«العربية للمسرح» تعلن استراتيجيتها لتنمية المسرح نهاية العام الجاري

عقدت الهيئة العربية للمسرح، صباح أمس، بمقرها في الشارقة، مؤتمراً صحفياً، قدمت فيه حصاد عملها منذ تأسيسها في أكتوبر 2007، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كما عرضت أبرز برامجها في الفترة المقبلة؛ وفي مقدمتها الندوة الختامية من سلسلة “ندوات الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية” التي استهلتها الهيئة، بدءاً من سبتمبر 2011. وقال إسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة، في المؤتمر الصحفي، إن نخبة من المسرحيين العرب اجتمعوا طيلة الأيام الماضية في الشارقة، لوضع مسودة للاستراتيجية التي ستعلن نهاية العام الجاري، وأضاف “الاستراتيجية تمثل هدفاً أساسياً للهيئة، وبإنجازها كاملة نكون تقدمنا كثيراً بمشروعنا الهادف إلى تأسيس مسرح عربي جديد” ولفت عبد الله إلى أن نحو 300 من المسرحيين العرب شاركوا الهيئة التفكير والتخطيط في موضوع الاستراتيجية، سواء بأوراق عمل أو عبر الرسائل أو بالحوار المباشر، مؤكداً حرصهم على استقطاب أطياف المسرح العربي كافة، وقال “تواصلنا مع كل المؤسسات المسرحية في الوطن العربي للمشاركة، وأبوابنا مفتوحة دائماً للجميع، وثمة العديد من الوسائل للتواصل معنا عبر الهاتف أو الموقع الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي في الإنترنت”. وقال عبد الله “إن (الهيئة) ستدعو هيئات ومؤسسات رسمية وأصحاب قرار للندوة التي ستشهد إقرار استراتيجيتها للتنمية المسرحية، مشيراً إلى أنهم اتصلوا بالعديد من المؤسسات الثقافية والمسرحية لعقد شراكات، من بينها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة التي تشارك الهيئة العديد من المشاريع، بخاصة في مجال الإصدارات المسرحية، كما وقعت الهيئة اتفاقية تعاون مع المعهد العالي للمسرح في تونس، وتتواصل الهيئة الآن مع المعهد المسرحي في الكويت”، وأشار عبد الله إلى أن “هناك صعوبات مادية تواجه بعض طلاب المعاهد المسرحية العربية، ونحن نسعى إلى تذليل هذه المصاعب بالتعاون مع المعاهد المسرحية”. كما عقدت الهيئة اتفاقية تعاون مع الهيئة الدولية للمسرح، ويجري الإعداد للتواصل مع مراكز ومؤسسات مسرحية عالمية في فرنسا وألمانيا وأميركا. وفي ما يتعلق بـ “جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي” التي أطلقتها (الهيئة) السنة الماضية قال إسماعيل “إن الهيئة أعلنت منذ أيام قليلة فتح باب المشاركات، وبدأت عملياً في استقبال ملفات المشاركة”، لافتاً إلى أنهم استقبلوا طلبات من أسماء مسرحية راسخة، ما يؤكد محبة الساحة المسرحية العربية لصاحب السمو حاكم الشارقة، وما يعني أن الجائزة تشكل فاصلة مهمة في تاريخ دعم الإنتاج المسرحي العربي، والتي قدرها مليون درهم إماراتي. وفي إجابته على سؤال لـ”الاتحاد” حول معايير الجائزة، وفيما لو كانت ستتغير لتشمل عناصر العرض المسرحي المختلفة، قال عبد الله “لسنا بحاجة للتقسيمة السائدة في المهرجانات المسرحية الوطنية، فالهدف العام لهذه الجائزة هو دعم الإنتاج المسرحي في عمومه”. أما العاصمة العربية التي ستستقبل الدورة الخامسة من “مهرجان المسرح العربي” فلم تحدد بعد، بحسب الأمين العام لـ(الهيئة) الذي قال “نحن نقرأ الآن مجموعة من الطلبات وردتنا من عواصم عربية شتى، ونحاول أن نوازن بينها لنكسب أفضل الخيارات حتى تخرج الدورة المقبلة في أبهى حلة”. ومن ملامح الاستراتيجية التي من المنتظر أن تشهر نهاية العام إنشاء صندوق لدعم العروض والمؤسسات المسرحية العربية. وقال عبد الله إن هذا الأمر دُرس جيداً في الفترة الماضية “حتى نصل إلى صيغة معيارية عادلة يستفيد معها كل مسرحي عربي من دعم الهيئة”، كما أشار إلى صندوق آخر لدعم “تجوال العروض” عالمياً وعربياً، مبيناً أن (الهيئة) تواصلت مع العديد من المهرجانات العربية والغربية للبدء في هذه التجربة. وكان المسؤول الإعلامي بـ(الهيئة) غنام غنام قدم في مستهل المؤتمر عرضاً مصوراً لمجمل ما قدمته الهيئة منذ تأسيسها، ومن ذلك أن (الهيئة) أصدرت نحو سبعة وخمسين كتاباً في مختلف الاختصاصات المسرحية، إلى جانب مجلتها الدورية “المسرح العربي”، كما نظمت عشرات الورش العملية في بلدان مثل الأردن ولبنان والسودان وموريتانيا والمغرب وتونس وسوريا ومصر واليمن، كما أنشأت شبكة من المواقع الإلكترونية لجوائزها المتعددة.