شرم الشيخ-الاتحاد ووكالات الانباء: دعا الرئيس المصري حسني مبارك امس الى اصلاح ديموقراطي متدرج في المنطقة لا يؤدي الى الفوضى، واكد في كلمة افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط الذي بدا اعماله في شرم الشيخ بحضور حوالى 1500 شخصية عالمية يمثلون 46 دولة ضرورة ان يكون الاصلاح نابعا من داخل المنطقة ومن فوق ارضها ويتبنى نهجا حكيما متدرجا يضمن استمراره ويحاذر من طفرات متسرعة تتعجل نتائجه فتؤدي الى الفوضى وانتكاس مسيرته· ودعا مبارك الى السلام والاستقرار في الشرق الاوسط مؤكدا ان شعوب المنطقة تتوق اليه، وقال إن رياح التغيير في المنطقة لن تكتمل نتائجها دون مواجهة ما تزخر به بؤر للتوتر ما بين توقف عملية السلام والوضع في العراق والجدل الدائر حول برنامج ايران النووي والوضع في دارفور والاحتقان بين سوريا ولبنان· مشددا على ان الاصلاح في المنطقة لن يكون الطريق الى تسوية للقضية الفلسطينية بل العكس هو الصحيح، ومؤكدا أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية الحاكمة لأمن الشرق الأوسط واستقراره، داعيا بهذا الصدد المجتمع الدولي إلى الإضطلاع بمسؤولية التعامل الجاد مع القضية دون إبطاء، ولافتا الى ان بلاده ستواصل دفع عملية السلام على حتى اغلاق ملف الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأبد وارساء نظام متكافئ للأمن الإقليمي وفتح الطريق أمام تعاون مثمر وبناء بين كافة دول وشعوب المنطقة دون استثناء·
وطالب مبارك القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المشاركة في المنتدى بالتمعن فيما تمتلكه المنطقة الواعدة من ثروات وإمكانيات واستشراف آفاق المستقبل وآماله وعدم الاستسلام لدعاوى اليأس والتشكيك والاحباط، وقال إن المنطقة تمتلك ثروة بشرية كبيرة قادرة على صنع غد جديد وقاعدة صناعية آخذة في النمو والاتساع، كما تمتلك سوقا ضخمة لتجارة العالم واستثماراته وثروات ضخمة واحتياطات هائلة من البترول والغاز والمعادن وتسهم بإنتاجها من النفط في نمو الاقتصاد العالمي واستقراره·
وأعرب مبارك عن القلق إزاء تنامي 'الحمائية' بعدد من الدول المتقدمة وانعكاساتها على جهود الدول النامية للاندماج في الاقتصاد العالمي وما نتج عنها من تباطؤ مفاوضات جولة الدوحة وما ستؤدي إليه من تباطؤ نفاذ منتجات الدول النامية لاسواق العالم المتقدم، وقال إن المنتدى يؤكد العلاقة الترابطية بين السلام والازدهار والعلاقة المماثلة بين سلام وأمن الشرق الاوسط والامن الاورومتوسطي والاورو-أطلنطي وانعكاسات الوضع في المنطقة في العالم على السلم والامن الدوليين وعلى استقرار ونمو الاقتصاد العالمي برمته، لكنه اضاف ان الطريق لا يزال طويلا امام المنطقة لمواصلة بناء ديمقراطيتها وتطوير وتحديث مجتمعاتها وتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية· واكد ان مصر تمد يدها الى الجميع من اجل عالم اكثر سلاما واستقرارا وعدلا تقترن فيه الدعوة لنشر الديمقراطية داخل الدول بدعوة مماثلة لديمقراطية التعامل الدولي داخل المنظمات الدولية ويتصدى لمخاطر الارهاب وشروره ولا يرضخ لابتزازه ويحاصر مظاهر العنصرية والتمييز والتطرف ويواجه دعاوى التعصب وصدام الحضارات ويطلق حوارا جادا بين كافة الشعوب يقوم على التكافؤ والاحترام المتبادل ويعلن الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل·
واكد مؤسس منتدى دافوس الرئيس التنفيذي للمنتدى كلاوب شواب ان حرص اكثر من 1500 من قيادات العالم فى شتى المجالات على المشاركة في منتدى شرم الشيخ رسالة قوية من المجتمع الدولي بالثقة فى مصر واستقرارها وقوة اقتصادها، داعيا الى تركيز حوارات المنتدى على ملامح الامل التى تهب على المنطقة حيث هناك روح جديدة تركز على المناهج الايجابية والعملية التي تسعى الى تنفيذ برامج الاصلاح فى مختلف المجالات واللحاق بالدول المتقدمة والاخذ بالتقنيات الحديثة·
وأوضح شواب انه بعد 30 عاما من دافوس فان المنتدى يحمل معه رسالة لدول الشرق الاوسط تتمثل فى ان الحوار افضل من المواجهة وانه ينبغي دعم جهود التفاهم والتعاون المشترك بين السياسيين ورجال الاقتصاد والمال والاعمال في المنطقة في اطار مجتمع سلمي ينشد التطوير ومواجهة التحديات وحل المشكلات باسلوب العصر القائم على المشاركة·
واكد ضرورة معالجة قضية البطالة في المنطقة، وقال ان هناك ضرورة لتوفير 100 مليون فرصة عمل جديدة فى المنطقة بحلول 2020 لمواجهة الاعداد المتزايدة التى تدخل سوق العمل سنويا·
وسيركز المنتدى الذي اطلق عليه اسم 'دافوس الشرق الاوسط' والذي يعقد تحت شعار 'وعد لجيل جديد' ويستمر 3 ايام على ارتفاع اسعار النفط والتحديات التي تواجه الاجيال الجديدة· وستتخلل المنتدى حلقات عمل حول 'دولة القانون والديموقراطية' و'تحديات التوظيف والهجرة' و'السلام والامن والعلاقات الدولية' و'الشباب والثقافة والهوية'· وتشارك شركة 'إعمار' العقارية الإماراتية في المنتدى في إطار إلتزامها باتفاقية التعاون الموقعة مع المنتدى باعتبارها شريكا مؤسسا لاجتماعات المنتدى لمنطقة الشرق الوسط التي انطلقت قبل أربع سنوات·
وسيشهد المنتدى على هامش اعماله اليوم لقاء مرتقبا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز، حيث لم يجر دعوة ممثلين من حركة 'حماس' للمشاركة في المؤتمر· في وقت سيعقد للمرة الاولى مؤتمر مواز 'مناهض لدافوس' في مقر اتحاد الصحافيين في القاهرة تشارك فيه احزاب عربية معارضة ومنظمات في المجتمع المدني·
عدد اليوم
