على عكس
الاعتقاد السائد،
فإن الفيتامين سي والمضادات الحيوية
وغيرها من الأدوية
لا تشفي من الزكام·
العلاج الوحيد له
هو البيئة النظيفة
والحمية الغذائية المناسبة،
علماً بأن الزكام
يدوم أسبوعاً
مع أدوية أو من دونها·
أورينت برس
الزكام هو المرض الوبائي الأوسع انتشاراً في العالم، يصيب سكانها سنوياً وبمعدل أربع مرات في السنة· إلا أن وطأة الزكام تتراجع مع التقدم بالعمر، وتصبح مرة واحدة في السنة لمن تجاوزوا الستين مقابل نحو ثماني مرات للأطفال تحت سن الخامسة·
نوعا الزكام الأكثر انتشاراً هما فيروسي 'الرينو' و 'الكورونا' ويأتي بعدهما 'ادينو'· وإذا كنت خارجاً حديثاً من زكام والتقطت فيروساً جديداً فقد يشتد عليك الزكام· وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإن سبب الإصابة بزكام 'الرينو' ليس التعرض لتيار هوائي، لأن الإصابة لا تحصل إذا كانت البيئة المحيطة بالفرد نظيفة وخالية من الفيروسات·
لكن يبقى الســــؤال: لماذا لا يحصــــل الزكام غالباً إلا في الشتاء، فصل البرد والرطوبة؟
الجواب يكمن في أن البحث عن الدفء يجعل الناس أكثر ميلاً للأماكن المقفلة، فيكثر الإحتكاك ويسهل انتقال عدوى الزكام التي تسري فيروساتها بسهولة من شخص الى آخر· وقد أظهرت الدراسات ان هذه الفيروسـات تنتقل في الفصول الرطبة حين تراوح الحـرارة بين 24 درجة و 35 درجة· وهذا ما يفسر أسباب كثرة إصابات الزكام خلال مواسم الأمطار في البلدان الحارة·
من الأنف إلى الأنف
الجيوب الأنفية تشكل بالنسبة لفيروس الزكام بيئة مثالية، فيتحصن في الأنف لينتقل بعدها من أنف الى أنف بواسطة اللمس في 60 في المئة من الحالات، ثم بواسطة الأغراض الملوثة في 15 في المئة من الحالات الأخرى· وبمجرد وصول الفيروس إلى الأنف يهاجم الحنجرة وينقل اليها العدوى في أقل من ربع ساعة· وفي الحنجرة يعيش الفيروس ما بين يومين إلى ثمانية، يرافقه سعال شديد، وأوجاع في الرأس إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة الداخلية· وتدوم هذه الحالة نحو أربعة أيام·
التهوئة والنظافة
للوقاية من الزكام يحتاج الإنسان إلى البيئة المعادية لفيروساته، والأهم هنا هو تهوئة الغرف والأماكن المقفلة، بمعدل مرة كل عشر دقائق، إضافة الى غسل اليدين جيداً ولاسيما في حال وضعهما في الفم أو الأنف· حاول عدم الاختلاط بالأشخاص المصابين بالزكام، وتحاشى مصافحتهم حتى لو كانوا من الأصدقاء المقربين، ومن الأفضل بالتأكيد استخدام المناديل الورقية بدل المناديل القماشية التي يعاد استعمالها·
إلى أي مدى قد تنفع الأدوية والعقاقير؟
يقول الإنجليز: 'الزكام يدوم أسبوعاً إذا عالجته بالأدوية، ويدوم سبعة أيام فقط إذا لم تعالجه'!
الأدوية لا تعالج سوى عوارض الزكام وليس الزكـــــام نفسه· والطب لم يتوصل حتى الآن الى علاج شاف للزكام· وتتواصل من حين الى آخر عمليات سحب مضادات الزكام من الأســـــواق· وينصح الأطباء بمواجهة الزكـــــام، بغسل الأنف واليدين بمياه مالحـــــة أو بمياه البحر إذا كان ذلك ممكناً·
وعلى عكس الاعتقاد الشائع فلا جدوى من تناول الفيتامين سي· الأطباء ينصحون بشرب كميات كبيرة من المياه لمكافحة ارتفاع حرارة الجسم، وينصحون المزكوم بعدم تناول الأطعمة التي تضعف جهاز المناعة، على ان يحافظ على دفء الجسم· وكذلك ينصحون بتناول الزعتر المغلي وخليط من الحامض والعسل·
على أن المفارقة هنا هي أن الزكام يقوي جهاز المناعة لدى الأطفال الذين يشكلون نحو 50 في المئة من المصابين، فمواجهة الميكروبات 'الخفيفة' يؤدي الى تقوية آليات المناعة بصورة متدرجة·
في حال الإصابة بالزكام من الأفضل التحلي بالصبر وعـدم المسارعة الى تناول المضادات الحيوية إلا بعد استشارة طبيب، لأن هذه المضادات لا تأثير لها في الفيروسات ، وتحديداً فيروسات الزكام·
عدد اليوم
