إعداد - أيمن جمعة:
شنت سلطات الاتحاد الأوروبي سلسلة مداهمات مفاجئة على مقار شركات الطاقة خلال الايام القليلة الماضية، في اطار تحقيقات موسعة استنادا الى شكوك بان عمالقة الطاقة ربما تورطوا في تلاعبات أدت الى ارتفاع فواتير استهلاك الغاز والطاقة في الدول الاوروبية، والتي بلغت حوالي مليار جنيه استرليني في بريطانيا وحدها، ووصفت صحيفة 'الفاينانشال تايمز' هذه التحقيقات بانها قد تكون نقطة تحول في جهود فتح اسواق الغاز والكهرباء الاوروبية امام المنافسة·
ونفذت سلطات مكافحة الاحتكار ما إجماليه 20 مداهمة في ست دول، سعيا لرصد أية أدلة بان شركات الطاقة حاولت منع المنافسة، وهو ما عبرت عنه نيلي كرويس مفوضة شؤون المنافسة في الاتحاد الاوروبي قائلة 'نشك في ان موزعي الطاقة الحاليين لا يفتحون شبكات خطوط الانابيب بشكل كامل أمام المنافسين·'
وتعتقد 'الفاينانشال تايمز' ان عام 2006 ربما يكون أكبر نقطة تحول في جهود المفوضية الاوروبية لتحرير السوق مضيفة 'من المحتمل ان تبدأ الشركات الكبرى في البحث عن أفضل طريقة للتكيف من الموجة الجديدة وهو ما قد يؤدي الى تغييرات دراماتيكية· قد تصبح الساحة الاوروبية ممهدة لبنى اساسية مشتركة على مستوى القارة ومزيد من الشفافية·'
وتلزم الاوامر الادارية السارية الحالية للاتحاد الاوروبي، شركات الطاقة الأوروبية باقامة حواجز مثل سور الصين العظيم بين انشطتها في مجالي التوزيع والتوريد، كما انها تدعو بشكل خاص الى فتح خطوط أنابيب الغاز وشبكات التوزيع امام كل الشركات بدون تمييز·
لكن صحيفة 'الديلي تليجراف' تشير الى ان المفوضة الاوروبية كرويس غير راضية على ما يبدو، عن التزام الشركات الاوروبية بهذه الاوامر بل وهددت بتفتيت الشركات التي ترفض السماح بالمنافسة· ونقلت عنها الصحيفة قولها 'تشابك المصالح بين التوليد والامداد وشبكات التوزيع، يبدو وكأنه المسؤول الرئيسي عن الفشل الحالي في الاسواق· واذا طلبت وجهة نظري الشخصية فانني أعتقد ان اعادة الهيكلة الكاملة هو من الامور المغرية جدا·'
وشملت المداهمات بعضا من أكبر شركات الطاقة في اوروبا مثل 'ايون' وهي اكبر مستورد للغاز الطبيعي في المانيا وشركة 'ار دبليو أي' الالمانية· كما شملت 'جاز دو فرانس' الفرنسية، و'او ام في' النمساوية، واثنتين من شركات الكهرباء في بلغاريا، اضافة الى شركتي 'ديستريجاز' و'فليكسي' للغاز الطبيعي المسال في بلجيكا، و'إيني' الايطالية· ويرى مراقبون ان مصدر القلق الرئيسي للمحققين يتعلق بحرية الوصول الى خطوط الانابيب ومنشآت التخزين، اضافة الى احتمال وجود ممارسات غير عادلة في العقود طويلة الاجل بحيث يتم منع بعض الشركات من الوصول للاسواق· وتقول الجادريان في تعليق مختصر 'وهذا كله يعني ان شركات الطاقة ربما تورطت في تقسيم حصص الاسواق بشكل غير قانوني·'
وترى صحيفة 'لوموند' الفرنسية ان هذه التحركات لن تكون سوى بداية اجراءات لتصحيح اوجه النقص الكبيرة في سوق الغاز والكهرباء الاوروبي· وكانت السلطات البريطانية حذرت في وقت سابق هذا العام من ان نفقات استهلاك الطاقة في بريطانيا قد ترتفع الشتاء المقبل الى ثلاثة مليارات جنيه استرليني·
وتجيء هذه الانتقادات رغم التحركات الحكومات الاوروبية الجادة لضمان المنافسة· فقد فصلت بريطانيا، شبكة خطوط الانابيب عن شركة 'بريتيش جاز' قبل عقد تقريبا لتسمح لكل الشركات المنافسة باستخدام الخطوط بدون تمييز· كما وافق مجلس النواب الهولندي مؤخرا على اجراء يجبر الشركات على فصل عمليات التوزيع عن التوريد·
عدد اليوم
