الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات تتبنى مشاريع الطاقة المتجددة محلياً وعالمياً

الإمارات تتبنى مشاريع الطاقة المتجددة محلياً وعالمياً
20 يونيو 2013 22:00
أبوظبي (وام) - شكل افتتاح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في مارس 2013، محطة شمس-1 في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، بداية عصر جديد لدولة الإمارات في مجال إنتاج الطاقة المتجددة، وثمرة جهد دؤوب على مدى سنوات عدة كرست خلالها الإمارات نفسها لاعباً جديداً على الصعيد الإقليمي في القطاع، إلى جانب كونها إحدى أهم الدول المنتجة والمصدرة للنفط في العالم. وأعرب صاحب السمو رئيس الدولة عن اعتزازه بإنجاز المحطة التي أنشأتها مصدر بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية المتخصصة بالقطاع بطاقة 100 ميجاوات، مؤكداً سموه أن «بناء هذه المحطة سيسهم في تحقيق التنمية المستدامة التي تتطلب مزيداً من الاستخدام المسؤول للطاقة، فضلاً عن طرق ووسائل نظيفة لإنتاجها». وأضاف سموه أن إنجاز هذا المشروع الكبير يكرس أبوظبي عاصمة للطاقة المتجددة على المستويين الإقليمي والعالمي، مؤكداً سموه «إننا مستمرون في دعم هذا التوجه الذي بدأناه مع إنشاء شركة (مصدر) واستضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)». وأكد صاحب السمو رئيس الدولة أن أبوظبي ودولة الإمارات مستمرة في تطوير برامجها وخططها المستقبلية في مجال توليد الطاقة المتجددة، بما يعزز مكانتها في سوق الطاقة العالمي. وقال سموه «إن الإمارات، بما تمتلكه من استثمارات ضخمة في هذا القطاع ومن خلال الكوادر الوطنية التي أثبتت وجودها في هذا الميدان، قادرة على تقديم المزيد من الإنجازات المحلية والعالمية في مجال الطاقة المتجددة». وأوضح سموه أن الدولة انطلقت في هذا التوجه من خلال الموروث الحضاري للمغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بالاهتمام بقضايا البيئة وجعلها إحدى أهم الأولويات في البلاد للوصول إلى بيئة تنسجم مع أحدث المعطيات العالمية، وبما يوفر بيئة نموذجية تأخذ في الاعتبار صحة وسلامة الإنسان على هذه الأرض وتوفير المناخات اللازمة للنمو المستدام فيها. ويغذي مشروع «شمس-1» الذي بلغت تكلفته 600 مليون دولار 20 ألف منزل بالكهرباء. أكبر محطة بالعالم وقال معالي سلطان بن أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة مصدر التي تشرف على مشاريع إمارة أبوظبي للطاقة المتجددة، إن القدرة الإنتاجية لمحطة شمس-1 تبلغ 100 ميجاوات، وهي بالتالي «أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة قيد الخدمة في العالم». وتهدف أبوظبي إلى تأمين 7 في المئة من حاجاتها في مجال الطاقة عبر مصادر متجددة بحلول عام 2020. وقال سانتاجو سياجي الرئيس التنفيذي لشركة (ابينغوا سولار) الإسبانية الشريكة في مشروع (شمس-1) إن شركة «مصدر» حالياً مسؤولة عن عشر الإنتاج العالمي من الطاقة الشمسية المركزة، وتنتج ما يقارب 68 في المئة من الطاقة المتجددة في منطقة الخليج الغنية بالنفط، والتي لا تزال مشاريع الطاقة المتجددة فيها تسير خطواتها الأولى. ويتضمن المشروع صفوفاً طويلة من الألواح الزجاجية العاكسة للضوء، على مساحة توازي 285 ملعب كرة قدم، وذلك في المنطقة الغربية، على بعد حوالي 120 كيلومتراً من مدينة أبوظبي. وتقوم الألواح بالتقاط حرارة الشمس لتشغيل مضخات تنتج الطاقة، بما يسمح بتوفير 175 ألف طن من انبعاثات الكربون سنوياً، ما يوازي الانبعاثات الصادرة من 15 ألف سيارة. وتشكل الرمال التي يمكن أن تتكدس على الألواح الزجاجية تحدياً كبيراً لفاعلية هذه الألواح. لكن «مصدر» قامت بنشر معدات آلية تقوم بإزالة الرمال المترسبة على الألواح. وتملك «مصدر» 60 في المئة من مشروع «شمس-1»، وتتقاسم النسبة المتبقية شركتا «ابينغوا سولار» الإسبانية ومجموعة «توتال» النفطية الفرنسية العملاقة. وقال سلطان الجابر إن «الإمارات أصبحت اليوم أول بلد في الشرق الأوسط وبين أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، يبدأ بإنتاج الطاقة المتجددة إلى جانب الصادرات النفطية». رؤية مشتركة من جهته، قال فيليب بواسو رئيس قسم الطاقات الجديدة في مجموعة (توتال) الفرنسية إن مشروع (شمس-1) يشكل نتيجة طبيعية للعلاقات المتينة مع أبوظبي في مجال الطاقة. وأضاف «نحن نتشارك الرؤية نفسها حول الحاجة الى تنويع مصادر الطاقة». وسعت أبوظبي خلال السنوات الماضية إلى تكريس نفسها كمركز للطاقة المتجددة، خصوصاً عبر شركة «مصدر» واستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا». وقال عدنان أمين المدير العام للوكالة على هامش افتتاح المحطة «إنها لحظة بغاية الأهمية بالنسبة لنا». واعتبر أن «شمس-1» هي «أول خطوة ضخمة» نحو تحول الشرق الأوسط الغني بالنفط إلى مركز للطاقة المتجددة أيضاً. وتؤكد «مصدر» أن إنشاء هذه المحطة يأتي في إطار استراتيجية أبوظبي لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام أشعة الشمس في ظل التوجه الدولي للاعتماد على الطاقة المتجددة والحد من الاعتماد الكلي على مصادر الطاقة التقليدية. ولفتت «مصدر» إلى أن المشروع مصمم للعمل في جميع الأحوال، سواء من خلال الطاقة الشمسية، أو بالغاز، في حالة تعذر الظروف الجوية أو أثناء الليل وذلك بتوليد الطاقة الكهربائية بواسطة الغاز. وقالت «لقد تم اختيار موقع المشروع بناء على دراسات متأنية ومدروسة، مقارنة بعدد من المواقع الأخرى، حيث يتوافر في موقع المشروع عدد من الخصائص المتميزة التي أعطته الأولوية عن بقية المواقع الأخرى، ومنها توافر البنية التحتية المناسبة للمشروع، وكذلك وجود محطات الغاز ووسائل نقل التيار الكهربائي بجانب العديد من الخصائص الأخرى، مثل طبيعة التربة وجيولوجية المكان». وقالت «مصدر» إن افتتاح «شمس-1» يعتبر «إنجازاً بارزاً في قطاع الطاقة المتجددة بدولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط؛ إذ تشهد المنطقة استثمارات كبيرة وانتشاراً متسارعاً لحلول ومصادر الطاقة المتجددة بهدف تلبية الطلب المستقبلي على الطاقة وخفض البصمة البيئية». لكن جهود «مصدر» لم تتوقف عند هذا الحد. وتعمل «مصدر» في تطوير عدد من مشاريع الطاقة الشمسية الأخرى، وأولها محطة توليد الكهرباء بواسطة الألواح الكهروضوئية في مدينة مصدر، والتي أنجزت منذ نحو 3 سنوات بطاقة 10 ميجاواط، وأسهمت في تفادي إطلاق 23,8 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي. ويعد المشروع حالياً أكبر محطة عاملة للألواح الكهروضوئية في منطقة الشرق الأوسط، وتم ربطه مع الشبكة المحلية للكهرباء في إمارة أبوظبي، إذ تؤمن المحطة الاحتياجات الحالية لمدينة «مصدر»، بما في ذلك معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا والمقر المؤقت لمكاتب «مصدر»، إضافة إلى أنشطة الإنشاء والتشييد الجارية في المدينة. وتتكون محطة «مصدر» للألواح الكهروضوئية من 87 ألفاً من الألواح نصفها تستخدم تقنية الأغشية الرقيقة والنصف الآخر يستخدم السيليكون البلوري، وتم بناؤها بتكلفة 185 مليون درهم (50 مليون دولار). وقامت شركة «إنفايرومينا باور سيستمز» بتصميم وإنشاء المحطة التي تعمل منذ الأول من يونيو 2009. الطاقة المتجددة في دبي وواكبت إمارة دبي التوجه العام في الدولة استخدام الطاقة المتجددة، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في هذه المدينة التي لا تقف عند حد من التطور والتوسع. وكان ذروة تحركها في هذا الاتجاه إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في 10 يناير 2013، إطلاق مشروع (مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية) بتكلفة 12 مليار درهم. ويغطي المشروع مساحة 48 كيلومتراً مربعاً من أرض منطقة (سيح الدحل) على طريق دبي العين، وسيبدأ تنفيذه خلال الربع الثاني من العام الحالي وذلك ضمن استراتيجية دبي للطاقة 2030. وأطلق سموه هذا المشروع الحيوي بعد أربعة عقود من تأسيس دولة الإمارات تحت شعار «مستقبلنا يبدأ من هنا» للاستفادة من حرارة الشمس لتتحول إلى طاقة منتجة تتماشى مع التوجه العالمي نحو بيئة صحية مستدامة، وتحويل هذه الطاقة الطبيعية إلى مشروع استراتيجي يعود نفعه لصالح الدولة. وقال المهندس سعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي «تعتزم دبي بحلول العام 2030 أن تكون مصادر طاقتها موزعة بواقع 5 في المئة طاقة متجددة، 12 في المئة طاقة نووية، و12 في المئة «فحم نظيف»، و71 في المئة من الغاز»، مؤكداً أن العنصر المتجدد يأتي أساساً من الطاقة الشمسية عن طريق محطة محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. «مصدر» واستثمارات ناجحة حول العالم تتخطى جهود مصدر حدود الإمارات، إذ دأبت على إنشاء عدد من مشاريع الطاقة المتجددة في الخارج. فقد أعلنت «مصدر» أخيراً الانتهاء من بناء 175 توربيناً، وإنجاز أعمال الإنشاءات الرئيسية للمرحلة الأولى من محطة «مصفوفة لندن» لطاقة الرياح البحرية التي يطورها تحالف يضم «دونج إنرجي» و»إي. أون» و»مصدر». وتقع المحطة عند مصب نهر التايمز، وستكون أكبر مشروع لتوليد الكهرباء من الرياح البحرية في العالم. وستولد التوربينات الـ175 طاقة تكفي لإمداد ثلثي المنازل في مقاطعة كينت بالكهرباء، وباشرت إنتاج الطاقة منذ أكتوبر 2012 مع تشغيل أولى توربينات توليد الكهرباء. وتقدر حصة «مصدر» في «مصفوفة لندن» بنحو 20 في المئة، وحصة شركة «دونج أنيرجي» الدانمركية بنسبة 50 في المئة والبقية لشركة «إي.أون» الألمانية للطاقة. ومن الممكن إضافة 240 ميجاواط لسعة المصفوفة، حيث تنتظر مجموعة الشركات المساهمة في المشروع موافقة الحكومة البريطانية للبدء في المرحلة الثانية. ومن المنتظر أن تضيف مرحلة أخرى من التطوير، 33 جيجاواط من طاقة الرياح البحرية، علاوة على السعة الحالية المقدرة بنحو 8 جيجاواط التي ستشهد أيضاً بروز نوع أكبر حجماً من محطات الرياح على الشواطئ البريطانية. وتشكل «مصفوفة لندن»، بداية قوية لمصدر في مجال طاقة الرياح، وتمكُنها من زيادة مقدرتها للمنافسة في مشاريع في بريطانيا ودول أخرى. وفي إسبانيا، تملك «مصدر» حصة في شركة «توريسول» للطاقة، إلى جانب شركة (سينير) الهندسية. كما تسهم «مصدر» في شركة «خيماسولار» التابعة لشركة «توريسول» في إسبانيا وهي أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية المركزة، التي تعمل على تجميع أشعة الشمس من خلال تركيز مرايا مسطحة على أسقف الأبراج للحصول على الحرارة عن طريق نظام لتخزين الملح المصهور. ووقعت «مصدر» عام 2012 اتفاقاً مع حكومة سيشل لبناء توربينات رياح في جزر سيشل، وتم افتتاح المحطة قبل أيام، وتوفر 6 ميجاواط من الكهرباء، تكفي لتزويد 2100 منزل بالكهرباء، ما يعين الجمهورية على توفير 3,5 مليون لتر سنوياً من الديزل المستخدم للمولدات. وانتهت «مصدر» من بناء مصفوفة للطاقة الشمسية في موريتانيا توفر للبلاد 10في المئة من استهلاك الكهرباء. وقد تم تدشين المحطة في احتفال أقيم في موريتانيا في أبريل 2013 بحضور سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمحطة 15 ميجاوات، تم إنجازها في وقت قياسي لم يتجاوز أربعة أشهر من قبل (شركة مصدر) بالتعاون مع الشركة الموريتانية للكهرباء، وبتمويل قدره 32 مليون دولار مقدمة من دولة الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©