أعرب رئيس إقليم كردستان شمالي العراق مسعود بارزاني، عن قناعته بأن العراق سيتفكك، مؤكداً أنه يخطط لانفصال الإقليم.
وقال بارزاني في حوار مع صحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية في عددها الصادر اليوم الأحد، إن برلمان كردستان يعد الآن لاستفتاء على استقلال الإقليم، وإنه لا يتوقع معارضة الولايات المتحدة لذلك.
وأضاف «الاستقلال هو الحق الطبيعي لأي أمة وقبل أن نعلن الاستقلال، سنسأل الشعب أولاً»، وذكر أن العلاقة بين كردستان وتركيا تحسنت خلال الأعوام العشرة الماضية بصورة هائلة، وهي الآن حسنة للغاية، وتركيا يمكن وصفها بأنها «جار جيد».
ورأى بارزاني أن تفكك العراق أمر لم يعد ممكناً إيقافه، قائلاً «لدينا هنا هوية كردية وأخرى سنية وثالثة شيعية ورابعة مسيحية، لكن ليس لدينا هوية عراقية. والوضع الحالي في العراق يتسم بالتهديد بالنظر إلى تقدم ميليشيات الدولة الإسلامية الإرهابية بسبب السياسة الخاطئة للحكومة الشيعية في بغداد».
وأضاف أنه لو لم يتجاهل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته الثانية نوري المالكي مشكلات العراق طوال 8 سنوات لربما كان الوضع الآن أفضل.
من جانب آخر، رأي محللون سياسيون أن الحكومة التركية التي أطلقت عملية سلام مع «حزب العمال الكردستاني» الانفصالي المحظور الناشط في مناطق الأقلية الكردية جنوب شرق تركيا لم تعد تخشى إقامة دولة كردية مستقلة مجاورة في العراق.ويأمل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، المرشح لانتخابات الرئاسة التركية يوم 10 أغسطس المقبل، في كسب تأييد داخل الأقلية الكردية المقدر عددها بنحو 15 مليون نسمة.
وقال خبير شؤون العراق في «مركز الدراسات الاستراتيجية حول الشرق الأوسط» في أنقرة بلغاي دومان، إن دعم وحدة أراضي العراق لم يعد يخدم مصالح تركيا. فتركيا تدرك أن العراق لا يمكن أن يظل متحداً.
وأضاف، متحدثاً لوكالة «فرانس برس» أمس «تركيا ليست لها حليف أفضل من الأكراد في المنطقة. فإقامة دولة كردية مستقلة ستشكل منطقة عازلة لمواجهة التهديد الإسلامي (المتشددين)».
وتابع «تركيا لم تعد تخشى أن تؤدي مطالب الاستقلال من قبل أكراد العراق إلى إقامة كردستان كبيرة، لأن الأكراد في المنطقة (العراق وسوريا وتركيا وإيران) ليسوا موحدين».
وخلص إلى القول «ليس من مصلحة أردوغان أن يثير عداء أكراد شمال العراق لأنه بحاجة إليهم من أجل النفط والسلع التي يصدرها إليهم».
كما يحمل تصريح أدلى به المتحدث باسم «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا مؤخراً لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية على الاعتقاد بأن بلاده ستقبل استقلال إقليم كردستان.
وقال المحلل في «مجموعة الأزمات الدولية» هيو بوب «إن تركيا بلد مختلف جداً عن العراق، على الأقل لأن حزب العدالة والتنمية يسيطر على قرابة نصف أصوات الأكراد وأيضاً لأن نحو نصف أكراد تركيا يقيمون في غرب البلاد». وأضاف «هناك فرص كبيرة لأن يؤدي برنامج ديمقراطي عادل قائم على نوع من اللامركزية المنظمة في البلاد، إلى الحفاظ على وحدة أراضي تركيا وازدهارها». (برلين، أنقرة - وكالات)
عدد اليوم
