سعيد ياسين (القاهرة)
تقام حالياً الدورة الـ33 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط «7 إلى 12 أكتوبر»، وسط حالة من الصمت لا تتناسب مع واحد من المهرجانات المهمة عربياً، والذي كان حتى وقت قريب قبلة للعديد من الفنانين والمخرجين والمنتجين، ولكن يبدو أن تقلص ميزانيته بدرجة كبيرة، وتقليص عدد أيامه من سبعة إلى خمسة أيام فقط، وإقامته في ظروف غير مناسبة أثر سلباً، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، فهو يقام بعد أيام قليلة من «الجونة السينمائي» الذي توافرت له دعاية غير مسبوقة وميزانية ضخمة، وجوائز كبيرة للأفلام المشاركة، واستمر لمدة أسبوع بحضور غالبية الممثلين والمخرجين المصريين والعرب، وحضور صحفيين بالجملة من غالبية الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية تسابقوا في نقل كل تفاصيله، وهو ما لم يحدث مع «الإسكندرية السينمائي» الذي تزامنت دورته الحالية مع إقامة مهرجان «مالمو للسينما العربية» الذي يدعو عدداً كبيراً من الفنانين والمخرجين والنقاد المصريين الذين فضلوا الذهاب إليه عن «الإسكندرية»، كما تأثر المهرجان سلباً بدرجة كبيرة بسبب إقامته قبل يوم واحد من مباراة مهمة ومصيرية للمنتخب المصري لكرة القدم مع منتخب الكونغو، والتي فاز بها المنتخب وصعد إلى نهائيات كأس العالم في روسيا بعد غياب 28 عاماً، وتراجعت الدعاية اللازمة للمهرجان بصورة كارثية وهو ما وضح في الحضور النادر سواء للأفلام المعروضة أو لندوات المكرمين من فنانين ومخرجين ومصورين، وقبل كل هذا بداية العام الدراسي الجديد الذي استحوذ على اهتمام كل الأسر.
ورغم أن رئيس المهرجان الناقد الأمير أباظة أكد أنه تعمد إقامة الدورة الحالية لتتزامن مع احتفالات نصر أكتوبر المجيد، إلا أنه لابد من إعادة النظر في توقيت المهرجان والذي يفترض أنه يأتي في الأهمية سواء الفنية أو الجماهيرية في المرتبة الثانية بعد «القاهرة السينمائي الدولي»، حيث إن إقامة المهرجان في الصيف كما كان يحدث في السابق كان يضمن له حضوراً جماهيرياً طيباً، خصوصاً وأنهم كانوا يقضون أوقاتهم في هذا التوقيت في مصايف الإسكندرية.
وجاءت الدورة الحالية تحت شعار «السينما والهجرة غير الشرعية»، وعرض خلالها 80 فيلماً من 25 دولة، وحملت اسم الفنان حسين فهمي تقديراً لمشواره الفني الذي امتد قرابة نصف قرن، علماً بأن المهرجان بدأ قبل سنوات قليلة تقليداً جديداً، بإطلاق اسم الفنانين المصريين على دوراته، وكان من بينهم نور الشريف ومحمود ياسين ويسرا، على أن تحمل الدورة المقبلة اسم الفنان محمود عبدالعزيز، وحلت إسبانيا ضيف شرف للدورة الحالية التي كرم في حفل افتتاحها المخرج الإسباني أوسكار إبيار، والتونسي فريد بوغدير، والفلسطيني ميشيل خليفي، إضافة إلى خالد يوسف وصفية العمري ومدير التصوير عصام فريد والناقدة نعمة الله حسين وفارس السينما المصرية أحمد مظهر من مصر، وقال الناقد الدكتور وليد سيف إن الدورة الحالية للمهرجان حملت قدراً كبيراً من الانضباط واليقظة والسيطرة على التفاصيل، كما هنأ فريق عمل المهرجان، خاصة سمير فرج وميرفت عمر وسيد محمود وناهد صلاح ومحمد يوسف، وهشام عطوة الذي أخرج حفل الافتتاح بشكل جميل وبسيط، وقد استحق فريق عمل المهرجان التهنئة رغم أنه يعمل بأقل الإمكانيات ليحقق النجاح، ومثلما نهاجم المهرجان على أقل التفاصيل، لابد من تهنئتهم على النجاح وتعديلهم للمسار والاستفادة من التجارب السابقة.
عدد اليوم
