الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فهد خميس: من هنا.. أشرقت «شمس البطولات»

فهد خميس: من هنا.. أشرقت «شمس البطولات»
11 أكتوبر 2017 00:56
معتصم عبدالله (دبي) شهد عقد الثمانينيات الكثير من التحولات على المستويات كافة إقليمياً ومحلياً، حيث اجتمع حكام دول الخليج وبدعوة من المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في أبوظبي لتأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981، وعلى مستوى دبي شهدت بداية العقد ذاته إنشاء المنطقة الحرة بجبل علي عام 1985، والتي سرعان ما لقيت النجاح لتتبوأ الصدارة الاقتصادية. وبعيداً عن أحداث السياسة والاقتصاد، مثل سطوع «شمس وصل البطولات» في سماء منافسات الرياضة المحلية الحدث الأبرز، تحت قيادة عدد من نجومه السابقين، وعلى رأسهم «الهداف التاريخي» لدوري الإمارات فهد خميس، والذي اختار أن تكون حقبة الثمانينيات، والتي كانت شاهداً على تتويج «الذهب الأصفر» بأربعة ألقاب في منافسة الدوري من أصل 7 في تاريخه، مقابل احتلاله الوصافة في خمسة مواسم أخرى، نقطة لمواصلة حديثه الشائق في الجزء الثاني من «حوار العمر»: نينوس مدرب «الصدفة» في نهاية سبعينيات القرن الماضي، سافر وفد من نادي الوصل إلى البرازيل في مهمة سرية، الهدف منها التعاقد مع المدرب البرازيلي الشهير زاجالو لقيادة الوصل، وعندما وصل الوفد إلى هناك، وبدؤوا بالسؤال عن زاجالو، لم يكن هناك حديث سوى عن المدرب نينوس، وبدلاً من العودة بزاجالو عاد الوفد بنينوس الذي قاد الفريق للتتويج بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخ النادي، وحافظ على اللقب في الموسم التالي. ويقول فهد عن تلك الفترة: نينوس البرازيلي أول من أحدث نقلة حقيقية في الوصل، وكان نصيراً للشباب بعدما استعان وقتها بعدد من العناصر الشابة في الفريق الأول، وضمت إلى جانبي، حسن محمد، فهد عبدالرحمن، إسماعيل، وغيرهم، لم أجد فرصة اللعب في خط الهجوم وقتها، وكنت ألعب في الوسط، في ظل وجود أسماء مرموقة أمثال معتصم حموري، والغاني محمد بولو، ومن قبلهم ويليام، و«التوليفة» التي مزجت ما بين كل تلك الأسماء الشابة وعناصر الخبرة المهمة الموجودة في الفريق، كانت سبباً في ميلاد جيل البطولات بـ «القلعة الصفراء». «فريق ولد من رحم البطولة»، بهذه العبارات لخص فهد خميس قصة أول لقب للوصل في بطولة الدوري، وقال: لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع منافسة الوصل على اللقب، خاصة أن غالبية عناصر الفريق من اللاعبين الشباب، وذهبت معظم الترشيحات لمصلحة فرق النصر، الأهلي، والعين والشارقة. وأضاف: حتى الأمتار الأخيرة من سباق الدوري، لم تتضح هوية البطل، في ظل المنافسة بين الوصل، العين، الشارقة، والشعب بالترتيب، ومع وصولنا إلى مباراة الجولة الأخيرة «18» أمام الشارقة على أرضية ملعب زعبيل، تراءى أمامنا درع البطولة رغم قوة المنافس والذي ضمت تشكيلته أسماء يشار إليها بالبنان أمثال جمعة ربيع، مبارك بالاسود، يحيى عبد الكريم وغيرهم. «لدي مفاجأة»، كانت هذه أولى الكلمات التي قالها البرازيلي نينوس للاعبين صبيحة يوم مباراة الشارقة، وأردف فهد خميس في سرده: في ظل وجود الثلاثي أحمد تشومبي، بولو، وحموري كنت أكتفي بفرصة اللعب لنحو نصف ساعة، لا تزيد على الأرجح في أغلب المباريات، ولكن في مباراة الشارقة فضل نينوس الاستغناء عن تشومبي لأبدأ المباراة أساسياً في الهجوم، إلى جانب حموري في مفاجأة غير متوقعة، حتى بالنسبة لنا كلاعبين، وتابع: كانت نتيجة التعادل تسيطر على اللقاء، في الوقت الذي حبس فيه الجمهور أنفاسه، وحينما حانت لحظة الحسم تسلم بولو الكرة وراوغ أكثر من لاعب ليرسلها بالمقاس، حولتها داخل الشباك مسجلاً هدف التتويج الثمين. «هدفي في شباك الشارقة وذكريات اللقب الأول، احتلت وما زالت مكانة خاصة في قلبي»، تابع فهد حديثه عن نشوة الاحتفالات قائلاً: «بطولة الدوري للتلامذة الحلوين» عنوان رنان لمقال كتبه الأستاذ محمد علي حسين المعلق والصحفي، ظل وعلى مدار السنوات عالقاً في ذهني كونه أنصف جهود اللاعبين، وترجم اهتمام الإدارة التي ضمت وقتها مجموعة متجانسة بقيادة الأب الروحي ورئيس النادي سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن عبيد آل مكتوم، والشيخ بطي بن مكتوم آل مكتوم رئيس مجلس الإدارة، والحاج خميس، عبدالله سالم، عبدالله حارب، سعيد حارب، أحمد سعد الشيخ، عبدالله لوتاه، عبدالله ناصر، عبيد مبارك وغيرهم. وتابع: دموع الفرح وهيستريا الاحتفالات، شكلت أجواءً، خاصة في غرف الملابس عقب المباراة التي انطلقت فيها الاحتفالات بصافرة النهاية، وأذكر جيداً بكاء أعضاء مجلس الإدارة، ودموع عبدالله ناصر، الفرحة بدت مبررة حتى على مستوى مجلس الإدارة فالكل لم يكن يتوقع التتويج في ذلك الموسم تحديداً. الأب الروحي بذل فهد خميس، مجهوداً كبيراً في محاولاته تجميع أطراف الكلمات للحديث عن «الأب الروحي» للوصل سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، وقال: من الصعب جداً على كل من مر بنادي الوصل، أو ارتبط بـ «الكيان الأصفر»، سواء كان لاعباً، أو إدارياً، أو حتى مشجعاً ومحباً، تلخيص دور الأب الروحي بالكلمات، شخصياً كنت من فئة المحظوظين بمعايشة تلك الفترة الزاهية من تاريخ الوصل، ولمست عن قرب اهتمام سموه المتعاظم بالكيان - والمستمر حتى الآن - ومدى قربه من كل أطراف النادي، ويكفي أنه أول من هيأ لميلاد شمس البطولات. وأضاف: اهتمام سموه لم يقتصر على الفريق الأول فقط، ففي رحاب الوصل وتحت قيادة سموه خضنا كلاعبين على مستوى الناشئين أول معسكرات الفرق الإماراتية في أوروبا، وشاركنا في أكثر من دورة ودية في ويلز وغيرها أسهمت بشكل كبير في صقل مواهبنا، قبل التدرج وصولاً للفريق الأول.وقال: 50 ألف درهم موسم 1981- 1982 كانت مكافأة سموه لكل لاعب في الوصل بعد التتويج بأول ألقاب الدوري، رقم غير مسبوق في تاريخ الرياضة الإماراتية، بات من بعدها أشبه بـ «عادة» حال التتويج باللقب، ولكن تبقى لحظات التكريم في اليوم الثاني بقصر سموه تتويجا حقيقيا بلقب الدوري. «الفاصلة» وفارق النقاط الـ10 ذكريات خالدة دبي (الاتحاد) توقف فهد خميس في إطار حديثه عن «وصل الثمانينيات» عند موسمي 1984- 1985,1987- 1988، واللذين شهدا تتويج الأصفر باللقبين الثالث والرابع في تاريخه، وقال: في ظل قرار مجلس الشباب والرياضة باقتصار المشاركة في المسابقات المحلية على اللاعبين المواطنين بداية بمشاركة لاعب واحد ومن ثم الإيقاف نهائياً، تحديت وقتها سعيد حارب مدير الفريق أن بإمكاني تعويض غياب حموري، ونجحنا بالفعل في التتويج باللقب الثالث بعد المواجهة الفاصلة مع النصر. وتابع: اللقب الرابع في تاريخ الوصل موسم 1987- 1988 جسد شخصية «الإمبراطور»، لم يكن شعوراً بالغرور ولكننا كنا ننظر إلى أن إمكاناتنا كفريق ولاعبين أكبر من جميع المنافسين الآخرين، وأعتقد أن هذا الإحساس مهد أمامنا الطريق لتجاوز الجميع، وبفارق امتد إلى نحو 10 نقاط عن أقرب المنافسين فريق الشارقة. سيطرة «صفراء» قبل بداية الموسم التالي 1982- 1983 فاجأ البرازيلي نينوس لاعبي الوصل بعدم رغبته في إكمال مشواره مع الفريق، قبل أن تنجح الإدارة في الوصول إلى صيغة توافقية مع المدرب الذي طالب وقتها بزيادة كبيرة في عقده وصلت إلى نحو الضعف، وعلق فهد خميس: علاقتنا كلاعبين مع نينوس كانت متينة للغاية، وربما استغل المدرب تلك العلاقة في الضغط على الإدارة للموافقة على طلباته نزولاً عند رغبة اللاعبين. وأضاف: سريعاً ما تجاوزنا تلك النقطة لنبدأ الموسم بشكل أقوى، رغم حذر المنافسين في مواجهة حامل اللقب، كنا الأقرب لحسم البطولة مبكراً قبل أن يتأجل الحسم بعد الخسارة أمام العين، وأمام الخليج كانت لحظة التتويج الثانية بالفوز 3-1، وللمرة الثانية وفقت في تسجيل هدف هو الثاني في المباراة بعدما افتتح بولو التسجيل، وأضاف حسين محمد الثالث»، وبعيداً عن أجواء الفرحة الأسطورية باللقب الثاني عاندني الحظ في التتويج بلقب الهداف الذي ذهب لمهاجم العين كارلوس بفارق هدف وحيد. وأضاف: في موسمي الأفضل تهديفيا 1983- 1984 نجحت في تسجيل 20 هدفاً، غير أننا فقدنا اللقب الذي ذهب للعين، واكتفينا بـ «الوصافة» رغم منافستنا حتى الرمق الأخير، وأعتقد أن المنافسة على اللقب تجسدت أيضاً في صراع الهدافين بيني وبين غزال العين الأسمر أحمد عبدالله، والذي قاسمني صدارة الهدافين بذات الرصيد، أعتقد أن أحمد عبدالله كان مهاجماً فريداً من نوعه، لم أتابعه يسجل هدفاً وهو يسدد بقوة، دائماً ما كان يركل الكرة بهدوء، لديه تكنيك خاص ولا ينقصه الذكاء بدليل عدم احتكاكه مع المدافعين نهائياً. فرسا الرهان «بسمة الحظ» يعتقد الهداف التاريخي لدوري الإمارات، أن الحظ قد خدمه باللعب إلى جانب الثنائي معتصم حموري، والغاني محمد بولو اللذين وصفهما بفرسي «رهان الأصفر»، ويقول: بولو حلال العقد في حال الارتباك والضغط في المباريات، وحموري صفقة من العيار الثقيل مهندسها الأول الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، والثنائي من الأسباب الرئيسة للحصول على الألقاب، وأعتقد أن استقرار النادي منحهما فرصة الانطلاقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©