10,78 مليار درهم أرباح 6 شركات عقارية بتراجع 5% في 2008

بلغ إجمالي الارباح الصافية لست شركات عقارية مدرجة في أسواق المال المحلية في عام 2008 نحو 10,78 مليار درهم، مقارنة بـ11,344 مليار درهم نهاية عام ،2007 بنسبة تراجع بلغت 4,91%، مما يدفع بالقطاع إلى مواجهة تحديات صعبة خلال النصف الأول من العام الحالي، بحسب خبراء· ووفقاً للبيانات السنوية الخاصة بالشركات العقارية التي أفصحت عن نتائجها المالية حتى يوم الخميس الماضي، قلبت إعمار العقارية ميزان نمو أرباح القطاع العقاري إلى تراجع بفعل الانخفاض الذي طرأ على أرباحها السنوية بنسبة 54% إلى 3,05 مليار درهم، مقارنة بـ6,5 مليار درهم في عام 2007 نتيجة تكبدها خسائر في ذراعها الأميركية بسبب الأزمة المالية العالمية، مما أدى إلى خسارتها نحو 1,7 مليار درهم في الربع الأخير من العام الماضي، بحسب رصد أجرته ''الاتحاد''· وكانت خسارة شركة إعمار العقارية في الربع الأخير مفاجأة لجميع المحللين الذين توقعوا تراجع أرباح الشركة إلى حدود 6 مليارات درهم، بحسب مستشار بنك أبوظبي الوطني زياد الدباس· واستدرك الدباس: ''ولكن إعمار لم تحاول تجميل ميزانيتها، واتخذت قراراً صحيحاً باظهار الخسائر في الوقت الراهن، لأن هذا الأمر إذا ما قامت بإخفائه فإنه سيظهر في العام الحالي''· وزاد: ''لا أتصور قيام أي شركة عقارية بتجميل ميزانياتها السنوية، لأن انكشافها سيكون سريعاً خلال الميزانيات الربعية للعام الحالي، فعام 2009 لن يكون عاماً بسيطاً، حيث سيكون الوضع صعباً في الربعين الأول والثاني على أقل تقدير''· من جانبه، فضل الخبير المالي وضاح الطه التركيز على متانة أداء الشركات العقارية في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي، حيث لعبت دوراً أساسياً في امتصاص الأزمة التي تكبدتها الشركات في الربع الأخير من العام الماضي، باعتباره الربع الوحيد المتضرر جراء الأزمة· ومتوافقاً ما جاء به الدباس، قال الطه: ''سيكون العام الحالي أكثر صعوبة على الشركات العقارية في ظل استمرار تأثير الأزمة على جميع القطاعات المرتبطة بالعقارات، وعلى رأسها التمويل العقاري، حيث لم يستطع كبار المطورين وضع آلية للحفاظ على جاذبية القطاع وأدائه''· وأضاف: ''يجب الآن إسراع التدخل الحكومي لإعادة الاستقرار بهدف التعجيل بعملية شفائه والمحافظة على جاذبيته ومصداقيته والتي تعتبر أسساً لهيكلية تلك الشركات خلال العامين المقبلين''· بدوره، استبعد الدباس قيام الشركات العقارية باتباع أسلوب إعادة التقييم، وخاصة الشركات الرابحة والتي سجلت نمواً ملموساً، في إشارة منه إلى شركتي الدار وصروح العقاريتين· وقال الدباس: ''الدار وصروح لم تقدما أرباح إعادة تقييم، إذ أعلنتا عن انتهاجهما المعايير المحاسبية الدولية المعتمدة، فعلى سبيل المثال جاءت معظم أرباح شركة الدار من المبيعات بالإضافة إلى الأرباح التشغيلية وبالتالي كانت الشركات متحفظة تجاه هذه الجزئية''· وتصدرت شركة الدار العقارية لأول مرة قائمة الشركات العقارية الأكثر ربحية بقيمته 3,4 مليار درهم وبنمو نسبته 77%، وتلتها شركة صروح العقارية بأرباح قيمتها 1,85 مليار درهم بنمو نسبته 48%· من جهته، نوه وضاح الطه إلى أهمية التركيز على العوامل السلبية التي تسيطر على الأسواق المحلية، وقال: ''لا يمكننا تناسي أزمة السيولة في الأسواق المحلية والتي أدت إلى التأثير في أعمال التمويل والائتمان وتقليل الطلب بشكل كبير إلى جانب تفوق العروض بشكل مبالغ فيه والمبالغة في أسعار القطاع وخاصة في أبوظبي دبي''· ويعاني القطاع العقاري في الوقت الراهن من وضع غير إيجابي، إذ لا يواجه طلباً على العقارات إلى جانب التراجع في أسعار الوحدات ولا يوجد تمويلات للمشترين، وفقاً للدباس· وسجلت الشركات الست في الربع الأخير خسارة مجمعة بقيمة تتجاوز المليار درهم مقارنة بأرباح قيمتها 3,70 مليار درهم في الربع الثالث من عام ،2008 متأثرة بخسارة إعمار 1,76 مليار درهم في الربع الأخير والتي طغت على أرباح باقي الشركات للفترة ذاتها والتي بلغت 701 مليون درهم· وفي السياق ذاته، طرأ التراجع على ربحية جميع الشركات باستثناء ''ديار'' التي حققت ربحية في الربع الأخير بقيمة 343 مليون درهم بنمو نسبته 10% مقارنة بأرباحها المسجلة في الربع الثالث من العام ذاته والتي بلغت 312 مليون درهم·