السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض «ألعاب وكنوز» يشجع النشء من أجل الحفاظ على مقتنياتهم

معرض «ألعاب وكنوز» يشجع النشء من أجل الحفاظ على مقتنياتهم
20 يونيو 2013 23:01
أسدل الستار أمس الأول على فعاليات معرض «ألعاب وكنوز.. من علبة الألعاب إلى صندوق الكنز»، بالغاف جاليري للفنون التشكيلية بأبوظبي الذي نظمته مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، احتفالاً باليوم العالمي للمتاحف بنجاح، وقدم المعرض العديد من المقتنيات التي تنوعت بين المغازل والمزالج، ودمى باربي ونماذج الباصات والدمى، والسيوف، حيث تعرف زوار المعرض على طيف واسع من الألعاب والكنوز التي تحكي قصصا شخصية وتمثّل شغف المقتنين بمجموعاتهم، وسعيهم لاستعادة روابطهم بالتراث والذاكرة. (أبوظبي) - من خلال شعار احتفال هذا العام باليوم العالمي للمتاحف، «الذاكرة.. الإبداع.. التغيير المجتمعي»، جاء هدف المعرض من أجل تسليط الضوء على دور المتاحف في المجتمعات، وأهمية عرض المقتنيات الخاصة لعدد من المقتنين. وشمل المعرض سبع مجموعات للمقتنيات، خاصة من المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتعرف على كيفية إنشاء مجموعات المقتنيات الخاصة، ليكونوا مقتنين وقيّمين وحراساً للتاريخ والذاكرة، وتزامن المعرض مع احتفال المجلس العالمي للمتاحف باليوم العالمي للمتاحف منذ عام 1977، بهدف الارتقاء بوعي الجمهور بأهمية دور المتاحف في التنمية المجتمعية، وقد شارك في إحياء المناسبة في عام 2012 أكثر من 32 ألف متحفاً في 129 بلداً حول العالم. لقاء مع الدمى واستطاع المعرض أن يخلق حراكاً ثقافياً ويحرض على التعاطي مع هوايات الاقتناء، ولأن البرنامج التعليمي في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون يسهم في الحفاظ على الموروث وتعزيز الهوية، وتحفيز الإلهام وتشجيع التفكير الإبداعي لدى الناشئة من الأطفال والشباب، عبر مبادراته الفنية التعليمية الرائدة التي تضمّنت في العام الماضي وحده أكثر من 250 فعالية لأكثر من 9,000 من الناشئة بهدف ترسيخ قيم الهوية الوطنية والثقافة الإماراتية، التميز التعليمي، وصقل ورعاية المواهب الفنية، وقد سمح المعرض للجمهور من الكبار والصغار باستكشاف عوالمه من خلال عروضه وورش العمل التي كان يقدمها كل يوم سبت من الصباح إلى المساء. منها عرض الدمى «علاء الدين»، الحكاية العربية التقليدية المعروفة من حكايات «ألف ليلة وليلة»، والتي قدّمها مسرح أبوظبي- جولدن فوكس للدمى، وتلتها مسابقة ولقاء مع الدمى، كما قدم عرض الدمى «السندباد البحري» الحكاية الأسطورية التاريخية للسندباد البحري من مسرح جولدن فوكس للدمى أيضا، وتفاعل الجمهور من الأطفال مع مسابقة ولقاء مع الدمى، بحيث كانت العروض تقدم لهم بصحبة أولياء أمورهم، مسرح العرائس ومن خلال مسرح العرائس المثبت في الطابق العلوي من قاعة الغاف كاليري، تنافس الأطفال على أدوار وشخوص مصنوعة من الدمى بملابس عربية، الذين عمدوا إلى تحريكها والحديث بلسانها، وأظهر الأطفال مهارة كبيرة في مخاطبة الجمهور الذي كان يحج كل يوم سبت طيلة المعرض وعرض موهبتهم. ومن الورش التي تم تقديمها أيضا ورشة «الدمى المصنوعة من الجوارب» بحيث عمل الأطفال بمســـاعدة أولياء أمورهم على إنجاز الدمى من الجوارب، الأزرار وخـيوط الصوف، ثم قاموا باســتخدامها في عروض حية للدمى. كما تم تقديم ورشة عمل تعريفية بصناعة الدمى والألعاب، بوحي من صورة لكبار محترفي فن صناعة الدمى، ليكتشف الأطفال خلال الورشة ما ترسمه مخيلتهم، بحيث أنجزوا دمى من مواد وخامات متعددة، ويكون المعرض قد قدم باقة متميزة من ورشات وعروض عملت على صقل مهارات الأطفال وعلمتهم طريقة أخرى لاستكشاف مواهبهم. شغف الاقتناء يربط الإنسان بتفاصيل حميمة في الحياة عرض زايد العبسي بالمركز العسكري المتقدم للصيانة والإصلاح والعمرة، مجموعة كبيرة من ساعات سواتش، الذي ظهرت في عام 1983، هذه الساعات السويسرية من البلاستيك، والتي نالت شهرةً وانتشاراً عالمياً وغيرت تاريخ صناعة الساعات، لانخفاض سعرها بتأثير من الثقافة الشعبية، وقد بدأ زايد العبسي مقتني ساعات من أبوظبي بجمع هذه الساعات منذ عام 1990، وتتكون مجموعته من 102 ساعة، لافتا إلى أنه يهدف إلى مخاطبة هذا الجيل من الشباب والأطفال ويدعوهم للاهتمام بالاقتناء، ودعم أي موهبة في هذا الإطار سواء تعلق الأمر بجمع الطوابع البريدية أو العملات أو أنواع الساعات، لأن حسب رأيه أن هذه الهوايات تدفع للبحث والتنقيب عن تاريخ المادة محور الاقتناء، كما تفتح آفاق الهاوي على ثقافات أخرى حول العالم، وفي سياق آخر قال العبسي، إن الهدف من مشاركته في معرض ألعاب وكنوز هو محاولته لإشراك شغفه في الاقتناء مع جيل الشاب والأطفال ودفعهم للاهتمام بمثل هذه الهوايات، موضحاً أن كل قطعة يقتنيها لها حكاية، مما دفعه لفهرسة كل مجموعاته والبحث عن كتب تتحدث عن تاريخها والبلد الذي تم اقتناؤها منها وظروف الحصول عليها. ويضيف العبسي، أن المجموعات المختلفة التي شملها المعرض تم اختيارها بعناية من طرف القيمين على المعرض منوها أن كل جزء فيها يعني الكثير، وضرب مثلا بجمع قواقع البحر، موضحا أن هذه الهواية تدفع المتلقي وتفتح عنان مخيلته، للبحث عن سرها، ومن المخلوق الذي كان يعيش فيها، والعمق البحري والمواد التي كان يتغذى عليها إلى غيرها من المتعلقات بهذه الكائنات، وهذا يساعد على تفتح الآفاق والتعود على البحث، مؤكداً أن هواية تدفعنا للسير على طريق هواية أخرى، مما يجعل المقتني شغوفا بهذا العالم مما يغنيه عن تضييع الوقت في متاهات لا تعود بالنفع عليه وعلى من حوله. وأشار العبسي إلى أن هذا الجيل الذي تعود على الأشياء غير المحسوسة من خلال اهتماماته المتعددة بالأجهزة الإلكترونية لايهتم كثيرا بهذه المقتنيات، موضحا أن التعاطي مع التكنولوجيا به جانب إيجابي، لكن به جوانب سلبية كثيرة، لافتا إلى أنه يرغب بشدة في توريث اهتمامه وشغفه بعالم الساعات لأبنائه الذين لهم اهتمامات مختلفة، ومانع أن يبيع أي ساعة من ساعاته، لكن ذكر أنه لا يمانع في بيعها إذا صادف من يرغب في المجموعة كاملة، بشرط أن يبدي عناية كبيرة بها ويحافظ عليها وينميها. قصة هواية يقول العبسي إن قصته مع عشق الساعات بدأت عندما أهداه والده ساعة يدوية حين كان عمره 9 سنوات، موضحا أن فضوله وشغفه دفعه للبحث عن سر ذلك المسمار الصغير المثبت في جانبها، والذي يعمل من خلاله على تحريك عقاربها إن أراد ضبط ساعته، أو شحنها من جديد لبث الحياة فيها، لافتا أن تساؤلاته دائما كانت تطوف حول سر عملها وحول من اكتشفها وطريقة تصنيعها، إلى ذلك يوضح «أعشق الفن، وشغفت بسر الساعات، وكيف تدور هذه الأجزاء والدوائر الصغيرة في قلبها التي تدفع بعضها البعض، لتعطينا التوقيت، وبعد هذه الساعة التي امتلكتها في صغري، ظهرت الساعات الإلكترونية، فدفعتني أيضا للتساؤل عن سر وطريقة عملها، ومن هناك بدأ التطور سريعا في عالم الساعات التي أدركت عند يناعة شبابي أن هناك من أنواعها التي لا تقدر بثمن، وفي فترة من الفترات أحببت ساعات سواتش التي بدأ تصنيعها للوقوف ضد المد الياباني في صناعة الساعات». جمع طوابع البريد يتمتع زايد العبسي بهوايات متعددة إلى جانب هواية جمع الساعات، حيث أشار إلى أنه يهوى جمع الطوابع البريدية، موضحا أنه يكتفي حاليا بجمع الطوابع البريدية من الإمارات، ويتحصل على مجموعة كبيرة من طوابع بريدية كانت تستعمل «ما قبل الاتحاد»، لاقتا إلى أن هذه الهواية عرفته على بحر من المعلومات. وأضاف في هذا السياق «جمعت كل ما يتعلق بالطوابع عن أبوظبي، ثم انتقلت للبحث عما يتعلق بدبي والشارقة وعجمان لأكتشف أن الإمارات كانت تطبع أعداداً مهولة من الطوابع البريدية، بينما حصلت على طوابع من رأس الخيمة نادرة جدا، ولم تصل لها يد المقتنين، وأوضح أن المرحلة القادمة ستتركز حول جمع الطوابع البريدية للإمارات «ما بعد الاتحاد». نفائس ثمينة يقول زايد العبسي، عن كيفية امتلاكه لهذه المجموعة: «أحببت أن أرى اجتماع هذه الساعات في تشكيل فني واحد، وخاصة أن الذين صمموا هذه الساعات هم من كبار الفنانين المبدعين أمثال، كيث هارينج، وفيفيان وستوود، وكثيرين، وقد باتت هذه المقتنيات اليوم من النفائس الثمينة، وكوني شغوفاً بالصناعة اليدوية للساعات، ومنذ الثمانينيات من القرن الماضي، كنت مفتونا بروح هذه الساعات المنخفضة السعر والعملية لجميع الأعمار، وفي عام 1985 أقامت شركة سواتش حفلا خيريا بمناسبة إطلاق نموذج من تصميم ككي بيكاسو، ومن يومها أصبحت شغوفاً بالساعات، وحريصا على اقتنائها. وأوضح العبسي أنه سبق وأن عرضت مقتنياته ضمن فعالية تم تنظيمها في المجمع الثقافي بأبوظبي في عام 2009، موضحا أن هذه الهواية علّمته الكثير، لافتا إلى أنها فتحت أمامه عالماً من المعارف والمعلومات التي لم يكن يعرف منها إلا القليل، حيث أن ساعاته تم اقتناؤها من أماكن مختلفة من حول العالم، كما أن العديد منها بات نادرا وليس هناك شبيه لها مما أعلى من قيمتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©