مقتل جنديين بكمين مسلح جنوب اليمن

ذكرت مصادر أمنية أن جنديين لقيا حتفهما وأصيب ثلاثة آخرون عندما هاجم مسلحون، يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “القاعدة”، مركبتهم العسكرية في محافظة شبوة، جنوبي اليمن. نسبت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الى مصادر قولها إن منفذي الهجوم أطلقوا قذيفة صاروخية على المركبة في منطقة الصفا ، قبل أن يلوذوا بالفرار. وأضاف أنه تم إرسال تعزيزات من قوات الشرطة إلى المنطقة لتعقب منفذي الهجوم. يذكر أن محافظة شبوة , التي تقع على مسافة نحو 570 كيلومترا جنوب شرق العاصمة صنعاء، شهدت مؤخرا هجمات شنها مسلحو القاعدة على أهداف حكومية وأخرى تابعة للشرطة. وكان مسلحون ، يشتبه في انتمائهم للقاعدة، فجروا يوم الاثنين الماضي خط أنابيب يحمل الغاز الطبيعي المسال إلى محطة التصدير في شبوة , مما أضر بخط الأنابيب ولكن دون انقطاع الإمدادات. من جانب آخر شهدت مدن عدة في جنوب اليمن أمس مسيرات انفصالية في الذكرى الأسبوعية لما يسمى بـ”يوم الأسير الجنوبي”. وكانت المسيرات الأسبوعية لأنصار “الحراك الجنوبي”، الذي يدعو إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، قد توقفت خلال شهر رمضان المنصرم. وقالت مصادر محلية وشهود عيان لـ(الاتحاد) إن المئات من الآلاف من أنصار “الحراك الجنوبي” تظاهروا في محافظات الضالع، لحج، وأبين للمطالبة بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين في السجون الحكومية، مشيرة إلى أن التظاهرات جابت مدن الضالع، الحبيلين في لحج، ولودر في أبين، وأن “جميع التظاهرات لم تشهد أي صدامات مع القوات الحكومية”. وقد رفع المتظاهرون في مسيراتهم رايات خضراء وأعلام دولة ما كان يعرف بـ”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”، وصوراً للمعتقلين، ولنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، الذي يقيم في المنفى منذ عام 1994. كما رفعوا لافتات منددة بالوحدة اليمنية التي تحققت في عام 1990، وأخرى داعية إلى الانفصال. وحسب شهود العيان فإن المسيرتين اللتين جابتا مدينتي الضالع ولودر، كانتا “حاشدتين”، خاصة في لودر التي شهدت أواخر أغسطس الماضي معارك “عنيفة” بين القوات اليمنية ومسلحي تنظيم “القاعدة” خلفت 31 قتيلاً، بينهم 11 جندياً. وذكرت مصادر صحفية يمنية أن العشرات من المسلحين قاموا بحماية المسيرة التي جابت شوارع مدينة لودر على الرغم من “حظر التجوال” الذي أعلنته السلطات الأمنية والمحلية الأربعاء الماضي، لافتة إلى أن المتظاهرين دانوا الإجراءات العسكرية التي اتخذتها السلطة في معاركها الأخيرة ضد تنظيم القاعدة المتطرف. إلا أن مدير عام مديرية لودر أحمد العفيشي نفى، لـ(الاتحاد)، إعلان السلطة المحلية أي حظر للتجوال في المدنية، مؤكداً أن قوات الأمن “لم تتدخل” لتفريق المسيرة، وأنها “كانت في مواقعها” الدائمة. إلى ذلك، قال مصدر عسكري يمني لـ(الاتحاد) إن مسلحين اقتحموا، صباح أمس مبنى إدارة الأمن بمنطقة “كرش” مديرية القبيطة (وسط لحج).وأشار المصدر إلى أن المسلحين قاموا بـ”طرد” مدير أمن منطقة “كرش”، الذي ينتمي إلى منطقة ردفان (شرق لحج) أبرز معاقل الحراك الجنوبي في محافظة لحج، لافتاً إلى أن المسلحين أطلقوا أيضاً سراح بعض المعتقلين الذين ينتمون إلى منطقة القبيطة. وأوضح المصدر العسكري أن هذا الاقتحام وقع على خلفية مقتل أربعة جنود من أبناء القبيطة في ردفان، مطلع العام الجاري، واتهام المسلحين المهاجمين السلطات الأمنية بـ”التقاعس” عن ضبط الجناة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية العثور على مواد متفجرة بالقرب من أنبوب الغاز الذي تعرض، الاثنين الماضي، لعملية تفجير فاشلة بمحافظة شبوة جنوب شرقي البلاد. وقالت وزارة الداخلية، عبر موقعها الإخباري، إن فريقاً أمنياً من الأدلة الجنائية وخبراء المتفجرات عثر على المواد المتفجرة خلال زيارته لموقع الأنبوب، وأنه تمكن من “التعامل معها وتحريزها لإجراءات التحقيق”.وأوضحت أن الفريق الأمني أوصى وزارة النفط بـ”دفن الأجزاء الظاهرة من الأنبوب” والتي تسببت الأمطار بتعريته وجرف الأتربة التي كانت تغطيه. وكان مصدر محلي مسؤول قال إن التوقعات الأمنية الأولية أشارت إلى تورط تنظيم “القاعدة” في محاولة تفجير الأنبوب التابع لمحطة “بلحاف” لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في اليمن. وفي سياق متصل بالحرب التي تشنها صنعاء ضد تنظيم “القاعدة”، ذكرت صحيفة “26 سبتمبر” التابعة لوزارة الدفاع اليمنية، أن سعودياً ينتمي للتنظيم المتطرف، اعتقلته السلطات الأمنية مؤخراً، كشف عن “معلومات مهمة” مرتبطة بـ” التحالف والتنسيق” بين التنظيم والمسلحين الانفصاليين في الجنوب. وأوضحت الصحيفة، في عددها الصادر أمس أن المواطن السعودي “اعترف بمعلومات تفصيلية مهمة لأجهزة الأمن خلال التحقيقات”، وأن هذه المعلومات “تكشف حجم التعاون والتنسيق بين الجانبين (القاعدة والحراك الانفصالي) لتنفيذ أعمال إرهابية وتفجيرات واغتيالات لشخصيات أمنية وسياسية”. وأشارت إلى أن المعلومات التي “قدمتها عناصر القاعدة ساهمت بشكل كبير في تضييق الخناق على من تبقى منهم وتوجيه ضربات موجعة لهم في الأوكار التي يختبئون فيها”.ولم تشر الصحيفة العسكرية إلى هوية المواطن السعودي.