الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

على قيد الحياة!!

على قيد الحياة!!
3 يناير 2010 23:03
اذاً، فقد نجونا بأعجوبة، وها نحن نقفز من أعلى عمارة 2009 المحترقة الى شارع 2010 تتلقفنا الفرشات الواقية من التلف، يبدو أن أحدا ما مازال بحاجة الينا لسبب ما أعلى من ادراكنا. لم يكن العام المنصرم عاما كامل الأوصاف أو محدد الشخصية، بل هو عام متداخل بما قبله وما بعده، لكأنه مجرد (شد وصل) بلغة السبّاكين والموسرجية. - فهو لم يشهد فوز أوباما لكنه شهد تنصيبه! - وهو لم يكن عام مجزرة غزة، بل عام انتهاء القصف شكليا! - ولم يكن عام الانهيارات الاقتصادية، بل عام تكريسها وتجذيرها! - ولم يكن عام إنفلونزا الخنازير، بل عام تعميمها! - ولم يكن عام سقوط الليبرالية الاقتصادية، بل عام ارتطامها بالأرض! أجمل وأفضل نعم الحياة على الإنسان، هي نعمة النسيان..تخيلوا لو أننا مازلنا نرزح تحت ثقل ذكرياتنا المريرة على المستوى العام والشخصي!! ..سيكون العيش كارثة مطلقة والموت أمنية ....و»حسب المنايا أن يكنّ أمانيا» على رأي المتنبي. نلج بوابة السنة الجديدة ونحن ننسى أو نتناسى مجازر الأطفال في غزة، وننسى أو نتناسى وعود أوباما بإيقاف الاستيطان في الضفة الغربية، وننسى أو نتناسى خسارة حكوماتنا العربية لمليارات الدولارات متحملة أخطاء وتهور صناع القرار الاقتصادي في أميركا...وننسى وننسى ..وننسى!! ها نحن نلج بوابة السنة الجديدة محملين بغبار العام المنصرم، منهكين بالسفر داخل عام لم نعرف كيف بدأ، ولم ندرك متى انتهى إلا من نشرات الأخبار وباعة الروزنامات على الأرصفة. نلج العام الجديد والاستيطان الصهيوني ما زال مستمرا في فلسطين، والقتال بين الأخوة هناك يحولنا الى مضحكة للعالم. اليمن توشك أن تتحول، ليس الى يمنين فقط، بل الى ثلاثة، لتزيد من عدد أصواتنا في هيئة الأمم (على رأي غوار الطوشة)...العراق ينزف، والخليج يتحسر، ومصر حزينة لخسارة منتخبها، والأردن بلا برلمان.. لبنان بحكومة متعددة الأطراف، لكنها عاجزة عن النهوض... سوريا تبحث عن وسائل لإرضاء الجميع، تونس لم تعد خضراء،الجزائر قلبها على البوليساريو، والمغرب قلبه محروق من البوليساريو، السودان ضائع بين شماله وجنوبه وشرقه، ليبيا تختبئ بحذر تحت خيمتها المكندشة....والبقية ليسوا أفضل حالا. الإسلاميون في كل مكان يكفرون العلمانيين ويعتبرونهم سبب كل هذا الضعف والتفكك الذي وصلت اليه الأمة، العلمانيون يؤكدون أن على العالم العربي أن يتسلح بالعلم فقط لمواجهة التحديات، القوميون العرب يقولون بأن الحل في الوحدة العربية الكبرى من المحيط الهادر الى الخليج الثائر(مش عارف على مين)، القوميون الاجتماعيون يقولون إن سبب تفككنا هو التيار الناصري والقومجيون العرب، وإن الحل في وحدة الهلال الخصيب أولا وأخيرا. الكبار يعتقدون أن الجيل الجديد عاجز عن مواجهة أي شيء ويعتبرونه جيلا منحلا فاسدا مفسدا يحفظ أغاني مايكل جاكسون وبريتني سبيرز عن ظهر قلب وبنكرياس، ولا يحفظ أكثر من بيت واحد من الشعر العربي. الصغار يعتقدون أن الكبار هم الذين أوصلوهم الى عصر الهزيمة الميدانية والنفسية، وأنهم أضاعوا الأرض والعرض والحقوق، ويعتبرون أنفسهم الجيل الجديد الذي سوف يقلب المعادلات..دون أن يقولوا لنا كيت ولا كيف ولا لماذا...!! لكأنها الفوضى؟؟؟ كيف أقول: كل عام وأنتم بخير ...كيف أقولها بكل جرأة.... لكأنها مجرد موضوع إنشاء وتعبير لتلميذ متوسط الذكاء في الصفوف الابتدائية؟؟ لا أريد أن تضموني الى قائمة الأغبياء أو الحالمين أو الكاذبين!! لذلك أقول لكم: كل عام وأنتم على قيد الحياة! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©