أزهار البياتي (الشارقة) - الزمرد الحجر الأخضر الكريم، طاقة الأسرار والغموض، وأيقونة السحر والجمال، نسجت حوله الأساطير والحكايات، لتروي فصولاً من الحضارة والتاريخ، مرتبطاً بجواهر الأباطرة وصولجانات الملوك، ومرصعاً بتيجان الملكات وقلائد الأميرات، وهو بلونه النضر المتوهج، يعتبر رمزاً للخصوبة وديمومة الحياة، فعشقته «كليوباترا» وملكت مناجمه، ليكون رسولها النفيس للهدايا والعطايا والكرم، وجمعه «يوليوس قيصر» واقتناه، ليشعره بسطوة الغنى والثراء.
حجر النبوءة
لطالما ارتبط «الزمرد» بمعتقدات الشعوب القديمة ومقدساتهم مع إيمانهم بالخير والحب والكمال، فوصف بأنه حجر النبوءة ليعّد بالحظ الجّيد ودوام السعادة، ولا عجب أن كنوز الهند وخزائن حكامها ضمت أحجاراً ومجوهرات مدهشة منه، كما احتوت خزانة الإمبراطورة الروسية «كاترين» على أجمل حباته، حيث يصنف هذا الحجر الكريم بسيد الأحجار وأفضلها بعد الألماس، ويلفظ باللغة اللاتينية با «Emerald» وُتنسب بلورته إلى النظام السداسي، أي أنها ذات ستة أضلاع أو زوايا، وغالباً ما تكون طويلة، منشورية الشكل وبسيطة التكوين، وتصل درجة صلابته بين (7.5 إلى 8)، وبالرغم أنه يعتبر من الأحجار الكريمة الصلبة نسبياً، إلا أنه سهل التشقق والتفتت والخدش أثناء الاحتكاك والضغط، لذا وجب الحرص عند تركيبه واستخدامه في تطعيم المجوهرات، وعادة ما تعالج بعض شقوقه الداخلية بنقعه لفترة في زيت جوز الهند.
ظلاله اللونية
الزمرد كحجر يعد أشهر فرد من عائلة الـ»BERYL»، ويظهر في الطبيعة بلونه الأخضر الباهت، أو المائل إلى الإصفرار أو الأبيض الرمادي، كما يحتوي في العادة على بعض الفقاعات والشوائب، ومن النادر أن يأتي بصورة نقية وصافية، ومن ألوانه الأخرى «الأزرق والأخضر والأصفر والأحمر الوردي»، متميزاً بلمعة زجاجية شفافة أو شبه شفافة أو قاتمة، وتستخرج أكبر وأفضل أنواع الزمرد الطبيعي من كولومبيا، والأصغر حجماً أو أقل جودة توجد في البرازيل.
خواصه وطاقاته
حجر الزمرد يناسب مواليد شهر «مايو» وبرجه السرطان، أما كواكبه الفلكية فهي «المشتري، عطارد، القمر، الزهرة»، ومن خواصه أنه حجر شافي للقلب وجيد لمشاعر الحب، وهو يكون بقمة سطوته وأشد تأثيره عند اكتمال القمر في فصل الربيع، كما يعتبر رمزاً للانسجام والحب والحكمة، ومن الممكن أن يكون جسراً بين حبيبين كونه يستجيب لمشاعر الحب بقوة، وقد قيل قديماً أن منح الحبيب زمردة يقربه منك ويجعله أكثر تفان وإخلاص.
سيد الأحجار
على مر العقود دخل الزمرد بكل ما يعكسه من غنى وثراء لناحية، الألوان، الأحجام، الأشكال، والأثمان، في الكثير من تصاميم المجوهرات والحلي، ليغلف بدفء الذهب وألق الفضة، وتصاغ منه التيجان والقلائد والأساور والأقراط، وتظهر منه تشكيلات مختلفة ابتدعتها أياد ماهرة من أفضل الصاغة حول العالم، ومع تقادم السنين وندرة هذا الحجر الكريم، زادت قيمته وغلى ثمنه، لتعتمده أكبر شركات صناعة المجوهرات العالمية مثل «كارتير، وتيفاني، وفان كليف أند أبريل»، كنجم الأحجار وسيدها بلا منازع، فتصوغ منه أجمل القطع والموديلات، لتتألق بها نخبة النساء من نجوم الفن وصفوة المجتمعات في كل مكان.
عدد اليوم
