أشادت الولايات المتحدة بـ”التقدم” الحاصل في تنظيم استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان المقرر في التاسع من يناير المقبل والذي قد يؤدي إلى تقسيم البلاد، فيما اعتبر الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الدولي ان “السودان يمر بمرحلة حرجة”، داعين الأطراف إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة” لكي يجري الاستفتاء بطريقة سلمية وفي الوقت المحدد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي في بيان إن “الولايات المتحدة تشيد بالتقديم الحاصل في الإعداد لإجراء الاستفتاء”.
وتحدث كراولي عن المعدات الانتخابية وتخصيص 80 مليون دولار لهذه الغاية من قبل الجمعية التشريعية في جنوب السودان. وقبل 114 يوما من الاستفتاء، أشادت واشنطن أيضا بتعيين محمد عثمان النجمي أمينا عاما للجنة المكلفة تنظيم الاستفتاء. وأضاف كراولي “نحن مرتاحون لرؤية جهود ملموسة من قبل الطرفين وندعوهما إلى مواصلة التقدم”.
ويجري هذا الاستفتاء بموجب اتفاق السلام الشامل الذي ابرم بين الشمال والجنوب في عام 2005 وأنهى حربا أهلية دامت 21 عاما في السودان وخلفت قرابة مليوني قتيل. وبالتزامن مع الاستفتاء في الجنوب سيجرى استفتاء آخر في منطقة أبيي الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب ليختار قاطنوها إلى أي الإقليمين يريدون الانضمام.
وكانت واشنطن توعدت الثلاثاء بفرض عقوبات جديدة على السودان في حال تدهور الوضع في هذا البلد. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان ان سكوت جريشن الموفد الخاص للرئيس باراك اوباما كان ذكر بأهداف الولايات المتحدة خلال محادثاته نهاية الأسبوع الفائت في الخرطوم وجوبا، كبرى مدن جنوب السودان.
الى ذلك، قال مجلس الأمن الدولي في بيان إن أعضاء المجلس “دعوا الأطراف التي يشملها اتفاق السلام الشامل إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتسهيل إجراء الاستفتاءين اللذين يعكسان رغبة الشعب السوداني بطريقة سلمية وفي الموعد المحدد والى احترام النتائج وحل المسائل الرئيسة التي ستبقى قائمة بعدهما”.
وأشار مجلس الأمن الدولي إلى أن “السودان يمر بمرحلة حرجة” في حين يجري الإعداد “لاستفتاءين تاريخيين”. وتنتظر الدول الأعضاء ان يؤدي الاجتماع على اعلى مستوى حول السودان الذي دعا إليه الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 24 سبتمبر “إلى تركيز الانتباه الدولي ودعم السودان طوال هذه الفترة”.
ورحبت الدول الأعضاء بالرغبة التي عبر عنها بان كي مون في إنشاء لجنة لتنظيم ومراقبة الاستفتاءين، وطلبت من “كل الأطراف تقديم المساعدة التامة” لها فور إنشائها. وكانت اللجنة المسؤولة عن تنظيم هذا الاستفتاء الرئيس الذي قد يؤدي الى تقسيم اكبر دولة افريقية، تمر بمأزق. لكن الرئيس السوداني عمر البشير عين الاثنين محمد عثمان النجمي، وهو من الشمال، في منصب الأمين العام للجنة المكلفة تنظيم الاستفتاء. والحرب الأهلية التي استمرت 22 عاما انتهت في 2005 مع ابرام اتفاق سلام، لكن التوترات تبقى قائمة بين الجنوب والشمال. ويتوقع عدد من الخبراء ان يصوت الجنوبيون لصالح الاستقلال لكن الاستعدادات لعملية التصويت تأخرت.
عدد اليوم
