الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة «العشرين»... ومحاولات إنقاذ «اليورو»

19 يونيو 2012
يواجه قادة أكبر الاقتصادات العالمية ضغوطاً متزايدة لاتخاذ قرارات حاسمة لإخماد أزمة منطقة "اليورو"، وذلك خلال القمة التي بدأت أمس الاثنين، رغم تراجع التوقعات والتأهب لمشاكل مقبلة تسببها اليونان، فوسط القلق المتفاقم حول ما ستسفر عنه الانتخابات اليونانية التي جرت يوم الأحد الماضي ستلتئم قمة الاقتصادات الكبرى، التي تشكل 90 في المئة من الاقتصاد العالمي، ليومين بمدينة "لوس كابوس" المكسيكية علَّهم يصلون إلى حل للخروج من الأزمة وتهدئة روع المستثمرين. لكن وبرغم الانتظارات تبقى التوقعات بشأن قدرة دول مجموعة العشرين على اجتراح الحل متواضعة في أحسن الأحوال، فما الذي تستطيع لجنة- شكلت نفسها- فعله للاقتصاد العالمي المتعثر؟ يجيب عن هذا السؤال "ماريو بالداراسي"، رئيس لجنة المالية بمجلس الشيوخ الإيطالي قائلاً: "لا شيء، لا تستطيع مجموعة العشرين اتخاذ القرارات الحاسمة". وأضاف في حوار أُجري معه عبر الهاتف "لا يستطيعون اتخاذ قرارات بالنيابة عن أوروبا"، بل حتى أجندة الاجتماع لم تتضح بعد في ظل انتظار الجميع لما ستؤول إليه الانتخابات في اليونان التي تمثل أقل من 0.5 في المئة من الاقتصاد العالمي، وسيدلي اليونانيون بصوتهم فيما يعتبر استفتاء على ما إذا كانت الدولة الواقعة تحت وطأة الديون ستبقى ضمن منطقة "اليورو"، أم أنها ستغادره، ورغم أهمية النتائج في تحديد الصورة، إلا أنها قد لن تنفع كثيراً بسبب الوقت الذي ستستغرقه عملية تشكيل الحكومة لتبقى تساؤلات عديدة مطروحة على الطاولة: مثل هل ستمتحن اليونان صلابة المواقف الألمانية وتفرض عليها إعادة التفاوض حول شروط عملية الإنقاذ؟ وهل ستنخفض كلفة الحصول على الديون العالية في إسبانيا وإيطاليا؟ وهل سنشهد المزيد من سحب الودائع من البنوك؟ وفي هذا السياق يقول "جاكوب كيركجارد"، الباحث بمعهد "بيترسون" للاقتصاد العالمي "سيكون الوضع غائماً إلى أقصى الحدود في أوروبا". ولا يخفي المراقبون قلقهم من تداعيات خروج اليونان من منطقة "اليورو" في وقت يتعرض فيه الاقتصاد العالمي لبعض التراجع بسبب الركود الموجود حالياً في الصين والهند والبرازيل، بالإضافة إلى النمو الضعيف في الاقتصاد الأميركي، والمشكلة بالنسبة للولايات المتحدة أن الاضطرابات الحاصلة في أوروبا تؤثر بشكل مباشر على عملية خلق الوظائف، ما يهدد التعافي الاقتصادي وحظوظ أوباما في إعادة الانتخاب. لذا من المتوقع أن يواصل أوباما ضغوطه على القادة الأوروبيين، وبخاصة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتعزيز النمو، لكن هذه الأخيرة لم تبدِ حتى اللحظة أية مرونة فيما يتعلق بالانتقال من التشديد على التقشف وشد الأحزمة إلى تحفيز النمو الذي يطالب به أوباما وباقي القادة، بل إنها في يوم الخميس الماضي رفضت فكرة إصدار سندات أوروبية مشتركة لتقاسم ديون الدول المتعثرة، قائلة: "إن موارد ألمانيا ليست بدون نهاية". وفي خطوة استباقية لما يمكن أن يحدث للبنوك في حال تفاقمت الأزمة الأوروبية قررت الحكومة البريطانية ضخ المزيد من الأموال في مصارفها، هذا في الوقت الذي يتطلع فيها المستثمرون إلى استجابة منسقة تقودها البنوك المركزية حول العالم، بما فيها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وذلك على غرار ما حدث في الأيام العصيبة من 2008، أما آخرون فينظرون إلى قرارات حاسمة وتقدم ملموس من اجتماع القادة الأوروبيين في قمتهم المقرر عقدها في 28 يونيو من الشهر الجاري ببروكسل. ويتوقع بعض المحللين أن يضع القادة الأوروبيون خططاً واضحة لإنشاء اتحاد مصرفي، بالإضافة إلى خطوات أخرى تدفع في اتجاه اندماج مالي أوثق بين الدول الأوروبية. لكن وبعد اجتماع السنة الماضية لقمة دول العشرين في فرنسا الذي فشل فيه القادة فشلاً ذريعاً في تأمين الأموال الضرورية لاحتواء أزمة الديون الأوروبية يشكك الكثيرون في قدرة تلك القمم على إيجاد الحلول، وهو ما عبر عنه "جوردن سميث"، الوزير السابق في الحكومة الكندية، قائلاً "إذا كانت قمة العشرين العالمية ستنتهي بنفس الكلام عن تجديد التقيد بالالتزامات السابقة، فإني أعتقد أنه سيكون من الصعب عليها استعادة مصداقيتها في المستقبل". وأضاف سميث أن القمة "كبيرة وهناك العديد من الأشخاص يتحدثون في قاعة مغلقة"، إلا أنه ليس كل المراقبين على نفس الدرجة من التشاؤم حيث بدا وزير الخزانة الأميركي، تيموثي جايثنر، أكثر تفاؤلاً بقمة دول العشرين، مؤكداً أن قادة منطقة "اليورو" ينظرون إلى الأزمة بجدية أكبر. وأضاف وزير الخزانة الأميركي أن القادة الأوروبيين سيركزون في القمة على ثلاثة محاور أساسية: الاتحاد المصرفي داخل أوروبا، ودعم مالي لكبح تصاعد كلفة الاستدانة لدى إيطاليا وإسبانيا، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات ولو متواضعة لتحفيز النمو الاقتصادي في القارة. لكن هذه الخطوات لن تكون سريعة بما يكفي لدعم حظوظ أوباما، وليس معلوماً أيضاً حجم المساعدة التي سيتلقاها أوباما في قمة العشرين لإقناع ألمانيا بتغيير مواقفها، ذلك أن ميركل كما يقول "ريتشارد جوان"، الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "منشغلة أكثر برأي الناخبين الألمان أكثر من أي عامل آخر". دون لي محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "إم سي تي إنترناشونال"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©