رفضت الدول العربية أمس، التخلي عن خططها في انتقاد إسرائيل بسبب ترسانتها النووية المفترضة خلال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل رغم تحذيرات الولايات المتحدة بأن مثل هذه الخطوة يمكن أن تعرقل محادثات السلام. وقال مندوب السودان في الوكالة الذرية محمد الأمين نيابة عن الدول العربية الـ22 الأعضاء في الوكالة إن “المجموعة العربية تحث على الإبقاء على البند (قدرات إسرائيل النووية) على أجندة المؤتمر العام .. وستطرح مسودة قرار”على المؤتمر تطلب من الدول الأعضاء دعمه والتصويت لصالحه”.
وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون دعت الدول العربية أمس، إلى سحب قرار يدعو إسرائيل إلى التوقيع على المعاهدة الدولية للحد من الانتشار النووي وذلك للحيلولة دون عرقلة محادثات السلام في الشرق الأوسط، بعدما اعتبرت واشنطن الليلة قبل الماضية، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست المكان الذي تبحث فيه مسألة انضمام إسرائيل إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وذلك حين طلبت الوكالة من إسرائيل الانضمام إلى المعاهدة. وفي اليوم الأخير من اجتماع محافظي الوكالة، انضم الاتحاد الأوروبي إلى أميركا في التأكيد على أن تسليط الضوء على إسرائيل من شأنه ان يعيق المؤتمر المزمع عقده في 2012 لجعل الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل. وحذرت الدول الغربية من أن ذلك ربما يؤثر سلباً على استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ويعتقد على نطاق واسع، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية.
وتنوي الدول العربية الأعضاء في الوكالة طرح قرار في المؤتمر العام السنوي للوكالة الذرية الأسبوع المقبل، يحث إسرائيل على الانضمام إلى معاهدة الحد من الانتشار النووي. ودأبت الدول العربية على طرح هذا القرار كل عام في المؤتمر الذي يعقد لمدة أسبوع وتشارك فيه كل الدول الأعضاء الـ151. ونجحت الدول العربية في اعتماد القرار العام الماضي بأغلبية ضئيلة.
وتعتقد بروكسل وواشنطن أن تسليط الضوء على إسرائيل لن يكون مفيداً في اقناع الدولة العبرية بالمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد في 2012. وقال السفير البلجيكي في الوكالة فرانك ريكر في جلسة مغلقة إن الاتحاد الأوروبي يرى أن “استهداف دولة واحدة.. لن يساعد في خلق جو جيد في المؤتمر العام ولن يسفر سوى عن اعاقة قدرة الوكالة الذرية والدول الأعضاء فيها، على المساهمة بشكل ايجابي في إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل” في الشرق الأوسط.
وتابع “ولهذه الأسباب يحث الاتحاد الدول العربية على عدم طرح هذا القرار ضد إسرائيل في المؤتمر العام لهذا العام”.
وكان السفير الأميركي في الوكالة جلين ديفيز قدم الحجج نفسها في وقت سابق الأسبوع الحالي. وجاءت الدعوة بعد يوم من تصريح المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي بأن “إسرائيل تعاونت بشكل كامل مع الوكالة الذرية.. نعتقد أنه لا توجد فعلاً أسس من أجل نقاش في الوكالة”.
عدد اليوم
