عواصم-وكالات الأنباء: انقسم الفرقاء الغربيون بشأن التفاوض مع إيران في الوقت الذي طالب الأوربيون الولايات المتحدة بحث بيع طائرات جديدة لايران في اطار مجموعة مقترحة من الحوافز تهدف لانهاء الازمة مع طهران بشان برنامجها النووي، كما طالبوا بإجراء حوار إقليمي تشترك فيه طهران، فيما أعلنت طهران أنها ستردعلى المقترح الأوروبي عندما تتسلمه· وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان أميركا واوروبا منقسمتان بشأن التفاوض مع ايران في ظل رفض ادارة الرئيس بوش لعرض اوروبي جديد يشمل ضم ايران لاطار امني في الشرق الاوسط مقابل تخليها عن انشطتها النووية· وافادت الصحيفة نقلا عن دبلوماسيين من الطرفين ومسؤولين آخرين ان ادارة بوش لا تزال ترفض فكرة حماية الشركات الاوروبية من عقوبات تفرضها واشنطن إذا تعاملت مع ايران وهي فكرة مطروحة في العرض الاوروبي·
وقالت إن الخلافات في التفاوض تطغى على احتمال التوصل لاتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي في وقت تتفاقم فيه التوترات بشأن عدم مرونة ايران· وابلغ الدبلوماسيون الصحيفة ان اوروبا والولايات المتحدة وروسيا لم تتفق بخصوص ضرورة فرض عقوبات على ايران إذا استمرت في تحديها· وقال مسؤولون اميركون واوروبيون ان المقترحات الاوروبية للتعامل مع ايران نقلت إلى الولايات المتحدة الخميس وان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ومسؤولين آخرين يدرسون هذه المقترحات·
وسيجري خلال اجتماع للمبعوثين الكبار في لندن بحث مسألة العقوبات في حال استمرار الانشطة النووية الايرانية التي يشتبه في انها جزء من برنامج للاسلحة النووية· وتوقع بعض المسؤولين الاوروبيين ان تستمر المحادثات حتى الصيف· وتابعت الصحيفة ان المتشددين في ادارة بوش ليسوا متحمسين لتقديم اي نوع من الضمانات الامنية لايران بما في ذلك إطار اقليمي للشرق الاوسط طرحه الاوروبيون· ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اوروبيين القول إن الخطة ستشمل نوعا من الضمانات بأنه لن تكون هناك محاولة للاطاحة بالحكومة من خلال هجوم خارجي ولا من خلال التدمير· وقال نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الاميركية ان أميركا تلقت مجموعة الحوافز الاوروبية لحل الازمة النووية الايرانية ولكنها لم تقرر موقفها بعد·' واضاف انه سيسلم الرد الاميركي خلال اجتماع لمسؤولين سياسيين من القوى الكبرى في لندن يوم الاربعاء المقبل·
وطالب اعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ الاميركي الرئيس جورج بوش الأول من أمس ان يأمر بتقرير جديد من المخابرات الاميركية بشأن ايران لتجنب الاخطاء التي شابت التقديرات التي سبقت الحرب في العراق· وبعث خمسة ديمقراطيين برئاسة هاري ريد زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ برسالة الى بوش طلبوا فيها تقييما جديدا للمخابرات الوطنية· ويريد الديمقراطيون ان يعالج هذا التقييم عدة نقاط من بينها البرنامج النووي الايراني وقدراتها العسكرية والدفاعية·
واظهرت نسخة من العرض الذي ينوي الاوروبيون طرحه على ايران الجمعة المقبلة، ان الاتحاد الاوروبي مستعد لمساعدة ايران على بناء مفاعلات عدة بالمياه الخفيفة وانشاء خزان للوقود النووي ، ويمكن لروسيا تخصيب اليورانيوم الايراني على اراضيها في اطار شراكة اضافية· وتؤكد الوثيقة كذلك 'حق ايران المشروع في الطاقة النووية لغايات سلمية' لكنه يشدد على ان طهران يجب ان تتعاون بالكامل مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية و'تعليق كل نشاط مرتبط بالتخصيب·
وقال دبلوماسي غربي إن الولايات المتحدة التي تعتبر ان ايران تستخدم برنامجها النووي المدني لتغطية نشاطات قد تسمح لها بامتلاك السلاح الذري، تدعم الاقتراحات الاوروبية 'بشروط معينة'· وشدد دبلوماسي اوروبي على ان النص الذي اعدته الترويكا الاوروبية 'يتحدث عن الامن لكن عبارة 'ضمانات امنية' غير واردة فيه لان واشنطن لن تقبل بذلك·من جهة اخرى يتوقع الا تتعامل الشركات الاوروبية التي بامكانها توفير مفاعلات المياه الخفيفة مع ايران ما لم تحصل على ضوء اخضر من واشنطن· والدول الغربية مستعدة من جهة اخرى لتسهيل ابرام اتفاق على صعيد التجارة والطاقة بين ايران والاتحاد الاوروبي ورفع القيود على شراء طهران لاسطول طائرات مدنية حديثة·وأبدت الاوساط الدبلوماسية تشاؤما حول امكانية التوصل الى اتفاق يقبله الطرفان اذ ان ايران رفضت مسبقا اي شرط يطالبها بتعليق التخصيب ·وقال دبلوماسي غربي ان روسيا والصين اللتين تقيمان علاقات مميزة مع ايران 'ستصران على الارجح على ادخال تعديلات على النص'·وقال دبلوماسي كبير انه بسبب الخوف من مواجهة مشكلات مع القانون الاميركي يسعى الاوروبيون الى الحصول على 'ضمانات خطية' بأن واشنطن لن تعاقب الشركات الاوروبية اذا استثمرت أموالا في إيران· واستبعد المسؤولون الاميركيون اجراء محادثات مباشرة مع ايران بالاضافة الى ضمانات امنية لها·
وفي طهران صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي أمس ان ايران ستعلق على مقترحات الاوروبيين المتعلقة بحل ازمة البرنامج النووي الايراني عندما تتسلمها· وقال إن 'اي تعليق او حكم او تقدير في هذه المرحلة يمكن ان يعقد الوضع مستقبلا·نحن بحاجة لانتظار تقديم العرض رسميا'·
عدد اليوم
