الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الميليشيات الشيعية في سورية.. خطر يتنامى

23 نوفمبر 2016 22:03
تأمل الحكومة السورية في أن يؤدي الحصار القاسي إلى قهر معاقل المعارضة في مدينة حلب، والتي تعد ساحة معركة رئيسية. بيد أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد لا تبذل الجهد اللازم. هذه المهمة يضطلع بها الآلاف من رجال الميليشيات الشيعية من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان ممن هم موالون لإيران، الدولة الشيعية، وربما أهم حليف للأسد. وفي أوقات كثيرة من الحرب الأهلية في سورية، قام هؤلاء المقاتلون المدفوعون دينياً بتعزيز الجيش السوري الضعيف بدرجة كبيرة. والآن، فإنهم يلعبون دوراً حيوياً بشكل متزايد في محاولة الاستيلاء على شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة من خلال تنسيق هجماتهم مع القوات الحكومية والطائرات الحربية القادمة من سورية، التي تعد حليفاً آخر للأسد. وقد شنت الحكومة، المدعومة بالطائرات الروسية، هجوماً كبيراً على شمال سورية الأسبوع الماضي جلب مزيداً من الدمار إلى شرق حلب، أكبر المدن السورية قبل الحرب. يبدو أن الميليشيات تقوم بتشكيل ائتلاف بري متطور، والذي عزز النفوذ الإيراني في سورية، بحسب «فيليب سميث»، خبير في شؤون الميليشيات الشيعية في معهد «واشنطن لسياسة الشرق الأدنى». وأضاف: «إنهم يبنون قوة على الأرض والتي، بعد فترة طويلة من الحرب، ستظل هناك وتمارس نفوذاً عسكرياً وأيديولوجيا قوياً على سورية لصالح إيران». واستطرد: «ليس هناك الكثير مما يستطيع الأسد القيام به للحد من نفوذ هذه الجماعات، حتى وإن كان من الواضح أن المسؤولين السوريين مهتمون بهذا، لأن الميليشيات تمنع حرفياً إسقاط حكومته». ويقول محللون: إن إيران طالما استخدمت الميليشيات الشيعية في دول أخرى لاستعراض قوتها. وتشمل هذه الجماعات فصائل متعددة تهيمن على الساحة السياسية العراقية، وكذلك ميليشيات «حزب الله» اللبنانية، والتي هي أكثر قوة من الجيش اللبناني. وقد أحبطت إيران وميليشياتها مسؤولين أميركيين. ففي حين يجد كلا الجانبين أنهما منحازان ضد تنظيم «داعش»، لكن أهدافهما تتعارض في سورية، حيث يتلقى معارضو الأسد التمويل والسلاح من واشنطن وحلفائها. وفي نهاية المطاف، بحسب ما يرى محللون، ربما تجد إيران نفسها في منافسة مباشرة مع روسيا على النفوذ في سورية. ومن ناحية أخرى، فإن وجود الميليشيات الشيعية في سورية غذى التنافس الإقليمي والديني مع بعض القوى سُنية التي تدعم المعارضة في سورية. ومع ذلك، فإن مقابل استخدام الميليشيات ربما يكون كبيراً. وإذا كانت الحكومة السورية قادرة على الاستيلاء على حلب، فإن التوازن الإقليمي سيميل لصالح إيران، ويوجه ضربة لطموحات الأطراف الإقليمية التي تدعم المعارضة وعناصرها التي تمكنت من اقتحام المناطق الشرقية للمدينة عام 2012، وذلك وفقاً لما ذكره «فواز جرجس»، أستاذ سياسات الشرق الأوسط في مدرسة لندن للاقتصاد. وأضاف أن «هزيمة المعارضة في حلب ستكون نقطة تحول يستولي فيها الأسد على معظم المراكز الحضرية في سورية. وسيكون هذا بمثابة انتكاسة بالنسبة للسعودية في تنافسها مع إيران، التي، نتيجة لذلك، سترى نفوذها في سورية يتزايد بشكل أكبر». وقد قاد عشرات من الميليشيات هناك الطريق في فرض حصار ساحق للمناطق المعارضة في المدينة، حيث يواجه أكثر من 200 ألف شخص نقصاً متفاقماً في الغذاء والدواء. ويتم استدعاء هؤلاء المقاتلين أيضاً في الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية الروسية والحكومية، والتي أدت إلى تدمير المستشفيات والمساكن والبنية التحتية في تلك المناطق. وعلى الجانب الآخر، يشن المتمردون قصفاً عشوائياً على غرب حلب التي تسيطر عليها الحكومة، لكن الدمار هناك ليس بهذه الحدة. وفي هذا الشهر، شنت قوات المعارضة السورية في حلب هجوماً مضاداً، لكنهم ناضلوا من أجل كسر الحصار. أما تنظيم «داعش» وغيره من المتطرفين الدينيين فقد خيم إرهابه على الثورة ضد الأسد والتي بدأت بصورة سلمية عام 2011 قبل أن تتحول إلى حرب وحشية. ولعب المتشددون التابعون لتنظيم «القاعدة» دوراً بارزاً بين القوات المحسوبة ضمن المعارضة، ويرى المتمردون أن الميليشيات المدعومة من إيران تعد متطرفة. يقول «عبد الرحمن زين الدين»، رجل دين منخرط مع قوات المعارضة في معارك في حلب «إنهم ينشرون نفوذ إيران وأيديولوجيتهم المتطرفة، لكن ثورتنا لا تتعلق بالدين، بل بالحرية والكرامة». وتزعم الميليشيات أن اشتراكها في الحرب الأهلية هو من أجل الدفاع عن المقدسات الشيعية في البلاد، وكذلك قتال الجماعات السُنية المتطرفة. وليس من الواضح كم عدد الميليشيات الشيعية وفصائل الميليشيا المشاركة في معركة حلب. لقد قتل المئات وربما الآلاف من المقاتلين أثناء الحرب، ومن بينهم جنرالات من الحرس الثوري شبه العسكري في إيران. وقال «آفي ديختر»، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في إسرائيل، هذا الشهر، إن نحو 25 ألف عنصر من الميليشيات الشيعية قد لاقت حتفها في سورية، لكن محللين آخرين قالوا إن العدد أقل من ذلك. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©