الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يا دجاج مين يشتريك ؟

يا دجاج مين يشتريك ؟
21 مايو 2006
لم يحدث أن ارتفع مؤشر وباء فيروسي على مدار الأعوام الماضية، مثلما حصل مع بورصة رعب فيروس إنفلونزا الطيور، الذي ارتفعت تداولاته في مختلف وسائل الإعلام ومصانع الأدوية واللقاحات، لتهبط وترتفع ···ثم تهبط، فيما بقي مؤشر خوف الناس في صعود دائم،
على الرغم من حقيقة أن انتقال عدوى الفيروس تتم عبر الهواء فقط، لا عن طريق استهلاك لحوم الحيوانات المصابة وهو الاحتمال الأضعف· فالفيروس يندثر مع درجة حرارة طهي تفوق الثمانين لمدة 5 دقائق، أو لدقيقة واحدة فقط تحت حرارة 100 درجة· كما أن الفيروس حتى في حالة عدم طهو الطعام جيداً، يتحطم بواسطة حموضة السائل الهضمي·
الطيور التي أخذت طريقها لساحات الإعدام والمحارق، لم تكن وحدها الضحية، بل كل من اختار أن يؤمن لقمة عيشه معتمداً على موضة التخصص في تقديم أطباق الدجاج وقد تعرض بين ليلة وضحاها
لكساد وشح في الرزق·
لم يخطر في بال المتخصصين بيع الدجاج وكل ما يمت الى الدجاج بصلة أن الموضة قد تنقلب إلى نقمة· ففجأة صام عشاق الدجاج المقرمش عن أطباقهم المفضلة واتجهوا الى اللحوم، فيما راح البعض يلتهم أطباق الخضروات تحت شعار'مرغما أخاك لا نباتي'!· لذلك حملنا الكاميرا في جولة طويلة في ردهات المطاعم، فتحدث من تحدث بانفتاح، وسكت من خاف أن يساء فهمه، أو من ظن أننا من المفتشين السريين للبلدية أو وزارة الصحة
تراجع الشاورما
محمد جابر إبراهيم 'معلم شاروما' قال لنا: 'تأثرت شاورما الدجاج وسائر أطباق الدجاج الأخرى في الفترة الماضية، على عكس الإقبال الكبير في السابق، خاصة بعد انتشار أخبار الفيروس بشكل مكثف في مختلف وسائل الإعلام، فاتجه معظم رواد المطاعم نحو أطباق اللحوم، وقد عزز ذلك وجود الشائعات الشعبية عن بعض الإصابات المزعومة في هذه الإمارة أو تلك، دون أن نسمع أو نقرأ تأكيدا من الجهات الرسمية في الدولة كالبلدية أو وزراة الصحة'·
سم الحيّة
أما الشيف والطبّاخ العام باسل كمال الشعّار، فقد بدأ حديثه معنا بمثل شعبي طريف قائلا: 'النار تقتل سم الحية' كما يقول المثل وتقضي على معظم الفيروسات والميكروبات الموجودة في الأطعمة وهذا ينطبق على الدجاج الذي انخفضت نسبة تناوله في الفترة الماضية إلى ستين بالمئة في المطاعم· الطب يؤكد أن تناوله آمن إذا طهوناه على درجة حرارة 80 مئوية، في حين أننا نطهوه في درجة تصل الى مئتي درجة في العادة، لذلك لا أرى مبرراً لخوف الناس من تناوله حتى لو شكوا بوجود الفيروس الذي لم يثبت دخوله للدولة حتى الآن بحمد الله'·
انتعاش اللحمة الحمراء
'معلم المشاوي العربية' الشيف محمود محمد مصطفى، له رأي آخر، فهو يرى أن خوف الناس من الفيروس قد خفّت وطأته شيئاً فشيئاً في الفترة الأخيرة، خاصة وأنه فيروس عرضي يمكن أن تزول مخاطره بتعرضه للنار من خلال الطهي فيما لو كان موجوداً، وان خطورته تنحصر في التعامل المباشر مع الطيور المصابة حية أو ميتة'·
ويؤكد محمود أن 'إقبال الناس حاليا على الدجاج أصبح مساوياً لأطباق اللحوم التي ارتفعت نسبة تناولها إلى 80 بالمئة منذ شهرين، أما الآن فقد عادت مبيعات 'مشاوي' الدجاج لمعدلاتها الطبيعية بسبب تفهم الناس للموضوع علمياً عبر توضيحات الأطباء ووزارة الصحة والبلدية التي تبذل جهوداً كبيرة في نشر الوعي الصحي للحفاظ على صحة المواطنين، لذلك انصح الناس بتناول الدجاج بشكل طبيعي'·
السمك··· ملاذ آمن:
أما حمزة سليمان عبد القادر وهو مواطن هندي يتقن العربية ويدير كافتيريا، فقد علق على الظاهرة بقوله: 'لفترة طويلة كانت الأمور عادية، ثم جاءت ذروة فترة تخوف الناس لمدة عشرة أيام فقط، فوجئنا فيها بزبائننا الذين أدمنوا 'برجر' الدجاج ··· يطلبون اللحم! وقد انخفضت حينها مبيعات دجاج الماكينة وبرياني الدجاج إلى 50 بالمئة، فيما ارتفعت مبيعات وجبات السمك بشكل كبير، وبقيت مبيعات وجبات اللحوم عند المعدل العادي· أما الآن فقد عادت مبيعات الدجاج إلى مستواها الطبيعي بفضل التوعية في التلفزيون'·
كارثة الشائعات
وقفتنا الهامة كانت مع حسين عبدالله وهو مدير أحد المطاعم المتخصصة في أطباق الدجاج وحدها، حيث أكد لنا بعد أن فضل عدم التقاط صورة له: 'لقد بدأ خوف الناس يتضاءل، خاصة وأنه لم يثبت وجود الفيروس في دولة الإمارات، ناهيك عن إمكانية القضاء عليه بالطهي العادي· أرى أن الإقبال على أطباق الدجاج طبيعي جداً، فقد عاد الطلب على المعجنات واللحوم إلى حالته السابقة، ليتوازن مع الطلب على الدجاج'·
كما يشير حسين عبدالله للشائعات حول انتشار الفيروس هنا وهناك فيقول: 'إطلاق الشائعات الكاذبة يضر بالناس الذين أنصحهم في هذه المرحلة، بعدم الخوف من تناول وجبات الدجاج، خاصة وأن لحوم الدجاج المتداولة في البلاد خاضعة لأقصى الشروط الصحية الصارمة، كما أن البلدية تتابع شروط النظافة في جميع المطاعم أولا بأول'·
وأخيراً لا يسعنا إلا أن نقول أن الأعمار بيد الله وحده، فمن لم يمت بفيروس إنفلونزا الطيور مات بغيره···
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©