذ الذين تحسنت علاماتهم ووصلت 60% خلال مرحلة الروضة أقل عرضة لأن يصبحوا من الآباء أو الأمهات العازبات، وأوفر حظاً لامتلاك بيت في سن 28، وأكثر ميلاً إلى البدء في ادخار المال من أجل المعاش في وقت مبكر من مشوار حياتهم المهنية. ويقول جون فريدمان «إن من شأن دراسة من هذا النوع إلقاء الضوء على مدى أهمية الروضات والتحاق الأطفال إليها في سن مبكرة على مستوى تحصيلهم الدراسي والمهني ومستقبلهم المالي على المدى البعيد، ليس فقط عند التفكير في كل تلميذ على حدة، وإنما أيضاً عند التفكير في عدم تكافؤ الفرص بين التلاميذ». ويضيف فريدمان «أعتقد أن هذه الدراسة ستدفع صناع القرار وواضعي السياسات التعليمية إلى التركيز أكثر على مدى تأثير القرارات التي يتخذونها ليس على مدارس اليوم فقط، بل وعلى مستقبل أطفالنا على المدى الطويل». عن «كريستيان ساينس مونيتور»