الكويت - يوسف علاونة:
قرر نواب المعارضة الكويتية (29 نائبا) امس مقاطعة الجلسة البرلمانية الخاصة التي طلبت الحكومة عقدها غدا الاثنين لاعادة مناقشة مشروع القانون الانتخابي الجديد، لكنها اكدت في الوقت نفسه عزمها المضي قدما في مساءلة رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح في الجلسة التي حددها البرلمان في 29 مايو· وقال النائب ورئيس مجلس الامة السابق احمد السعدون امام تجمع شعبي مساء امس الاول 'لن نتراجع ولن نحضر الجلسة غدا وسنستجوب رئيس الوزراء'· والجلسة كانت طلبتها الحكومة بعد يومين فقط من احالة مجلس الامة مشروع قانون الصيغة العشرية للدوائر الانتخابية الى المحكمة الدستورية وهو الامر الذي اسفر عن انسحاب نواب المعارضة الذين يدعمون الصيغة الخماسية للدوائر من قاعة البرلمان·
وغلب على تكتل الـ29 نائبا المعارض التمسك بحل وحيد للأزمة هو مقترح الدوائر الخمس بعيدا عن الغرق في جدالات لن تقود إلى حل قريب جراء الخلافات التي ستنجم عن الصيغة العشرية حتى وإن قبلت الحكومة سحب طلبها من المحكمة الدستورية وسط ضغط شعبي واسع يساند مطلب الدوائر الخمس· وأقسم نواب كتلة التغيير المؤيدون للتقليص 'على ألا تنازل عن الدوائر الخمس ولا التخلي عن كتلة التغيير ولا التراجع عن دعم الاستجواب إلا بتحقيق الإرادة الشعبية بتعديل الدوائر'· وجدد هؤلاء والقوى السياسية المؤيدة خلال التجمع أمام مجلس الأمة تأكيدهم على مقاطعة جلسة الغد، مؤكدين استمرارهم في تقديم الاستجواب ضد رئيس مجلس الوزراء فضلا عن طرح الثقة·
واتفق النواب الـ29 على أن الإصلاح لن يتوقف على الدوائر الخمس بل سيشمل قضايا أخرى، وقال النائب عادل الصرعاوي أن من بين القضايا المقبلة التي يجب أن يتصدى لها النواب والقوى السياسية هي ملف شركة هاليبرتون الأميركية ومبيعات مشتقات نفطية لها خلال الحرب في العراق· وقال نائب رئيس البرلمان مشاري العنجري إن الحكومة أثبتت عدم جديتها في الإصلاح، واصفا جلسة الغد النيابية بأنها تهدف لخلط الأوراق وليس لإصلاح النظام الانتخابي·
وقال النائب احمد السعدون إن الإحالة التي تمت إلى المحكمة الدستورية هدفها صب الزيت على الاستجواب، مشيرا إلى أن الاستجواب هدفه وقف العبث السياسي ولا تراجع عنه· وأصر متحدثون آخرون على أن الحكومة لن تستطيع اختراق التكتل النيابي أو شق صفوفه· واستجابة لهتافات الحضور اقسم النائب مسلم البراك على انه مع الدوائر الخمس ومع الاستجواب وطرح الثقة برئيس الوزراء إن لم تأت الحكومة بالدوائر الخمس·
ونفى النائب خالد العدوة أن يكون هناك انشقاق في كتلة الـ،29 مؤكدا انه مع استجواب رئيس الوزراء ومع الخمس دوائر والدائرة الواحدة أيضا إذا طرحت، وقال 'من يقرر مصير الشعب هو البرلمان المنتخب من قبل الشعب أما المجلس المعين فإنه لا يقرر مصير هذا الشعب'، واضاف 'أقول لرئيس الحكومة ليس هكذا تورد الإبل'، داعيا الحكومة إلى سحب طلب الإحالة وتقديم مشروع الدوائر الخمس والتصويت معه أو الامتناع عن التصويت ليقرر الشعب ماذا يريد·
وقال أمين عام الحركة الدستورية الإسلامية (الإخوان) بدر الناشي 'إن قطار الإصلاح السياسي انطلق وأولى محطاته هي الدوائر وقطار الإصلاح لن يقف على الرغم من محاولات المفسدين'، واضاف 'ليس أمام الحكومة خيارات كثيرة فإما أن تستجيب للرغبة الشعبية العارمة وتتخلى عن مناوراتها الفاشلة وإما أن تتحمل الاستجواب القادم لها'·
وأعرب رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي من جانبه عن الأمل في الوصول الى نتيجة خلال الجلسة الخاصة للمجلس غدا الاثنين لانهاء الازمة السياسية وفق اسلوب ديمقراطي ارتضى الكويتيون الاحتكام اليه، ورأى ان هناك تناقضات في التصريحات التي أدلى بها بعض النواب مع وجهات نظرهم ولا يستطيع قراءة ما في القلوب، ولا معرفة الاراء الا من خلال الاسلوب الديمقراطي داخل قبة البرلمان بالتصويت الديمقراطي الذي يمكن من معرفة التوجهات بصورة واضحة وغير مخفية· وقال انه في حال عدم توافر النصاب لجلسة الغد بحضور 33 عضوا فلن تعقد الجلسة·
عدد اليوم
