القاهرة - إيمان إبراهيم:
تصوير- عبدالحميد عيد
لا يعني مسلسل 'حبيب الروح' الذي تعود به الفنانة المعتزلة سهير رمزي الى التمثيل بعد غياب اثني عشر عاما أن العودة للفن نهائية ولا اعتزال بعدها، أو أنها تراجعت عن قرار اعتبرته خاطئا بعد كل هذه المدة الطويلة، لكنه كما تقول سهير رمزي بكل وضوح: 'اعتزالي الفن كان قراراً وعودتي أيضاً قرار، ولم يكن أي من القرارين رد فعل لكارثة أو صدمة أو حدث ما وكل منهما قرار هادئ اتخذته باقتناع وتدبر'·
وتضيف الحاجة سهير رمزي: 'عودتي للتمثيل ليست نهائية، وقد تكون عودة مؤقتة بعد مسلسل 'حبيب الروح' لأواصل الاعتزال والاعتكاف، والمسألة مرتبطة برسالة في الحياة أود أن أؤديها بأي أسلوب، بالتمثيل أو بغيره، وقد وجدت في مسلسل 'حبيب الروح' ما يساعدني على أداء هذه الرسالة، فهو مسلسل اجتماعي إنساني يعالج قضايا مهمة من خلال بطلته الدكتورة 'روح الفؤاد' الطبيبة الملتزمة والمعتدلة التي تخطئ وتصيب مثل أي إنسان· ويتناول هذا العمل الدرامي خطوطا كثيرة أهمها خط التطرف الفكري وأسبابه ودوافعه وسبل مواجهته والعودة الى مجتمع الاعتدال والتسامح'·
رسالة تنوير وتوعية
وأكدت الحاجة سهير رمزي التي حاورناها في الاستوديو وإلى جوارها زوجها رجل الأعمال علاء الشربيني أنها ستعود إلى التمثيل مرة أخرى إذا وجدت عملا يساعدها على أداء رسالة التنوير والتوعية بشكل درامي غير مباشر، وإذا تقبل الجمهور شكلها الجديد بالحجاب ولم يقارنها بسهير رمزي الفتاة الشقية الدلوعة التي سيطرت على الأذهان من خلال أعمالها الفنية قبل الاعتزال· ونوهت إلى أنها ليست مضطرة لتقديم أي تنازلات فنية أو قيمية، وسترفض بلا تردد أي عمل آخر لا تجد فيه ما يناسب مبادئها والتزامها الديني والأخلاقي ويتعارض مع فكرها، وساعتها ستعود إلى عالمها الجميل الذي أحبته ووجدت فيه نفسها وهو عالم التقرب الى الله والاستزاده من الثقافة الدينية·
وقالت سهير رمزي أن أحدا لم يفرض عليها اعتزال الفن أو يفاتحها أو يقنعها بذلك لأنه قرار شخصي، وليس صحيحا على الاطلاق أن هناك رابطة أو تنظيما يجمع الفنانات المعتزلات أو أن هناك جهة وراء اعتزالهن أو عودتهن، فلكل فنانة قرارها الخاص بها الذي لم تطلع عليه أحداً·
وأضافت أن اعتزالها التمثيل جاء بمحض الصدفة متزامنا تقريبا مع اعتزال الفنانة الراحلة مديحة كامل، ولم يكن هناك أي تنسيق بينهما، وأنهما اعتزلتا في أوج الشهرة والنجومية، ولم يأت اعتزالهما كرد فعل لمرض أو صدمة أو أي حادث أو زواج أو طلاق بل ان مديحة كامل اعتزلت وهي تصور أحد أعمالها ودفعت مبلغ الشرط الجزائي للمنتج·
وأشارت سهير إلى أنها لم تتحايل للعودة للأضواء من خلال برنامج ديني أو عمل درامي تاريخي أو إسلامي لأنها ترى أن ثقافتها الدينية مكسب ذاتي لها، وذخيرة لنفسها فقط ، ولا تؤهلها للوعظ والفتوى والدعوة وإلقاء الدروس، لذلك ظلت طوال تلك الفترة هادئة قانعة بحياتها تؤدي أعظم رسالة في حياتها وهي ملازمة والدتها المريضة والقيام على خدمتها حتى توفاها الله منذ عامين· حيث كانت والدتها الفنانة الراحلة درية أحمد 'كل شيء لها في الدنيا' وحزنت لفراقها ولكنها سنة الله، فكل البشر ميتون، وقد ترك رحيلها فراغا لدى الحاجة سهير لكنه لم يسبب لها مللاً أو حزنا يدفعها رغما عنها للعودة الى أضواء التمثيل·
الحاجة سهير ألمحت إلى أنها لم تتفوه بكلمة تحسب عليها وتناقض سلوكها طوال فترة اعتزالها، فلم تقل إن الفن حرام، وظلت تؤمن بأنه رسالة وبأنه مثل أي مهنة حلالها حلال وحرامها حرام، وسلوك الانسان في مهنته وحياته هو الذي يوصف بأنه حرام أو حلال، أما المهنة في حد ذاتها فليست حراماً·
وقالت ان 'حبيب الروح' مسلسل رائع صاغه ببراعة المؤلف سلامة حمودة وأخرجه بصبر وإتقان تيسير عبود الذي فطن إلى رعبها من العودة إلى الكاميرا، وصبر عليها وتركها تداعب وتصادق الكاميرا قبل بدء التصوير· كما أن زملاءها في المسلسل مصطفى فهمي وأحمد ماهر وأشرف عبدالغفور وضياء الميرغني شجعوها وساندوها بالاضافة إلى الفنانة سهير البابلي التي تعود بمسلسل 'قلب حبيبة' والتي أكدت لها ان المناخ صحي للغاية الآن في الوسط الفني·
أنا بشر ولي أخطائي
وعن أعمالها قبل الاعتزال قالت: هناك أعمال لا أحب مشاهدتها وأتمنى ألا يعرضها التليفزيون، وأعتبرها أخطاء صاحبت فترة البداية والرغبة في الانتشار، وهي أخطاء وقع فيها كل الفنانين وما زالوا يقعون فيها، وهناك أيضا أعمال أفخر وأعتز بها وهذا أمر طبيعي لا يجعلني متوترة، فأنا بشر ولي أخطائي، لكن على مستوى الحياة اليومية لا أذكر أنني فعلت ما أندم عليه، وكنت قبل الاعتزال ملتزمة وأؤدي فروضي، وبعد الاعتزال صرت أكثر التزاما وتعمقا في ديني، فالدين ليس فروضا تؤدى وحسب ولكنه التزام أخلاقي وسلوكي واتزان نفسي بين ظاهر الانسان وباطنه·
عدد اليوم
