السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مصريون لـ «الإخوان»: كفّوا عن تصدير مشاكلكم الداخلية واقرؤوا التاريخ

مصريون لـ «الإخوان»: كفّوا عن تصدير مشاكلكم الداخلية واقرؤوا التاريخ
20 يونيو 2013 14:13
عبّرت شخصيات مصرية مقيمة في الإمارات عن استيائها الشديد من تصريحات عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وزعيم الأغلبية بمجلس الشورى المصري، تجاه دولة الإمارات. ووصفوا هذه التصريحات بأنها قفز على الواقع، وصرف للأنظار عما تواجهه “جماعة الإخوان” من مشكلات داخلية، في ظل السخط الشعبي الذي يتزايد ضدها يوماً بعد يوم. وقالوا: إن مثل هذه التصريحات خطأ تاريخي، وكلام يفتقر إلى الموضوعية والصواب، من شخص اعتاد إطلاق العنان لتصريحات غير مسؤولة لا تمثل الشعب المصري، خاصة في ظل العلاقة الوطيدة مع الأشقاء في دولة الإمارات. وفيما اعتبر البعض في تصريحات لـ”الاتحاد” مثل هذه التجاوزات جزءاً من خطة ممنهجة لإضعاف مصر والأمة، في إشارة إلى ما قد تحدثه من تداعيات، في وقت تعاني فيه القاهرة ظروفاً صعبة، شدد آخرون على المكانة الغالية لدولة الإمارات العربية المتحدة في قلوب المصريين جميعاً، منوهين بمواقفها العظيمة تجاه بلادهم على مدى العقود الماضية. واستذكروا المقولة الشهيرة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، أثناء حرب أكتوبر: “البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي”. وفي هذا السياق، نصحوا من يفكّر في الإساءة لدولة الإمارات بأن يقرأ التاريخ جيداً، ويكفّ عن التصريحات “غير المسؤولة”، على حد قولهم. وأسهبوا في ذكر مواقف الإمارات تجاه بلادهم، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة”حفظه الله، وآخرها أمر سموه ببناء مشروع سكني يوفر 13 ألفاً و500 وحدة سكنية للشباب الخريجين في مصر، حيث تم توقيع اتفاقية في هذا الشأن، إلا أن الحكومة المصرية أجلت الموافقات منذ أكثر من عام من دون إبداء أسباب واضحة. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تشنّ فيها قيادات إخوانية هجوماً على دولة الإمارات وشعبها، فقد سبق للعريان نفسه أن شنّ هجوماً مماثلاً، على خلفية الخلية الإخوانية المقبوض عليها، رغم تأكيدات أن القضية بيد القضاء، الذي لا تتدخل بعمله السلطات. وكانت الخارجية المصرية أكدت في بيان رسمي بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط مؤخراً، قال فيه المتحدث الرسمي باسمها: إن علاقات مصر والإمارات تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وليس من الممكن أن تنال منها تصريحات هنا أو هناك. في البداية، أعرب المهندس عبدالرحمن مخلوف مدير دائرة تخطيط المدن سابقاً، عن استيائه الشديد وغضبه من التصريحات التي أطلقها الدكتور عصام العريان زعيم الأغلبية بمجلس الشورى المصري ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة، والتي أساء فيها لدولة الإمارات العربية المتحدة. واعتبر هذه التصريحات نكراناً للجميل، في إشارة إلى مواقف الإمارات البارزة تجاه مصر خاصة في أزماتها ومحنها. ووصف هذه التصريحات بأنها هروب من الواقع، وتصدير للمشكلات الداخلية، خاصة في ظل السخط الشعبي الذي يتزايد يوماً بعد يوم تجاه حكم “الإخوان”. وقال مخلوف: إن ما حدث أمر يثير الغضب ولا يمكن استيعابه بأي حال، حيث إن العلاقات المصرية الإماراتية تاريخية وأخوية، داعياً المصريين إلى التصدي لمحاولات الوقيعة بينهم وبين أشقائهم الإماراتيين. وأضاف أن التاريخ يقف شاهداً على زيارات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومواقفه التي يعلمها الشعب المصري كله، والتي زرعت المحبة في قلوب الجميع لشعب الإمارات الوفي. وتطرّق إلى مشهد زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد إلى محافظة الإسماعيلية، مضيفاً أنه لن ينسى تلك اللحظات التي اندفعت فيها الجماهير المصرية لاستقباله، وخرجت لتحيته، فيما كان الراحل العظيم يلقي عليهم التحية بكل محبة وأخوة. وأشار إلى أن القيادة الرشيدة في الإمارات، ومنذ تأسيس الدولة، تتمتع بالسياسة الحكيمة والمشاعر الإسلامية الصادقة، التي ترتبط بزايد الخير والنماء والعطاء، والتي كانت ولا تزال سنداً وذخراً للأمة العربية في جميع الظروف، ورسخت من مكانة الإمارات المرموقة على الصعيد الدولي، من خلال مواقفها ومساهماتها الإنسانية مع أشقائها وأصدقائها وكل شعوب العالم. شخص واحد من جهته، وصف المهندس إبراهيم جابر، مالك الجناح المصري في القرية العالمية بدبي، علاقات بلاده مع الدولة بالتاريخية، معتبراً أن التأثير على هذه العلاقات أمر صعب، خاصة في ظل الوشائج التي تجمع الشعبين والتي وجدت كل دعم من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهو ما يسير عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. ووصف تصريحات “العريان” بأنها خطأ في التاريخ ذاته، لأنها تفتقر إلى الموضوعية، لافتاً إلى تصريحات سابقة “غير مسؤولة”، بشأن اليهود، واصفاً هذه التصريحات بأنها لا تعبر إلا عن شخص واحد فقط، هو “العريان” نفسه، مؤكداً أن المصريين يعرفون دولة الإمارات جيداً، قيمة وقامة، ويكنّون لها ولأهلها كل محبة ومودّة. وشدّد على أن دولة الإمارات ستظل في مكانتها غالية على قلوب المصريين، الذين يعتزّون بها، وبمواقفها العظيمة على مدى العقود الماضية، وكرمها وكرم شعبها. واعتبر جابر أن مثل هذه التصريحات تعد جزءاً من خطة ممنهجة لإضعاف مصر والأمة العربية، في إشارة إلى ما قد تحدثه من أزمات، وتداعيات سلبية، في وقت تشهد فيه مصر ظروفاً وصفها بـ”الحرجة”، مشدّداً على رفض جموع المصريين التعدي على أي شعب آخر، خاصة شعب الإمارات الوفي والنبيل، مؤكداً أن مثل هذه التصريحات بعيدة تماماً عن أخلاق أهل أرض الكنانة. مهاترات في السياق ذاته، قال الدكتور رأفت حسين (طبيب): “إنني أعيش في دولة الإمارات منذ أكثر من 20 عاماً، ولم أشعر يوماً بضيق أو بمشاعر سلبية تجاهي من الشعب الإماراتي، بل أجد كل الترحيب والتشجيع، لأن هذه صفات أهل الخير والكرم”. وقال إن تصريحات “العريان” تسببت في الكثير من الأذى النفسي له ولأهل بيته، وأسرته، خاصة أنه يعرف الإمارات والإماراتيين جيداً، داعياً إلى الكف عما وصفه بـ”المهاترات”. وأشار إلى أنه كان من جنود الجيش المصري في حرب أكتوبر 73، وكان يستمع إلى “الراديو” الذي حمل عبر أثيره موقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي تجسد في مقولته التاريخية “البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي”، واصفاً هذه الكلمات بأنها كانت الدافع والحافز له ولزملائه على مواصلة القتال، حيث شعر الجنود بأن الأمة العربية كلها خلفهم وتساندهم. وقال: “لم ولن أنسى مشاعر الجنود، وهم يستمعون للإذاعة، ومواقف الزعماء العرب، وموقف زايد الخير، الذي ينمّ عن أصالة الشعب الإماراتي وقياداته على مرّ التاريخ”. ووصف حسين مثل هذه التصريحات بأنها “غير مسؤولة”، معتبرها في الوقت نفسه “صغائر”، لن تعكر صفو العلاقات بين الشعبين الإماراتي والمصري. ضعف العلاقات من ناحيته، أعرب الدكتور محمد فوزي بدران (طبيب) عن أن الهدف من تصريحات “العريان” التأثير على العلاقات العربية- العربية التي نحن بحاجة إلى زيادة قوتها، وليس ضعفها؛ الأمر الذي يدل على أنها تصريحات غير مسؤولة. وتابع: “أقيم في الإمارات منذ عام 1990، وعملت في وزارة الصحة، ثم أنشأت عيادتي الخاصة، وشاهدت بعيني حجم الدعم المقدم لعلاج المقيمين في الدولة ومنهم المصريون، والمساعدات الطبية التي تقدم في الخارج، ومنها في وقت الحج، حيث تقدم العناية الطبية لأي مسلم يحتاج لدواء أو لعلاج عاجل”. وأشار إلى أن القرآن الكريم يدلنا على التآخي والمحبة لا التناحر والتنافر، لافتاً إلى المواقف العظيمة بين مصر والإمارات على مدى التاريخ. من جانبه، نصح المهندس ماهر لمعي رئيس مجلس رجال الأعمال المصريين بعدم الالتفات إلى مثل هذه “الصغائر”، التي لا تعبر عن الشعب المصري، ولا يمكن أن تهتز لها العلاقات الوطيدة والتاريخية بين البلدين. وأشار إلى الأيادي البيضاء لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على مصر، والتي كان آخرها أمر سموه ببناء مشروع سكني يوفر 13 ألفاً و500 وحدة سكنية للشباب الخريجين، حيث تم توقيع اتفاقية بهذا الشأن، إلا أن الحكومة المصرية أجلت الموافقات منذ أكثر من عام، دون إبداء أسباب واضحة. وأشار إلى أنه يعيش في أبوظبي منذ نحو 37 عاماً، ووجد أن حب الشعب الإماراتي لمصر نابع من حب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي له بصمات في كل مكان بمصر من مدن ومشروعات خيرية، كانت موضع تقدير من المصريين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©