الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النصف من شعبان.. ليلة الغفران محروم من فضلها أهل الكفر والحقد

النصف من شعبان.. ليلة الغفران محروم من فضلها أهل الكفر والحقد
21 يونيو 2013 18:01
أكد علماء الدين أن ليلة النصف من شعبان ليلة مغفرة ورحمة وهي ليلة تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وتوحد المسلمين في صلاتهم نحو الكعبة وخص الله تعالى هذه الليلة المباركة بكثير من الفضل والخيرات والرحمات، فقد حقق الله تعالى رغبة نبيه وتضرعه وابتهاله إلى الله وتقلب وجهه في السماء، لتحويل القبلة عن قبلة قوم لم تلن قلوبهم لدعوة الحق إلى الكعبة المشرفة بيت الله الحرام وأن - رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يستقبل شهر شعبان بالفرح والسرور ويدعو الله، فيقول:»اللهم بلغنا رمضان» لأن شعبان يقربنا من شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران وأن صيام معظم هذا الشهر العظيم كما كان يفعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تهيئة إيمانية قلبية للاستعداد لشهر رمضان، فصار شعبان وكأنه نافلة رمضان كما يتهيأ المسلمون بالنوافل لصلاة الفريضة. يقول الدكتور حلمي عبدالرؤوف ـ أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: جعل الله تعالى لليلة النصف من شعبان فضلاً خاصاً من حيث إنه -عز وجل- يطلع فيها على جميع خلقه، فيغفر لهم إلا مشرك حتى يدع شركه والمشاحن حتى يدع الشحناء ويتصالح مع من خاصمه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه». وأضاف: وفي هذه الليلة المباركة استجاب الله تعالى لدعاء نبيه وأنزل القرآن الكريم آمرا رسوله -صلى الله عليه وسلم- ‏والمسلمين بالتوجه إلى المسجد الحرام بمكة في صلاتهم، وذلك بعد أن مكث النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام يتوجهون في صلاتهم إلى المسجد الأقصى 16 شهراً . شوق للكعبة وكانت اليهود فرحة بذلك، حيث كان أنبياء بني إسرائيل يصلون إلى بيت المقدس وكانت صخرة المسجد الأقصى هي قبلتهم وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتشوق لاستقبال الكعبة ويتمنى أن يحول الله القبلة إليها، بل كان يجمع بين استقبالها واستقبال الصخرة في مكة فيصلي في جهة الجنوب مستقبلا الشمال، فلما هاجر منها إلى المدينة تعذر هذا الجمع فتوجه إلى الله تعالى بجعل الكعبة هي القبلة فأمره الله بذلك. وكان تحويل القبلة امتحاناً وابتلاء للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين قال تعالى: «سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم». وقوله تعالى:»قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام، وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره» سورة البقرة الآية 144 وقال العلماء إن هذه الآية مقدمة في النزول على قوله تعالى: «سيقول السفهاء من الناس» ومعنى «تقلب وجهك» أي تحول وجهك إلى السماء وتقلب عينيك في النظر إلى السماء، وخص السماء بالذكر لأنها مختصة بتعظيم ما أضيف إليها وما يعود منها كالمطر والرحمة والوحي، ومعنى «ترضاها» تحبها وكان – رسول الله صلى الله عليه وسلم- إذا صلى نحو بيت المقدس رفع رأسه إلى السماء ينظر ما يؤمر به وكان يحب أن يصلي قبل الكعبة، فأنزل الله تعالى هذه الآية وروى أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لجبريل عليه السلام: «وددت لو حولني الله إلى الكعبة فإنها قبلة أبي إبراهيم، فقال له جبريل: إنما أنا عبد مثلك وأنت كريم على ربك فسل أنت ربك فإنك عند الله بمكان». ويشير الدكتور أحمد الشاعر –أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر– إلى أن حكمة التشريع من تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام هي أن الكعبة المشرفة هي قبلة أهل الأرض، كما أن البيت المعمور قبلة أهل السماء، وقال تعالى: «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم»، واقتضت حكمة الله أن يجتمع المؤمنون على قبلة واحدة فأمر خليله إبراهيم -عليه السلام- ببناء البيت الحرام ليكون مثابة للناس وأمناً ومصدراً للإشعاع والنور الرباني ومكاناً لحج بيته المعظم، يأتيه الناس من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله وأمر رسوله محمدا –صلى الله عليه وسلم– بالتوجه إليه في الصلاة، بعد أن توجه إلى المسجد الأقصى ليتوحد المسلمون على قبلة واحدة وتكون الغلبة للأمة الإسلامية. أهمية الليلة وأكد أن أهمية هذه الليلة المباركة تأتي من ارتباطها بالمسجد الأقصى الذي اختصه الله تعالى بالتوجه إليه كقبلة أولى للمسلمين، فهو مهد الأنبياء –عليهم السلام– ومعهد الأولياء وثاني البيت الحرام في البناء وأولى القبلتين حال الابتداء له في الإسلام، وله شرف عظيم ومقام كريم فهو نهاية رحلة الإسراء وبداية رحلة المعراج، حيث قال تعالى :»سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير» سورة الإسراء الآية 1، فالبركة فيه مضاعفة ولم يخص الله تعالى مسجدا سواه بأن وعدهم بأن يغفر لهم خطاياهم بسجدة فيه دون غيره، فقال جل وعلا لبني إسرائيل: «ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين» سورة البقرة الآية 58. ويشير الشيخ عادل عبدالمنعم أبوالعباس – عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف – إلى أن هذه الليلة المباركة ترتبط بشهر شعبان وهو الشهر الذي كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفضله على غيره من الشهور، فهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله وكان الصالحون من هذه الأمة يستعدون فيه ويتسابقون على طاعة الله، وكان يراجع فيه العاصون أنفسهم ليتوب الله عليهم فهو شهر قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان» واشتهر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم- صيامه في شهر شعبان أكثر من غيره، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: «ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان». وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله يصوم حتى نقول: لا يفطر ويفطر حتى لا يكاد يصوم إلا يومين من الجمعة إن كان في صيامه وإلا صامهما ولم يكن يصوم من الشهور ما يصوم من شعبان، فقلت: يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما قال رسول الله: «أي يومين؟» قال: الاثنين والخميس، قال: «هذان يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين وأُحب أن يعرض عملي وأنا صائم».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©