«نوكيا» تسعى للعودة إلى ريادة أسواق الهواتف الذكية

بدأت نوكيا مؤخراً تنفيذ خطة لمنافسة شركة “آبل” التي سبق لها أن انتزعت منها موقع الريادة في صناعة الهواتف الذكية وأنواعا أخرى من الأجهزة اليدوية. وعمدت يوم الثلاثاء الماضي إلى إطلاق سلسلة من أجهزة الموبايل في لندن ضمّت كلاً من “نوكيا سي7” و”نوكيا سي6” و”نوكيا إي7”. وقضت هذه الخطة بإقالة المدير العام التنفيذي الأسبوع الماضي وتعيين مدير جديد من خارج الشركة. ويقول مراقبون متابعون للأسواق إن نوكيا أصبحت الآن تمتلك من أجهزة الهواتف الذكية ما يمكّنها من منافسة خصومها جميعاً. وأعربت الشركة الفنلندية أيضاً عن ثقتها بالهواتف المحمولة التي صنعتها بشكل خاص لاستهداف الأسواق الناشئة التي بقيت خلال السنوات القليلة الماضية حكراً على الشركات التايوانية. وفيما احتفظت نوكيا بموقعها كأكبر صانع لأجهزة الموبايل وفق مقياس عدد الأجهزة المباعة، إلا أنها فشلت في ابتكار جهاز قادر على منافسة للجهاز “آي فون” الذي أدهش مرتادي الأسواق منذ عمدت آبل إلى إطلاق جيله الأول عام 2007. وبالرغم من كل ذلك، إلا أنها أطلقت ثلاثة هواتف محمولة ذكية دفعة واحدة تعمل جميعاً بنظام “سيمبيان” للتشغيل بعد أن أخضعته لعمليات التحديث والتعديل. ويرى المحللون أن هذه الأجهزة اليدوية الثلاثة التي أطلقتها نوكيا تهدف أيضاً إلى منافسة سلسلة الهواتف الذكية التي أنتجتها شركات أخرى تعمل بنظام أندرويد للتشغيل؛ ومعظمها ذات أسعار تقل كثيراً عن سعر “آي فون”. وتقول ماري واتكينز في تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” إنه من الممكن القول من الوهلة الأولى أن السلسلة الجديدة من هواتف نوكيا الذكية التي تم إطلاقها تجارياً يوم الثلاثاء هي “سي6” و”سي7” و”إي7” ومعها الجهاز “إن8” الذي ينتظر إطلاقه في شهر أكتوبر المقبل، تعوزها جميعاً مظاهر الأناقة والبساطة التي تميّز الجهاز “آي فون 4 جي” أو تلك الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد. ومن الميزات التي طلعت بها أجهزة نوكيا الجديدة، تلك التي تزيد من قدرة الهواتف المحمولة الجديدة على التفاعل مع رغبات المستخدم؛ ومنها مثلاً أنها تعمل جميعاً إما بلمس الشاشة برؤوس الأصابع، أو عن طريق الأزرار. ولكن، وبمقارنتها مع الأجهزة المنافسة، يلاحظ المستخدم أن لوحة الخيارات فيها بالغة التعقيد. ويتفوق الجهاز “نوكيا إن8” بوظائف التفاعل مع الوسائط الإعلامية المتعددة. وربما تكون الميزة الأكثر بروزاً للجهاز “نوكيا إن8” وبقية الأجهزة التي أطلقت على التوازي معه، هي التي تكمن في الكاميرا ذات الوضوح 12 ميجابيكسيل والمجهّزة بعدسات من نوع “كارل زايس” الشهيرة. وتنتج هذه الكاميرا صوراً لا تقل من حيث الوضوح عن تلك التي يمكن التقاطها باستخدام الكاميرات الرقمية المتطورة. ويمكن توصيل أي من هذه الأجهزة بالأنظمة الصوتية المنزلية باستخدام كيبل توصيل من نوع HDMA. يبلغ سعر الجهاز “نوكيا إن8” 480 دولاراً (1760 درهماً) مقابل 570 دولاراً (2010 دراهم) للجهاز “آي فون” وبما يعني أن له قدرة تنافسية سعرية لا بأس بها. وأما الأجهزة الثلاثة المتبقية التي أطلقتها نوكيا الثلاثاء الماضي وهي “سي6” و”سي7” و”إي7” فهي ذات مواصفات أقل من “إن8” من حيث نظام التشغيل والوظائف والتطبيقات. وفيما تقدم “آبل” على منصّة “آي فون 4 جي” أكثر من 225 ألف وظيفة وتطبيق، فإن أجهزة نوكيا لا تضمّ أكثر من 13 ألفاً منها. ولهذا السبب يمكن القول إن “نوكيا إن8” لا يعدّ بأي حال “قاتل آي فون” إلا أنه سيمثل الاختيار المفضّل عند 300 مليون مستخدم عبر العالم من الذين اعتادوا العمل على الأجهزة التي تعمل بنظام سيمبيان للتشغيل. عن صحيفة “وول ستريت جورنال”