العراق يمنح شركات النفط الأجنبية معلومات إضافية بشأن الحقول

أطلع العراق شركات نفط دولية على مزيد من البيانات بشأن حقول النفط العملاقة التي ستتنافس الشركات على الفوز بعقود لخدمتها بعدما شكا مسؤولون تنفيذيون من أن المعلومات الحالية غير كافية لهم لتقييم الانتاج المحتمل· وقال مسؤولون تنفيذيون إن العرض يقدم بعض المساعدة للشركات في قياس مخاطر الدخول في استثمارات بعدة مليارات دولارات في الحقول العراقية· غير أن تساؤلات أخرى بشأن الشفافية لا تزال مبعث قلق· وينظم العراق جولة عطاءات بخصوص عقود خدمة لإصلاح البنية التحتية المتهالكة لقطاع النفط وتعزيز الانتاج· وأنفقت حوالي 30 شركة ملايين الدولارات بالفعل للحصول على بيانات بشأن الحقول المعروضة والتي تضم أكثر من ثلث احتياطيات العراق· وقال مسؤول تنفيذي بشركة نفط دولية لرويترز شريطة عدم الكشف عن اسمه ''سيزودوننا بمجموعة ثانية من البيانات مجانا· آمل أن يكون ذلك كافيا إذ ان البيانات السابقة منقوصة''· وبدد مسؤولون بعض الشكوك التي تنتاب الشركات بشأن العقود وخففوا بعض الشروط، لكن مسؤولين تنفيذيين أثاروا تساؤلات بشأن الشفافية في ارساء العقود من خلال جولة العطاءات وخارجها· وينتاب القلق بعض الشركات أيضا من أن الشركات التي تنتمي لدول أيدت الغزو الأميركي للعراق في 2003 ستكون لها الأفضلية في العملية· وقال مسؤول تنفيذي بشركة نفط عالمية أصغر تشارك في المنافسة على الحقول ''البعض لا يزال يقول إن الأمر برمته معد سلفا''· وأضاف ''أظن أننا لن نعلم قبل اعلان نتيجة إرساء العقود''· وتتنافس شركات نفط عالمية على حقول النفط العراقية، و قال مصدران بشركة النفط الروسية لوك اويل امس الاول إن الشركة مهتمة بخوض المنافسة على حقلي نفط اثنين على الأقل طرحهما العراق في جولة لترسية عطاءات بشأن النفط والغاز· وقال مصدر لرويترز ردا على سؤال بشأن الحقول التي ربما تقدم لوك اويل عرضا بشأنها ''إننا مهتمون بحقلي نفط غرب القرنة والرميلة''· وأضاف المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه على هامش أعمال ورشة عمل بين مسؤولين عراقيين وشركات نفط بشأن جولة العطاءات إن لوك اويل ربما تشترك مع كونوكو فيليبس الأميركية في التنافس على الحقلين· وحقل الرميلة هو أكبر الحقول المعروضة ويمثل وحده نحو 15 بالمئة من احتياطيات العراق من النفط وهي ثالث أكبر احتياطيات في العالم· وسعت لوك اويل لدى المسؤولين العراقيين لإحياء اتفاق بشأن غرب القرنة وقعته خلال حكم صدام حسين للعراق· وامتنعت المصادر عن التعليق بشأن ما إذا كانت لوك اويل تواصل تلك الجهود· وكانت الشركة تأمل أن يساعدها في هذا إعفاء روسيا للعراق في العام الماضي من ديون بلغت 12,9 مليار دولار· وقال العراق إنه سيتعين على لوك اويل التنافس مع شركات أخرى بشأن العقد· لكن بغداد أعادت التفاوض بشأن اتفاق يرجع إلى عهد صدام ووقعت عليه مع شركة البترول الوطنية الصينية· وقالت لوك اويل العام الماضي إنها ترغب في الاشتراك مع كونوكو في التنافس على عقود بالعراق· وتملك كونوكو 20 بالمئة من أسهم لوك اويل· ويعرض العراق عقود خدمات لست من أكبر حقوله النفطية المنتجة في أول جولة عطاءات منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 مع سعيه لجذب استثمارات بمليارات الدولارات لإصلاح بنيته التحتية النفطية المتهالكة وتعزيز الإنتاج· ويعرض العراق أيضا حقلي غاز غير مطورين ضمن جولة العطاءات· وفي السياق ذاته قال مسؤول بشركة المرافق الايطالية اديسون إن الشركة مهتمة بدخول المنافسة على حقلين للغاز معروضين ضمن أول جولة لترسية عطاءات النفط والغاز يطلقها العراق· ويعرض العراق حقلي الغاز عكاس والمنصورية ضمن جولة تشمل بعض حقوله النفطية الكبيرة· وقال بيترو كافانا مدير أصول النفط والغاز لدى اديسون لرويترز ''إننا مهتمون بالحقلين ·· سنبذل قصارى جهدنا من أجل مواجهة المنافسة على الموارد ورأس المال والنجاح''· وأضاف أن من السابق لأوانه تأكيد ما إذا كانت اديسون ستقدم عرضا· وكان يتحدث على هامش أعمال ورشة عمل في اسطنبول نظمها مسؤولون عراقيون لشركات الطاقة التي تستعد لتقديم عروض بشأن عقود النفط والغاز· وامتنع عن تقدير تكلفة تطوير أي من الحقلين· وقالت مصادر أخرى بورشة العمل إن مشروعات الغاز ستتكلف مليار دولار على الأقل· وعرض العراق خلال ورشة العمل يوم الخميس تخفيف بعض شروط العقد النموذجي الخاص بالحقول رغم أنه لاتزال هناك شكوك لدى شركات النفط التي تفكر فيما تعتبرها اتفاقات محفوفة بالمخاطر· واضاف كافانا ''جرى تحسين بعض البنود والشروط· وضعت بعض اقتراحات الشركات الدولية في الاعتبار·'' وتخضع اديسون لسيطرة شركة الطاقة الفرنسية العملاقة إي·دي·إف وشركة المرافق الايطالية ايه··2ايه وهي ضمن 35 شركة أعلن العراق تأهلها للمنافسة على عقود النفط والغاز· وبخصوص ايران قال كافانا إن الشركة تطمح بنهاية العام الحالي إلى بدء أعمال الحفر في منطقة داير البحرية بالخليج· ووقعت الشركة وإيران عقدا بقيمة 107 ملايين دولار بشأن المنطقة في يناير ·2008 وأضاف ''نعتقد أن هذا الحقل ينطوي على فرصة جيدة ··· نأمل في بدء الحفر بنهاية العام الحالي أو في مطلع 2010 بناء على توفر الحفارات''· وقال إن الشركة لم تتعرض لأي ضغوط سياسية لتجنب العمل في إيران منذ توقيع الاتفاق· وحقل داير من بين ثلاث مناطق امتياز منحت لشركات نفط أجنبية ضمن جولة شملت 17 منطقة مطلع 2007.