الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام.. إيمان بالتعددية والتعايش

الإسلام.. إيمان بالتعددية والتعايش
20 يونيو 2015 20:25
أحمد مراد (القاهرة) ينظر منهج الإسلام الوسطي إلى البشرية باعتبارها أسرة واحدة، تنتمي من جهة الخلق إلى رب واحد، ومن جهة النسب إلى أب واحد، ومن ثم على البشر أن يتعارفوا لا أن يتناكروا، ومن هنا جاءت دعوة الإسلام إلى الإيمان بالتعددية. يقول د. عبد المقصود باشا الأستاذ بجامعة الأزهر: من أهم ما يميز وسطية الإسلام أنه دين لا يرفض الآخر، ولا يأمر أتباعه بالتقوقع، وإنما يحثهم على التعامل معه، من منطلق إيمان المسلم بالتعددية الدينية والعرقية، واللغوية، والحضارية أو الثقافية أو حتى التعددية السياسية، فالله سبحانه وتعالى هو المنفرد بالوحدانية (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وما عداه عز وجل فهو متعدد لذا كان من المهم التعايش والتلاقح بين الثقافات، وتفاعل بعضها مع بعض، واقتباس بعضها من بعض من دون انكماش ولا استعلاء بالعرق أو اللون أو بالقوة أو بالكثرة أو بالمال. ومن اللازم - كما يرى د. باشا - تهيئة الأجواء لإقامة حوار إيجابي بين أصحاب الأديان ليتعاونوا في المشترك بينهم، ويقفوا صفاً واحداً في وجه منكري الأديان، والمتعدين على كرامة وحقوق الإنسان، ودعاة التحلل من كل فضيلة وإحسان، فضلاً عن التعاون على إشاعة القيم الإيمانية والأخلاقية، وغرس روح التسامح الذي دعا إليه الإسلام، وتميز به خلال تاريخه. ويؤكد أن الإسلام بحكم كونه ديناً وسطاً فهو يرفض التعصب سواء للجنس أو للدين أو للرأي، ويدعو إلى التعارف بين جميع أفراد المجتمع، والتعايش المشترك، وتبادل المنافع والمصالح، والأخذ والعطاء، والتأثير والتأثر بالآخر، كما دعا المجتمع المسلم إلى أن يكون متسامحاً مع نفسه ومع الآخرين. ويشير د. باشا إلى أن الإسلام لا يرفض الاختلاف بأي شكل من الأشكال، وإنما يرفض التصارع والتنازع، فالإسلام يرى أن الاختلاف كامن في طبيعة الحياة، لأن الله خلق الكون وما فيه ومن فيه على أساس من الاختلاف الواضح في التنوع والتعدد. ولا يقصد بالتسامح الذي يدعو إليه الإسلام السلبية أو ترك الحقوق وإنما هو الاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق العالمية للشخص وبالحريات الأساسية للآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©