الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقوق ذوي الاحتياجات.. الأسرة قبل الترفيه

6 يوليو 2014 00:44
ذات مرة كنت وأسرتي في «دبي مول» للتسوق والترفيه. وبينما كنت وأمي نتسوق لفت أنظاري فتاة مصابة بالشلل مقعدة على الكرسي المتحرك، و رأيت شابة إلى جانبها، ظننت في البدء أنها إحدى قريباتها، لأكتشف بعد ذلك أنها عاملة آسيوية كلفت بخدمتها، ولا شيء في ذلك، فالفتاة تريد الترفيه عن نفسها كبقية البشر والعاملة ترافقها لتخدمها وتساعدها. ولكن تساؤلي هو أين أهلها؟. ذلك التساؤل الذي أثارته الكاتبة في مدونتها على «المنبر الإماراتي». ومضت تقول: «بعد ساعة تقريباً كنت مع إخوتي نطالع ما يجري في صالة التزلج من الطابق العلوي و نحن مستأنسين. بينما كان فكري يدور حول جمال الخروج برفقة الأهل للترفيه عن النفس.. كما كنت أفكر بتلك الفتاة المقعدة مع خادمتها. وفكرت بمعنى الأسرة و الترفيه. و هل هما كلمتان لا يفقه معانيهما ولا يشعر بهما إلا العاقلون والأصحاء؟. طبيعة الفرد سواء كان سليماً أو من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يكون اجتماعياً محاطاً بأفراد أسرته الذين يغمرونه بمشاعر الحب والمودة. ومن الطبيعي أن يكون لديه رغبة في الانتماء لأسرته. يظن الجميع بأن أولئك لا يشعرون بالانتماء لأسرتهم، ولكني رأيت كيف يفصحون بعيونهم وبأفواههم وبأفعالهم عن حب أسرتهم إليهم أو معاملة أهلهم لهم بشكل السلبي. الترفيه مطلب للفرد، سواء كان سليماً أو ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن حقه الترفيه عن أنفسهم. لكن الترفيه من دون الأسرة لن يكمل، خاصة مع ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحز في نفسهم عندما يرون شخصاً مع أفراد أسرته يحيطونه بألفة والمحبة من دون النفور والابتعاد والجفاء. ورغم ما قامت الدولة من محاولات الحثيثة لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، إلا أن الكثير يعانون ضعف اهتمام أسرهم بهم، وهم بحاجة ماسة بذلك. ويتركون أمورهم وشؤونهم للخدم ليقوموا بخدمتهم وينعزلون عن أفراد أسرتهم، وإن أرادوا الترفيه الخادم يرافقهم. سمعت كثير من القصص المؤلمة لهؤلاء ممن يعانون من معاملة القسوة، وهناك من يمكثون لمدة فترة طويلة من الزمن في مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة ونادراً ما يرون أفراد أسرتهم أو يتواصلون معهم بشكل الإيجابي. دمج فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع أمر في غاية الأهمية يجب زرع الوعي به لكل الأفراد والأسرة في المجتمع، فهؤلاء من حقهم أن يشعروا بالانتماء مع أفراد أسرتهم. ويجب قبل ذلك تلبية مطلبهم الأساسي بمعاملتهم كأي فرد طبيعي من ضمن أفراد الأسرة. ومن حق هؤلاء الترفيه مع أقرانهم سواء كانوا أسوياء أو من ذوي الاحتياجات الخاصة وأن يحظوا بالاهتمام مع أسرهم وعدم تركهم لوحدهم مع الخدم. شمة المهيري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©