الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

5 أسباب وراء توقف «السحر الكولومبي» في محطة «السامبا»

5 أسباب وراء توقف «السحر الكولومبي» في محطة «السامبا»
6 يوليو 2014 02:39
لماذا توقف السحر الكولومبي في محطة «السامبا»؟، وكيف ودع أفضل منتخب من حيث الأداء أجواء المونديال؟ الإجابة تتطلب أولاً الاعتراف بأن تأهل البرازيل «حتى لو لم تكن في أفضل حالاتها» إلى الدور قبل النهائي على حساب المنتخب الكولومبي ليس مفاجأة في جميع الأحوال، قياساً بتنظيم المونديال بين جماهير السامبا، وبالفارق الكبير في التاريخ الكروي بين البلدين، وحتى على مستوى الحاضر، يملك المنتخب البرازيلي عناصر تتفوق من حيث المهارة والقدرات على نظيرتها في كولومبيا، إلا أن المنتخب الملقب بـ«مزارعي البن» قدم مستويات مبهرة تفوق بها على جميع منتخبات المونديال حتى نهاية دور الثمانية. صحيفة «إل تيمبو» الصادرة في كولومبيا قدمت تحليلاً خاضعاً لرؤية «أهل البيت» لأسباب توقف المغامرة، وضياع الحلم الذي كان قد بدأ يكبر في قلوب الملايين من عشاق المنتخب الكولومبي، وجاء على رأس الأسباب الهدف البرازيلي المبكر، والشعور بالتوتر، على العكس من جميع المباريات السابقة التي كان يخوضها المنتخب الكولومبي متحرراً من كافة الضغوط. والمثير للدهشة أن الصحف الكولومبية ونجوم المنتخب وكذلك المدير الفني بيكرمان شنوا حملة ضارية على الحكم الإسباني كارلوس فيلاسكو كاربايو الذي أدار المباراة، وسط اتهامات مباشرة بأنه لعب دوراً في تأهل البرازيل وإقصاء كولومبيا. يأتي ذلك في الوقت الذي لم تشهد المباراة قرارات تحكيمية مؤثرة بالسلب على أي من المنتخبين، بل ان لويز فيليبي سكولاري ونجوم منتخب السامبا اتهموا حكم المباراة بعدم التدخل لحمايتهم من العنف الكولومبي. وعلى الرغم من الجدل الكبير حول تأثير القرارات التحكيمية على نتيجة المباراة، إلا أن الأسباب الخمسة التي طرحتها صحيفة «إل تيمبو» الكولومبية ليس من بينها الجانب التحكيمي. الهدف المبكر 01 جاء الهدف المبكر للمنتخب البرازيلي في الدقيقة السابعة والذي سجله المدافع تياجو سيلفا، ليتسبب في إرباك حسابات خوسيه بيكرمان والمنتخب الكولومبي، ولم يأت الهدف نتيجة مهارة خاصة من عناصر المنتخب البرازيلي، بقدر ما كان لأسباب تتعلق بالخطأ الفادح من المدافع كارلوس سانشيز، الذي أغفل تحرك تياجو سيلفا، وتسبب الهدف المبكر في حدوث ثغرات كولومبية نظراً لرغبة الفريق في الهجوم، وفي المقابل أصبح المنتخب البرازيلي أكثر هدوءاً في الملعب، بعد أن كان الرهان الكولومبي يقوم على منع البرازيليين من التسجيل لأطول فترة ممكنة، حتى يتمكن منهم التوتر العصبي والضغط الجماهيري، ولكن هدف سيلفا المبكر تسبب في تغيير سيناريو المباراة. ثغرة وسط الميدان 02 لم يكن وسط ميدان كولومبيا في أفضل حالاته وخاصة في شوط المباراة الأول، وكثير من فترات الشوط الثاني، فقد فشل جوارين وإيباردو في الحد من خطورة العناصر المهارية في صفوف المنتخب البرازيلي، وفي الوقت ذاته لم تشهد المباراة غزوات هجومية أو تسديدات من لاعب إنتر ميلان، كما أن هجمات مايكون من الناحية اليمنى لم تجد التصدي المناسب من لاعبي الوسط الكولومبي، والأهم من ذلك أن سانشيز تراجع كثيراً للخلف، مما تسبب في وجود فجوة كبيرة بين خطي الوسط والدفاع، الأمر الذي ساعد البرازيليين على شن هجمات خطيرة في كثير من أوقات المباراة. ثمن الشهرة الباهظ 03 أما ثالث الأسباب فهو نفسي ومعنوي بالدرجة الأولى، فقد دفع المنتخب الكولومبي ثمناً باهظاً لتألقه اللافت في مباريات الدور الأول، والتي شهدت فوزه بثلاثية دون مقابل على اليونان، ثم تفوق على منتخب كوت ديفوار بهدفين لهدف، قبل أن يسحق اليابان برباعية مقابل هدف، وفي دور الـ 16 تمكن رودريجيز ورفاقه من قهر أوروجواي بثنائية دون مقابل، وسط إعجاب عالمي، وغزل من الصحف العالمية في قدرات وسحر وعروض المنتخب الكولومبي، إلى حد وصفه بأنه الأفضل في المونديال، مما تسبب في جذب الأنظار إليه بقوة. وأسفر ذلك عن دخول المنتخب البرازيلي المباراة بأعلى درجات الحرص واحترام المنافس، مما جعل المنتخب الكولومبي يخسر أهم مقومات تفوقه في البطولة الحالية، والذي يتمثل في عدم تقدير المنافسين له بالشكل الصحيح، وعن ذلك قالت صحيفة «إل تيمبو»: «حظي رودريجيز وجواردادو وغيرهما من نجوم كولومبيا بأعلى درجات المدح والإشادة طوال مشوار المونديال، مما جعل المنتخب البرازيلي يخوض المباراة من دون خجل من مراقبة مفاتيح اللعب في كولومبيا، بل ظهر نجوم السامبا وهم في قمة الاحترام للمنافس، وكان لوسط الملعب الدفاعي المكون من فرناندينيو وباولينيو الدور الكبير في الحد من خطورة العناصر الهجومية لكولومبيا». رد الفعل المتأخر 04 حاولت كولومبيا الرد على الهدف الأول للمنتخب البرازيلي، ولكن لم تكن هناك فعالية كافية لتسجيل التعادل، وجاءت ردة الفعل في الشوط الثاني متأخرة نسبياً، وسط انضباط دفاعي برازيلي، وهجمات مرتدة مؤثرة، وأسفر هذا السيناريو عن هدف برازيلي ثان أحرزه المدافع دافيد لويز، مما جعل المهمة تتعقد إلى حد بعيد، وبعد أن تقدم منتخب السامبا بثنائية، كان من الصعوبة بمكان أن يعثر الكولومبيون على مساحات في الملعب، في ظل التدابير الدفاعية التي اتخذها المنتخب البرازيلي، وفي جميع الأحوال، دفع المنتخب الكولومبي ثمناً مضاعفاً لتأخر رد الفعل. التحرر يتحول إلى ضغط 05 في الوقت الذي كان المنتخب الكولومبي يعتمد على تقديم الأداء الممتع مستفيداً من التحرر التام من الضغوط، جاءت مباراة البرازيل لتشهد فقدان رودريجيز ورفاقه لهذا السلاح السحري، فقد ارتفع سقف الطموحات، وسط مطالب شعبية وإعلامية بالفوز على البرازيل ومواصلة الطريق وصولاً إلى أبعد نقطة ممكنة في المونديال، وهو ما تسبب في تحول الأداء الأنيق المتحرر من الضغوط إلى أداء عصبي متوتر، ورفع من درجة التوتر التأخر بهدف مبكراً، ودخول هدف ثان قبل نهاية المباراة بنصف ساعة، وتحول نجوم كولومبيا من حالة الإبداع إلى وضعية الرؤوس التي تتحرك فيها الدماء، رغبة في التسجيل وتدارك الأمر بأي صورة، وفي نهاية المطاف، لم يقدم المنتخب الكولومبي أفضل عروضه في البطولة، وفي المقابل ظهر البرازيليون في أفضل صورة ممكنة مقارنة بما قدموه في المباريات السابقة على الأقل. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©