الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرنسا متفائلة بمستقبل «الديوك»

فرنسا متفائلة بمستقبل «الديوك»
6 يوليو 2014 00:25
مشهد مثير في ملعب ستاد ماراكانا أمس الأول، في ليلة أشبه بنهائيات كأس أوروبا، لم يغب عنها «اللون الأصفر»، وشعار وعلم البرازيل، رغم أنها جمعت بين فرنسا وألمانيا، في إطار مبادريات الدور ربع النهائي لكأس العالم، واللافت أن الجماهير البرازيلية أخذت تساند المنتخب الفرنسي على حساب الألماني، وكأنها تدرك أن شباب فرنسا سيكونون أهون، وأقل قوة من الماكينات الألمانية التي حققت الفوز على «الأزرق» وصعدت لمواجهة أصحاب الأرض في نصف نهائي البطولة بعد غد. ورغم حضور القمصان البيضاء والزرقاء في المدرجات، إلا أن الصفراء كانت أكبر، حيث لا يترك جمهور البرازيل العاشق بطبعه لكرة القدم، مباراة دون حضورها وبكثافة، حيث امتلأت مدرجات الماراكانا بـ 74 ألف متفرج احتشدوا لمتابعة «الديربي الأوروبي» بين «الديوك» و«الماكينات» والذي حسمته رأسيه هوميلس. وتباينت المشاعر عقب المباراة ما بين الحزن على الوداع والخروج من ربع النهائي، وفرح الألمان بالتأهل لملاقاة أصحاب الأرض في نهائي مبكر للبطولة. أما عن المباراة، فقد سيطر «المانشافت» على مجريات اللعب منذ بداية اللقاء ، حيث بدا فريقاً ناضجاً يعرف ماذا يريد ويتلاعب بمنافسه متى ما شاء، بفعل التحركات الواعية لكلوزه ومولر وقوة شفانشتايجر وذكاء خضيرة وبواتينج. فيما بدا المنتخب الفرنسي بثوبه وعناصره الجديدة التي يتم إعدادها للمستقبل، أكثر رهبة من منافسه، وكأنه يدرك أن فارق الخبرة والإمكانيات يصب في مصلحة «الأبيض»، ورجحت كفة الخبرة والاستقرار الفني أمام الشباب، رغم الإمكانيات العالية التي أظهرها «الديوك» خلال مشوارهم بالبطولة، وبلوغهم ربع النهائي، بعد أداء مشرف لمعظم عناصر المنتخب «الأزرق»، خاصة الوجوه الجديدة ساخو وبوجبا وجريزمان ومن خلفهم إيفرا ومن أمامهم أمير الموهوبين لـ «قافلة الديوك»، كريم بنزيمة الذي ترك بصمة أكثر من رائعة تنذر بمهاجم يسير على خطى زين الدين زيدان. ومن بين العناصر التي أحزن وداعها الكثيرين كان الفرنسي بول بوجبا، وخسر مدافع ريال مدريد الرهان في الكرة الهوائية التي سجل منها ماتس هوميلس هدف المباراة الوحيد، ليُمنى اللاعب «21 عاماً» بهزيمته الثانية فقط مع المنتخب الفرنسي منذ أن بدأ مسيرته الدولية. كما شهدت المباراة آخر ظهور لبوجبا في البرازيل، بعد أن أبهر كل المراقبين بأناقته وعروضه القتالية في الوسط خلال النهائيات، لكنه عندما واجه الألمان ذوي اللياقة البدنية العالية والبنية الجسمانية القوية، لم يكن نجم يوفنتوس قادراً على الظهور بالفعالية نفسها التي أبداها في المباريات السابقة، حيث كان له شفاينشتايجر وخضيرة بالمرصاد. ورغم مرارة وقع الهزيمة على جماهير فرنسا التي خرجت باكية مساء أمس الأول، عقب الخروج من البطولة، خاصة أنها كانت تمني النفس أن تواصل كتيبة ديشان التألق في المونديال، بعد الأداء المشرف والتأهل إلى لدور الثمانية، إلا أن الأمر اختلف في أروقة المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب المباراة في ملعب الماراكانا، حيث بدا الإعلاميون الفرنسيون راضين عن المنتخب، وما قدمه رغم حزنهم على الهزيمة، مع اعترافهم بقوة الألمان، وقال مارك بيير مراسل لإحدى الصحف الفرنسية «نحن فخورون بهذا المنتخب الشاب، لدينا أمل في المستقبل، ولكن لا يمنع أيضاً أن هناك أخطاء ارتكبت خلال المباراة أمام ألمانيا» وأضاف« ديشان يلقى قبولاً من الإعلام كما هو كذلك بالنسبة لمسؤولي اتحاد الكرة الفرنسي وبصماته واضحة مع المنتخب ويحتاج لوقت أطول» ولم يغب الدعم المعنوي عن أروقة المؤتمر، حيث صفق بعض الإعلاميين الفرنسيين لديشان عقب المؤتمر في إشارة إلى رضاهم عن الظهور المشرف للمنتخب. وقال مدرب فرنسا «أنا فخور جداً بما قدمه لاعبونا خلال كأس العالم، لم يكن الفارق بيننا كبيراً، اليوم واجهنا فريقاً معتاداً على مثل هذه المباريات الكبيرة، كما خانتنا التجربة أيضاً وافتقدنا للفعالية كذلك، هذا الفريق شاب ويزخر بالكثير من الموهبة والمهارة ورباطة الجأش، يجب أن نستند إلى كل ذلك في الطريق إلى بطولة أوروبا المقبلة». على الأقل، هذا ما يمكن استنباطه من التجربة الفرنسية في الأراضي البرازيلية، فإذا لم تشكل هذه المغامرة فرصة لطرد أشباح الماضي، حيث لا يزال الديوك عاجزين عن هزم ألمانيا في مرحلة خروج المغلوب ضمن نهائيات كأس العالم، فإنها شكلت فرصة لتتصالح فيها فرنسا مع ذاتها، حيث ختم المدرب، أنها نهاية مرحلة وبداية عهد جديد. وأضاف «أعرف أن هناك خيبة أمل للخروج من المونديال، لكننا واجهنا فريقا متمرسا ويلعب معاً منذ عدة سنوات بينما نحن في مرحلة تكوين منتخب للمستقبل، ورغم ذلك خلقنا عدة فرصة كانت كفيلة بقلب نتيجة المباراة تماماً لو أحسنا استغلالها، وكان أيضاً هناك نوير الذي وقف بالمرصاد للمحاولات الفرنسية كافة، لذلك أنا أشعر بالإحباط، ورغم ذلك أشعر بالفخر لما قدمه اللاعبون على أرض الملعب وخارجها، لدينا جيل واعد وقادر على تحقيق الإنجازات لفرنسا، ويحتاج لمزيد من الدعم والثقة، والاستمرار في خلق التفاهم بين لاعبيه». واعترف ديشان أنه فوجئ بالتغييرات التكتيكية التي أجراها لوف على أداء ألمانيا، حيث لعب بفيليب لام في الجانب الأيمن، كما تم تغيير هيكل دفاع الماكينات، وتحرر بواتينج لمزيد من الضغط على فرنسا. وعن أهم ما قاله للاعبين الفرنسيين الشباب عقب الخروج ووداع المونديال، قال « إننا لا نزال معاً هذه الليلة، ولكن هناك الكثير من الحزن والإحباط، لا أستطيع إزالة هذا الشعور، هنأتهم على الأداء القوي خلال مشوارهم بالمونديال». (ريو دي جانيرو - الاتحاد) لاندرو يخرج من بـ «التجربة المفيدة» في الظهور الأخير مع «الأزرق» إذا كانت مباراة ربع نهائي كأس العالم 2014 في ماراكانا، شكلت نقطة النهاية بالنسبة لمشوار الفريق الفرنسي، فإنها تعني أكثر من ذلك بالنسبة لميكايل لاندرو حارس فرنسا «35 عاماً»، لأنها الظهور الأخير له بعد مسيرة طويلة. وقال حارس الديوك: «ليس من السهل أبداً أن ينهي المرء مسيرته على هذا النحو، كانت أمسية غريبة ومعقدة، لقد كانت محبطة بشكل لا يمكنني أن أنساه، لقد أظهرنا بعض جوانب اللعب المثيرة جداً للاهتمام، لكن فريقنا لا يزال شاباً». وُلد لاندرو في سبعينات القرن الماضي، ويعد الفرنسي الوحيد الذي يتذكر سقوط «الزُرق» ضد ألمانيا عامي 1982 و1986، حيث كان قادراً بالفعل على إدراك وزن تاريخ المواجهات بين«المانشافت» و«الديوكس في ربع نهائي «أم البطولات». لكن المباريات حسمت «بتفاصيل دقيقة» في نهاية المطاف، حسب تحليل لاندرو، إذ «لم يكن هناك مجال للتمرير، رغم أننا جعلناهم يشكون في أنفسهم، إلا أننا افتقدنا للخبرة التي يتمتعون بها في اللعب على أعلى مستوى». وأضاف: «أظهر نوير مستوى متميزاً للغاية في مباراة حاسمة، وأثبت أنه جزء من الفريق، ويتقن اللعب عالياً وبالقدمين، وهذا أفضل ما يمكن أن يفعله لاعب كرة القدم، أن أنهي مسيرتي في ماراكانا، وضد حارس مثله، وهو في قمة تألقه، فهذا أمر مشرف، لعبت ضده بعض المباريات، ووقفت شاهداً على بداية مسيرته في الملاعب، وطلب مني قميصي هذه الليلة، أعترف أن هذا جعلني أشعر بالاعتزاز»، لا شك أن الألماني انتابه الشعور نفسه، لأن لاندرو يعتبر رمزاً حقيقياً من رموز كرة القدم الفرنسية. يُعتبر لاندرو اللاعب الذي خاض أكبر عدد من المباريات في الدوري الفرنسي «795 مباراة»، حيث بلغ هذا السجل بقميص باستيا هذا العام، علماً أنه يعرف خبايا المنتخب الفرنسي منذ كأس العالم 2006، مما جعل منه عنصر خبرة لا غنى عنه في كتيبة «الديوك». وبعد الخسارة في ماراكانا، قال لاندرو، الذي لم يكن ضمن الفريق الأزرق الذي عاد بفشل ذريع من جنوب أفريقيا، ولا ضمن المنتخب الذي خاض «يورو 2012» في بولندا وأوكرانيا، حيث تركت فرنسا صورة سيئة أيضاً، «تم استثمار طاقات كثيرة في العمل وفي إعداد الفريق، وعلى المستوى الإنساني كذلك، تسود حالياً أجواء الإحباط وخيبة الأمل. ولكن من حيث الصورة العامة، وكذلك من حيث الأداء، أعتقد أننا ما أظهرناه خلال نهائيات كأس العالم هذه كان إيجابياً للغاية ومهماً جداً بالنسبة لفريق فرنسا، وبالنسبة لبلادنا. لقد حققنا شيئاً ما في البرازيل. فريقنا آخذ في النمو، تنتظرنا بطولة أوروبا بعد عامين، وتجربة كأس العالم ستكون مفيدة لنا من دون شك». ريو دي جانيرو (الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©