الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى

فتاوى
20 يونيو 2013 20:47
تشغيل القرآن أثناء النوم ? هل يجوز تشغيل القرآن أثناء النوم أو إذا كان المنزل فارغا؟ ?? الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. نسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بالقرآن تلاوة واستماعا وتدبرا، ويجوز تشغيل القرآن في البيت حتى ولو لم يوجد من يستمع بسبب النوم أو بسبب عدم وجود أشخاص، فقراءة القرآن كلها خير وبركة. وهي مفيدة في تحصين البيت من الشياطين وخاصة سورة البقرة، ففي مسند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر وإن البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان». ويستحب لمن شغل القرآن أن يستمع له، قال الله تعالى: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (الأعراف:204). قال العلامة ابن عطية رحمه الله في تفسيره المحرر الوجيز: «ويجب من الآية الإنصات إذا قرأ الخطيب القرآن أثناء الخطبة، وحكم هذه الآية في غير الصلاة على الندب أعني في نفس الإنصات والاستماع إذا سمع الإنسان قراءة كتاب الله عز وجل». والله تعالى أعلم. زكاة الفطر بالنسبة للمدين ? رفض أداء زكاة الفطر بحجة أن الشخص مدين هل يحق هذا ؟ ?? زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ذكر أو أنثى صغير أو كبير يجد ما يفضل عن قوته وقوت من تجب عليه نفقته في يوم العيد، ولا يسقطها الدين الذي على الشخص، وبناء عليه - أخي - فلا يجوز للقادر على أداء زكاة الفطر أن يمتنع من إخراجها، حتى ولو كان مدينا حيث كان قادرا على إخراجها ولو أن يتسلفها من غيره حتى يستطيع قضاءها في وقت آخر، قال العلامة عليش في شرحه على الشيخ خليل رحمهما الله تعالى عند قوله: وإن بتسلف: «وأخذ منه عدم سقوطها بالدين وهو المذهب»، والله تعالى أعلم. الحذر من التشدد في الدين ? ما مدى صحة حديث: «لن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه»، وما معناه؟ ?? نسأل الله العلي القدير أن يوفقك إلى طريق الوسطية الذي يتميز بالانضباط والحذر من التشدد والتكلف، والحديث الذي تسأل عنه حديث صحيح ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة». والمعنى الإجمالي للحديث هو تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم أن دين الإسلام يتميز باليسر وبالانسجام مع الفطرة السليمة، وعلى المسلم أن يأخذ من الأعمال حسب طاقته موزعا أعماله على الأوقات بطريقة لا تصيبه بالملل بحيث يبقى دائما متحفزا نشيطا في العبادة، نافعا لنفسه وأسرته ومجتمعه. قال العلامة ابن رجب رحمه الله في كتابه فتح الباري: «ومعنى الحديث: النهي عن التشديد في الدين بأن يحمل الإنسان نفسه من العبادة مالا يحتمله إلا بكلفة شديدة». والله تعالى أعلم. اظفر بذات الدين ? خطبت فتاة ذات خلق ودين وقبول، ولكنها ليست جميلة الوجه مطلقا وليست دميمة أيضا، وأنا شاب يقال عني كثيرا أني وسيم جدا، وأتساءل ما إذا كان عدم جمالها سيكون عائقا بعد الزواج.. علما بأنها في نظري أفضل بنت رأيتها خلقا ودينا وتتوافق معي اجتماعيا وعلميا، أفيدونا فخبرتي قليلة في هذا الباب وجزاكم الله خيراً. ?? اعلم أن المعيار الأصلي في اختيار الزوجة هو صلاحها وحسن خلقها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك». وقال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لمسلم: «الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع وآخرها عندهم ذات الدين، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين...». ومن المهم أن تنتبه إلى أن الصورة المثالية للمرأة ربما لا تكون موجودة في الواقع العملي، فربما تكون المرأة ذات جمال غير أن لديها نقصا في الدين أو في الأخلاق أو في العقل مما يعرض العلاقة الزوجية للخطر عند معترك الحياة المتنوعة. والنظرة النسبية إلى الزوجة هي الأصوب، وذلك باعتبار الإيجابيات قبل السلبيات، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ». وقال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: «أي ينبغي ألا يبغضها، لأنه إن وجد فيها خلقا يكرهه وجد فيها خلقا مرْضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها ديِّنة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك». وإن ما ذكرته من مواصفات دينية وأخلاقية وتقارب في المستوى بينك وبين هذه الفتاة وجمال مقبول يجعلها مناسبة لك لتأسس معها حياة زوجية سعيدة، وإن الجمال وحده لا يكفي كأساس في التعايش، وما ينشأ بين الزوجين من مودة ورحمة هو الأساس في بناء واستقرار الأسرة، والله تعالى أعلم. الهدايا بين الخاطبين ? ما حكم تبادل الهدايا بين الخطيبين بواسطة أم الخطيب مثلا؟ ?? المخطوبة قبل العقد عليها أجنبية باتفاق العلماء، والخطبة مجرد وعدٍ بالزواج، فلا يجوز أن يكون بين الخاطب والمخطوبة خلوة أو استمتاع، وينبغي أن تقتصر العلاقة بينهما على حدود الحاجة مع الستر والصيانة. وإنما أباح الشرع للخاطب أن ينظر إلى المخطوبة ليحدد موقفه من الإقدام أو الإحجام، وما زاد عن ذلك فغير مرخص شرعاً. وأما تبادل الهدايا فجائزٌ ما لم يترتب على ذلك مفسدة شرعية، فمتى أُمِنَت المفسدة جاز التهادي بين الرجل والمرأة، ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ أَهْدَتْ لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ حَيْسًا فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ»، وأم سليم هي والدة أنس ابن مالك رضي الله عنها وعن ولدها. والله أعلم المهر ملك للزوجة ? تقدم لي شخص ملتزم وبعد توقيع عقد النكاح أعطاني مبلغ الصداق ومن ثم أخذه مني وطلب مني مبلغ آخر وقدره 50 ألف، وذلك لتسديد تكاليف العرس ولكني رفضت، وقال لي: إنه سوف يعطيني المبلغ المذكور أعلاه على بداية السنة الجديدة، ماذا أفعل أفيدوني جزاكم الله خيرا؟ ?? نسأل الله العلي القدير أن يبارك فيك وييسر لك زواجا ناجحا تتحقق في السعادة، والصداق حق شرعي ثابت للزوجة ولا ينبغي أخذ شيء منه إلا برضاها، قال الله تعالى: «وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا» (النساء:4). قال العلامة الشوكاني رحمه الله في فتح القدير: والمعنى: فإن طبن أي: النساء لكم أيها الأزواج، أو الأولياء عن شيء من المهر»فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً» وفي قوله: «طِبْنَ» دليل على أن المعتبر في تحليل ذلك منهن لهم إنما هو طيبة النفس لا مجرد ما يصدر منها من الألفاظ التي لا يتحقق معها طيبة النفس، فإذا ظهر منها ما يدل على عدم طيبة نفسها لم يحلّ للزوج، ولا للوليّ، وإن كانت قد تلفظت بالهبة...أهـ. والأصل أن الرجل هو الذي يتحمل تكاليف زواجه، غير أنه إذا كانت المرأة ميسورة الحال وترى في الزوج صلاحا والتزاما فلا بأس من مساعدته حسب طاقتها من أجل توفير التكاليف المتعلقة بإتمام الزواج حسب ما جرى عليه العرف، ولا شك أنه يجب الابتعاد عن الإسراف والتكلف وتوفير ما أمكن من المال للحاجات الضرورية للأسرة. والذي ننصحك به بعد أن تم العقد فعلا هو أن تتشاورا بصراحة وشفافية في الطريقة الأمثل لإتمام هذا الزواج، مع ملاحظة أنه لا يجوز أخذ شيء من صداق المرأة إلا بطيب نفسها، وأن المرأة أو وليها لا يتحملان من التكاليف إلا ما جرى عليه العرف أو ما تطوعا به. وإن وصل الأمر بينكما إلا حد النزاع والخلاف فإن المحكمة الشرعية هي صاحبة الكلمة الفصل في هذا الأمر وستعطي كل ذي حق حقه، والله أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©