الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تسريع صادرات الغاز الأميركي

20 يونيو 2013 00:22
جون باراسو عضو «جمهوري» بلجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس الشيوخ الأميركي عندما يلتقي أوباما نظيره الروسي في قمة مجموعة الدول الثماني العظمى المنعقدة الآن في إيرلندا الشمالية، سيكون الضوء مركزاً على مقاربة الدولتين المختلفتين اختلافاً جذرياً فيما يتعلق بصادرات الغاز. ففي حين تواصل روسيا تصدير غازها الطبيعي، وتهيمن على السوق الأوروبية؛ تواصل الولايات المتحدة موقفها، الذي يتسم بالبطء الشديد في الموافقة على طلبات صادرات الغاز. وما يجب قوله إن خطواتنـا البطيئة والمتكاسلـة في هذا الصدد تؤثر على الأمن الاقتصادي والقومي للولايات المتحدة. فعندمـا سافرت في الآونة الأخيرة لأذربيجان، ودول الخليج العربي وأوروبا الشرقية، لإجراء أبحاث حول موضوعات الطاقة، لاحظت اليد الثقيلـة للنفوذ الروسي في هذا المجال. فتحكم روسيا، وسيطرتها على سوق وأسعار الغاز، ينتج عنه أن بعض الدول الحليفة لنا تدفع أسعاراً باهظة للحصول على احتياجاتها من الغاز، وهو ما يؤدي للحد من قدرتها التنافسية في المجال الاقتصادي، وعلى نوعية الحياة التي يحياها مواطنوها. في الوقت نفسه، نجد أن الأموال الطائلة التي يحصل عليها بوتين، مقابل الطاقة المصدرة بأسعار مرتفعة يتحكم هو في تحديدها، تعزز مركزه داخل روسيا. وليس بنا حاجة للقول هنا إن بوتين القوي، وروسيا المسيطرة على سوق الطاقة، ليسا في صالح تعزيز المصالح الأميركية. لدى الولايات المتحدة في الوقت الراهن فرصة نادرة، للقيام- في وقت واحد- بمساعدة حلفائها وتعزيز سياستها الخارجية، وخلق وظائف تشتد الحاجة إليها في الوطن، وذلك من خلال تصدير كميات وفيرة من الغاز الطبيعي الأميركي. والسؤال المهم في هذا السياق هو ما إذا كانت إدارة أوباما ستسمح بذلك أم لن تسمح؟ يمكن لمصدري الولايات المتحدة تصدير كميات كبيرة من الغاز المسال، ولكن العملية للأسف الشديد غالباً ما تقترن بتأخير قد يستغرق سنوات في بعض الأحيان من جانب وزارة الطاقة قبل أن تمنح موافقتها على طلبات المصدرين. ومن أجل تسريع هذه العملية قدمت مقترحاً لإصدار تشريع في هذا الشأن، حصل على موافقة من الحزبين، سيساعد على توفير موافقة أسرع على تصدير الغاز المسال لدول حلف «الناتو»، واليابان، وغيرها من الدول الحليفة والصديقة. معارضو زيادة صادرات الطاقة يشملون، كما هو متوقع البيئيين المتطرفين الذين يحجمون عـادة عن الموافقـة على أي تطوير للطاقة فـي الولايات المتحدة. وهؤلاء البيئيون المتطرفون وحدوا صفوفهم في هذا الشأن مع بعض المشروعات الكبرى، التي ينتابها القلق من أن تؤدي صادرات كميات كبيرة من الغاز إلى رفع أسعارهـا في الولايات المتحدة ذاتها. ويشار في هذا السياق إلى أن أوباما في خطابه الأول عن حالة «الاتحاد» قال إن الولايات المتحدة ستضاعف صادراتها من الغاز بحلول عام 2015، وقال محذراً في هذا الخطاب: «إذا اكتفت الولايات المتحدة بالجلوس على الخطوط الجانبية في الوقت الذي تستمر فيه دول أخرى في توقيع الصفقات التجارية، فإننا سنفقد فرصاً ثمينة لخلق الوظائف على سواحلنا». وإذا كان الرئيس جاداً فيما يتعلق بمضاعفة صادرتنا، فإن إدارته ستسير على هذه الحقائق التي كشفت عنها دراسة وزارة الطاقة. وإذا كان جاداً بشأن تعزيز سياسة الولايات المتحدة الخارجية، ومساعدة حلفائنا، فسيعمل من أجل تقويض السيادة الروسية على أسواق الطاقة العالمية. وإذا كان جاداً حول خلق وظائف جيدة، فسيقول لوزير الطاقة إنه يجب عليه الموافقة في أسرع وقت ممكن على الطلبات المعلقة البالغ عددها عشرين طلباً، لتصدير الغاز المسال. فنحن لا نستطيع أن ندع هذه الفرصة تضيع بسبب تردد واشنطن. ينشر بترتيب خاص عن خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©