الشارقة (الاتحاد) ـ تمكنت أجهزة التحريات والمباحث الجنائية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة من كشف ملابسات جريمة قتل بشعة وضبط مرتكبها، والتي راح ضحيتها أفغاني يبلغ من العمر 31 عاماً دفع حياته ثمناً لغدر وتآمر أخيه غير الشقيق الذي يصغره بعامين.
ونفذ قاتل ماجور جريمته بعد أن قبض ثمنها من شقيق المغدور، وخطط للهرب خارج الدولة بعد ارتكاب الجريمة مباشرة، إلا أن يقظة الأجهزة الأمنية وسرعة تحركها حالت من دون تمكينه من تنفيذ خطته بعد أن ألقي القبض عليه وعلى شريكه المحرض.
وكانت غرفة العمليات المركزية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة تلقت بلاغاً من شخص أفغاني، يفيد بالعثور على جثة المجني عليه في أحد المواقع بالمنطقة الصناعية الثالثة، حيث انتقل إلى الموقع فريق من ضباط وأفراد التحريات والمباحث الجنائية ومسرح الجريمة، وتم العثور على جثة المجني عليه في مستودع لتخزين الإطارات ملقاة على الأرض، وقد تلطخت بالدماء وبدا أن القتيل تعرض لضربة قوية بواسطة آلة حادة على الجانب الأيمن من جمجمة الرأس ما أدى إلى تهشمها.
ومن خلال المعلومات الأولية التي جمعت في مسرح الجريمة تبين أن القتيل يدعى “م.أ رباني” وكان يقيم مع 3 من إخوته وشخص آخر يدعى “م.ي آغا” في الموقع، وبناء عليه تم تشكيل فريق من رجال التحريات والمباحث الجنائية لجمع الاستدلالات وتحليل المعطيات المتوفرة والتوصل إلى الجاني والقبض عليه، فيما أمر وكيل النيابة بنقل الجثة إلى المختبر الجنائي وعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة.
وبمتابعة البحث دارت الشكوك حول أخ غير شقيق للمجني عليه، يدعى “أ.س. رباني”، 29 سنة، والذي كان على خلاف دائم مع المغدور، وصديقه “م.أ.غلام”، 23 سنة ، وبمواجهتهما بالأدلة والقرائن اعترفا بقتل المجني عليه، حيث اعترف “م.أ.غلام” بأنه كان يمر بضائقة مالية عندما طلب من شقيق المجني عليه “أ.س. رباني” أن يقرضه بعض المال، موضحاً أن المذكور أجابه بانه مستعد لمنحه خمسة آلاف درهم مقابل قيامه بقتل أخيه الذي كان يضمر له حقداً وعداءً شديدين، مؤكداً أنه وتحت ضغط حاجته إلى المال وافق على القيام بذلك وشرعا في وضع خطة لقتله وحاولا ذلك عدة مرات إلا انهما لم يتمكنا من تنفيذ خطتهما.
وأضاف، أنه وشقيق المجني عليه قاما قبل عشرة أيام من وقوع الجريمة بشراء فأس صغيرة وأداة لسنها من احد المحال التجارية واخفياها داخل السيارة التي كانا يستقلانها في تنقلاتهما، ثم قاما بعد ذلك بنقل الفأس إلى مكان آخر داخل الموقع، مشيراً إلى أنه وفي يوم الواقعة استغلا وجود المجني عليه بمفرده في ساعة متأخرة من الليل بموقع الخدمات حيث كان يقوم بغسل ملابسه عندما هاجمه الجاني وانهال عليه بضربتين قاتلتين إحداهما بالرأس والأخرى على وجهه.
وأوضح أنه بعد التأكد من قتل المجني عليه طلب منه شريكه الخروج وإخفاء الفأس حيث قام بالاتصال بشخصين آخرين من معارفه وتوجه برفقتهما إلى البحر وقام بإلقاء الفأس فيه، وبمواجهة المدعو” أ.س.رباني” بأقوال المتهم انهار واعترف بتحريضه للمذكور على قتل أخيه وإعطائه المال مقابل ذلك، وأنه كان متواجداً مع القاتل لحظة الاعتداء على المجني عليه وشاهد أخاه غير الشقيق يخر صريعاً تحت ضربات الفأس القاتلة، واستناداً الى اعترافات المتهمين تم توقيفهما وإحالتهما إلى النيابة العامة بالشارقة.
القاتل يوقظ أشقاء الضحية لأداء صلاة الفجر عقب الجريمة
قال العميد عبدالله مبارك الدخان نائب قائد عام شرطة الشارقة: “الجاني هو من ايقظ أشقاء المجني عليه لأداء صلاة الفجر وصحبهم إلى المسجد وتظاهر بالحزن الشديد والبكاء بعد أن تم العثور على جثة المغدور وبقي حتى اللحظات الأخيرة من الاستدلال محتفظاً بهدوئه وتماسكه بين أشقاء المجني عليه متظاهراً بتأثره، ولم يكن ليسقط لولا يقظة رجال المباحث وخبرتهم العميقة في تحليل الشخصيات وتحليل المعطيات”.
عدد اليوم
