الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نظام اقتصادي عالمي جديد

20 يونيو 2015 21:05
أبوظبي (وام) أكدت نشرة «أخبار الساعة» أن النظام الاقتصادي العالمي يمر حاليا بمرحلة تغير حقيقية، حيث تتراجع قوى تقليدية مفسحة المجال لقوى جديدة وهو ما يعني الكثير بالنسبة إلى متخذي القرار وصانعي السياسات الاقتصادية في العالم. وقالت «إن في مثل هذه المراحل تزداد أهمية وضع السيناريوهات البديلة واتخاذ السياسات التي من شأنها تطويع التطورات العالمية في خدمة الأهداف الوطنية استعدادا لنظام اقتصادي ومالي عالمي جديد ومختلف عما كان في الماضي ولا يمكن التعامل معه بالأدوات السابقة نفسها». وذكرت النشرة - الصادرة عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها أمس تحت عنوان «نظام اقتصادي عالمي جديد» - إنه لا ريب في أن النظام الاقتصادي العالمي يمر حاليا بواحدة من المراحل الاستثنائية في تاريخه الحديث وإذا كانت الأزمة المالية العالمية قد مثلت محطة مهمة ضمن هذه المرحلة فإن المعالم الأولية للمرحلة بدأت في التشكل قبل بدايات الأزمة بأكثر من عقدين منذ أن تمكنت جمهورية الصين الشعبية من وضع أقدامها على طريق الصعود الاقتصادي وبدأت في تسجيل معدلات نمو مزدوجة الأرقام وحافظت عليها لمدة طويلة إلى أن استطاعت أن تصبح ثاني أكبر الاقتصادات في العالم متفوقة في ذلك على اليابان، مشيرة الى انه من المرجح أن تواصل رحلة الصعود لتتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية - صاحبة المركز الأول - خلال خمس سنوات من الآن. وأضافت النشرة انه بالتوازي مع ذلك تمكنت الصين من تحقيق تقدم مهم في اتجاه الصعود كقوة مهمة في النظام المالي العالمي وإن ظلت مهمتها في ذلك أكثر صعوبة بسبب سياساتها المالية والنقدية المتحف ظة ما جعل صعودها في هذا الجانب أقل سرعة لكن الأيام القليلة الماضية شهدت تطوراً مهماً في هذا الإطار، حيث أعلن صندوق النقد الدولي أنه بصدد اتخاذ الإجراءات العملية اللازمة لضم العملة الصينية اليوان إلى سلة عملات نظام حقوق السحب الخاصة المعتمد لديه وهو ما يدل على أن الصين باتت قوة لا غنى عنها في إدارة النظام المالي العالمي وأن نظامها المالي أصبح مستوفيا لشروط الاندماج في محيطه العالمي وأصبحت عملتها اليوان كذلك تستوفي معايير القيمة العادلة والأداء المستقر وقابلية التحويل بالشكل الذي يسمح باعتمادها ضمن نظام الاحتياطي النقدي العالمي جنبا إلى جنب مع الدولار واليورو والين والجنيه الإسترليني والعملات الرئيسية الأخرى. وقالت «إنه في المقابل حدثت تطورات أخرى جسدت تراجع قوى اقتصادية تقليدية وكان المثال الأكثر وضوحا في هذا الأمر هو الحالة غير المستقرة التي بدا عليها اقتصاد منطقة اليورو التي شهدت تضخما في أحجام المديونيات الحكومية وارتفاعاً مزمنا في معدلات البطالة وتباطؤا اقتصاديا لم تشهد له مثيلاً منذ عقود طويلة ووصل الحد إلى أن اليونان - العضو في المنطقة - تقف الآن على حافة الإفلاس وأصبح سيناريو خروجها من المنطقة مطروحا أكثر من أي وقت مضى وانتقلت هذه الأعراض إلى اقتصاد الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقا الأمر الذي دفع بريطانيا ممثلة في مصرفها المركزي إلى وضع قضية الانسحاب من الاتحاد موضع الدراسة. وأكدت أن قضية خروج اليونان من منطقة اليورو وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تمثلان معا محطة مهمة في تاريخ الوحدة الاقتصادية الأوروبية النموذج الأنجح والأكبر حجما بين النماذج المماثلة في التاريخ العالمي على الإطلاق إذ إن خروجهما قد يعني انهيار هذا النموذج تماما وتفككه إلى اقتصادات وطنية أقل حجما وأكثر ضعفا حتى مقارنة بأوضاعها فيما قبل الوحدة. وأوضحت «اخبار الساعة» أنه في إطار تراجع القوى التقليدية لا يمكن إغفال ما يحدث في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن الاقتصادين - برغم تماسكهما النسبي - مازالا يعانيان تضخما في المديونية الحكومية وهشاشة في النمو الاقتصادي وكل منهما قد خسر واحدا أو أكثر من شروط التفوق الاقتصادي على مدار العقود الماضية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©