محمود عبد الله(أبوظبي)
عن منشورات دار ضفاف للنشر البيروتية، صدر للكاتب والشاعر السعودي «محمد الزهراني» رواية تاريخية بعنوان «حبّ في قندهار»، في 150 صفحة، يسلط من خلالها الضوء على مفهوم الجهاد في الإسلام، والفتاوى العبثية التي تقضي بمحاربة الغرب، من خلال رحلة ثلاثة شبّان إلى أفغانستان، وعليه يمكن اعتبار السرد الروائي هنا استثنائياً، ضمن رصيد محكيات «الجهاد» داخل دائرة المتخيل الجماعي وليس المتخيل الفردي، حيث يتمتع الزهراني في روايته هذه، بقدرة مبهرة على المزاوجة بين العمق التمثيلي في استبطان عوالم الذات وتصوراتها عن الحياة الآخرة، وبين العالم الواقعي الذي نعيشه، وهكذا وبعد صراع مرير طويل في إطار فكرة الجهاد، يكتشف الشبان الثلاثة في النهاية أنهم لم يكونوا سوى صفقة رابحة لمن ذهبوا يصارعون الموت من أجلهم.
كما صدر للزهراني عن منشورات الدار العربية للعلوم ناشرون البيروتية، كتاب سردي بعنوان «سيرة المرأة جدل لا ينتهي»، يتحدث فيه عبر 125 صفحة، عن شخصيّةٍ محوريةٍ هي «المرأة». ويستند إلى عددٍ كبيرٍ من الحكايات والقصص الّتي وثّقتها كتب التّراث والأساطير القديمة وبعض الحكايات الشّعبية. وهو أيضاً عبارة عن محاولة سردية، لإعادة كتابة سيرة المرأة بشكلٍ بسيطٍ يخلو من التّعقيد، ويبتعد عن الفلسفة والتّنظير، ويهرب من التّحيّز إلى رأي أو إلى وجهة نظرٍ دون أخرى. والمرأة، التي تظهر لنا في هذا الكتاب النوعي، هي حواء في أسطورة الخلق، وهي المحروقة في شريعة مانو، والعاقر في شريعة الهنود، وهي الرهينة لدى البابليين، وهي الحكيمة والكاهنة والجارية والسبية والمؤودة وكل شيء عند العرب، وهي أيقونة المغامرة والغواية في شتى الأعراف والتقاليد.
الكتاب الثالث للزهراني ديوان شعري بعنوان «حنين إلى روح أمي»، وصدر عن منشورات مركز الحضارة العربية بالقاهرة في 120 صفحة، وتضمن 75 قصيدة. ويلفت النظر في هذا الديوان، ولع الشاعر بالتفاصيل والتقاطها، ولا شك في أن ما يميز الشعر الرفيع هو البحث عن التفاصيل ومحاولة التعمق فيها، فالشعر كما يقول فولتير: (لا يتألف إلا من تفاصيل جميلة).
عدد اليوم
