الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي بن أبي طالب... باب مدينة العلم

20 يونيو 2015 20:25
محمد أحمد (القاهرة) علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، من العشرة المبشرين بالجنة، أول صبي آمن بالنبي، يكنى «أبو الحسن»، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوه بعد الهجرة، وصهره. ولد في مكة بعد 30 عاماً من عام الفيل، ومات شهيداً على يد أحد الخوارج وهو عبد الرحمن بن ملجم، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، أصغر أبناء أبي طالب أحد سادات قريش والمسؤول عن السقاية فيها، وفي السادسة من عمره مرت بمكة سنوات عصيبة وكان لأبي طالب أربعة أبناء وعرض عليه بنو هاشم أن يأخذ كل منهم ولداً من أبنائه يربيه ويكفله ليخفف العبء عن كاهله، فانتقل «جعفر» لبيت حمزة بن عبد المطلب، وأخذ العباس بن عبد المطلب ولده الأوسط «طالب»، وبقي «عقيل» ليرعى أباه في أيامه الأخيرة، وعاد النبي صلى الله عليه وسلم ومعه «علي» أصغر أبناء أبي طالب وأكرمهم. بيت النبوةتربى علي في بيت النبوة، فلم يسجد لصنم في الجاهلية، ولم يلعب كبقية الصبية، ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما عرض عليه الإسلام وافق فوراً، ولكن النبي أمره أن يستأذن أباه، فقال علي: وهل استأذن الله أبي يوم خلقني؟ قضى علي - رضي الله عنه - حياته بين عبادة وتقوى وورع وزهد وعلم وجهاد وقضاء وحكم بالعدل، فقد جمع بين الزهد والعلم، وعن ابن عباس قال: قال رسول الله «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب»، وبذلك لقبه النبي صلى الله عليه وسلم بباب مدينة العلم. كان عبدالله بن عباس «حبر الأمة» واسع العلم وكان الصحابة يتعجبون من كثرة علمه، كما كان يعلم التأويل، وسئل ابن عباس: أين علمك من علم علي بن أبي طالب؟ فقال: كقطرة مطر إلى البحر العظيم، وكان علي يعرف خبايا وأسرار القرآن وأسباب نزوله ويحفظه عن ظهر قلب، ويقول: لقد آتاني الله قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً، وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لا أبقاني الله في أرض ليس فيها علي بن أبي طالب. أول فدائيلُقب علي بن أبي طالب أيضاً بـ «حيدرة»، وهو من أسماء الأسد ومما يروى عن شجاعته أن النبي أعطاه الراية في غزوة خيبر، وخرج من اليهود أشجع وأقوى فرسانهم ويسمى «مرحب»، وقد كتب على سيفه «هذا سيف مرحب.. من يذقه يعقب» - أي يعاقب ويقتل - وبرز له علي بن أبي طالب وقال له «أنا الذي سمتني أمي حيدرة.. كليث غابات.. كريه المنظرة، أوفيهم بالصاع.. كيل السندرة». - أي أفعل بهم أشد ما يفعلون-. علي بن أبي طالب أول فدائي في الإسلام، لموقفه الشجاع في الليلة التي عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة وطلب منه أن يبيت في فراشه بدلاً منه ويتغطى ببرده الأخضر لتظن قريش أن النائم هو محمد، كما لقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالكرار، فقال: سأعطي الراية لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار وليس فراراً - وتعني المقدام وليس الهارب.. وأعطاها لعلي رضي الله عنه ليفتح القلعة التي لم يتمكن المسلمون من فتحها. ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار، فكان الرجل من الأنصار يأخذ رجلاً من المهاجرين يقاسمه ماله وداره، وذهب الناس ولم يبق إلا علي لم يؤاخ رسول الله بينه وبين أحد من الأنصار، فقال علي: يا رسول الله آخيت بين الناس جميعاً وتركتني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة». عالم وفقيهوجاءت خلافة علي بن أبي طالب بعد استشهاد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، فهو أقدمهم سبقاً للإسلام وأكثرهم علماً وفقهاً، وأبلغهم لساناً وبياناً وأشدهم بأساً وشجاعة، وبعد أن ألمت الفتنة بالمسلمين، فقبل علي أن يبايعوه، ورفض أن يبايعه الناس قبل دفن عثمان رضي الله عنه، وعن قيس ابن عباد قال: شهدت عليا يوم الجمل يقول: «اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، ولقد طاش عقلي يوم مقتل عثمان وأنكرت نفسي وأرادوني على البيعة، فقلت: والله لأستحيي من الله أن أبايع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد، فانصرفوا، فلما دفن رجع الناس إليَّ فسألوني البيعة، فقلت اللهم إني مشفق مما أقدم عليه ثم جاءت عزيمة فبايعت، فلقد قالوا: يا أمير المؤمنين فكأنما صدع قلبي، فقلت اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©