شرم الشيخ - 'الاتحاد': شهدت مدينة شرم الشيخ أمس أول لقاء من نوعه بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفيني بحضور نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز على هامش مشاركتهما في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي وسبقه لقاءان للرئيس المصري حسني مبارك مع ليفيني وبيريز وابومازن·
وقال ابومازن انه بحث مع ليفيني تطورات الاوضاع بشأن عملية السلام بين الجانبين واهمية مسيرة التفاوض على اساس خارطة الطريق وعرضنا على الجانب الاسرائيلي مطالبنا المتمثلة في اهمية التوقف عن السياسات الاحادية الجانب واهمية الافراج عن الاموال الفلسطينية المحتجزة لدى الحكومة الاسرائيلية من اجل التغلب على الاوضاع الخطيرة التي يمر بها الشعب الفلسطيني حاليا· واضاف انه تم بحث ما يتعلق باللقاء المرتقب الذي يجمعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عقب عودته من الولايات المتحدة، مؤكدا انه لمس تجاوبا من وزيرة الخارجية الاسرائيلية حول اهمية البدء في عملية التفاوض·
وأكد ان الفلسطينيين يريدون السلام وان أيديهم ستبقى ممدودة من أجل السلام وانه ليس لديهم خيارات اخرى وانه أكد لليفيني وبيريز ان المرجعية الوحيدة للفلسطينيين والاسرائيليين هي المفاوضات· وقال ابومازن ان جهودنا مع دول العالم تتركز على ان هناك قضية سياسية وانسانية يتعرض لها الشعب الفلسطيني تتمثل في الحصار ونريد ان نرفع هذا الحصار وان يأكل الشعب الفلسطيني وان تصل الرواتب الى 160 الف موظف فلسطيني·
وعن تقييمه لاجتماع اللجنة الرباعية الاخير قال ان تقييم الاجتماع يتم بعد تحرك الاتحاد الاوروبي الذي اخذ التفويض لايجاد آلية لدفع الاموال للسلطة الفلسطينية ومحاولته ايجاد هذه الآلية التي نأمل الا يطول الوقت بها لان الاوضاع تزداد تدهورا في الاراضي الفلسطينية· وحول الاموال التي تم ضبطها مؤخرا عند منفذ رفح مع مسؤول من 'حماس' قال انه تم تحويل الموضوع للجهات الامنية للتحقيق ولو كان قد اعلن عن هذه الاموال عند الدخول لما اعتبرت مهربة· وقال ان حوارا بين الفصائل الفلسطينية سيتم في غضون ايام لاحتواء الازمات بين حركتي فتح وحماس وبحث الحلول الملائمة لهذه الازمات·
وقالت ليفيني انها بحثت مع الرئيس الفلسطيني اهمية ان تكون هناك خطوات ايجابية بشأن نبذ العنف والارهاب وان تتحرك الحكومة الفلسطينية بقيادة 'حماس' باتجاه السلام وباتجاه الاعتراف والاقرار بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني اضافة الى التأكيد على نبذ العنف والارهاب· وأكدت انها ستبحث ما يتعلق بالمطالب الاقتصادية الفلسطينية مع المسؤولين الاسرائيليين في اعقاب عودتها الى تل ابيب، مؤكدة ان اسرائيل لديها رغبة في اقرار السلام مع الفلسطينيين· وقالت ليفيني انه طالما ان 'حماس' لا تتغير في افكارها بشأن نبذ العنف وحق اسرائيل في الوجود وتظل تجذبنا الى الخلف لعام 1947 وليس لعام 1967 فانه كان من واجب 'حماس' ان تتبنى الاتفاقيات السابقة مع اسرائيل حيث ان فكرة هذه الاتفاقيات كانت محصلة لمفاوضات مطولة بين اسرائيل والفلسطينيين وانه لا يمكن لـ'حماس' ان تختار ما يروق لها منها الا ان اللقاء مع الرئيس الفلسطيني يدعم هذه الاتفاقيات وهو صاحب رؤية مختلفة عن رؤية 'حماس' في استئناف المفاوضات ونحن نعمل جاهدين معه من اجل التوصل الى مخرج لهذه المشكلة· وقالت ان المجتمع الدولي وليس اسرائيل فقط قد فوجئ بوصول 'حماس' الى السلطة سواء في البرلمان او الحكومة ومع ذلك يجب مساعدة الشعب الفلسطيني على الصعيدين الانساني والاقتصادي·
وقالت ليفيني عقب الاجتماع إن اولمرت 'لا يرى سببا لعدم عقد اجتماع في المستقبل مع عباس'· وأضافت ليفيني 'تم الاتفاق على الفكرة هنا وهي القيام بمزيد من الإعداد لهذا الاجتماع'·
وقال صائب عريقات أحد أبرز مساعدي عباس إن هذا اجتماع جيد وإيجابي وإنه يجب عقد مزيد من الاجتماعات· وقال مسؤولون يرافقون ليفيني إن محادثات أمس هي في الأساس جهود لتجنب حدوث أزمة انسانية في الأراضي الفلسطينية التي تعاني من مقاطعة اقتصادية عالمية لحماس وليست مساعي لاستئناف محادثات السلام·
ودعا شيمون بيريز 'حماس' لاظهار نواياها والتأكيد على نبذ العنف والارهاب وان تعلن السير في طريق السلام، مشيرا الى ان اسرائيل ليست لها علاقة بما يجري في الساحة الفلسطينية حاليا· وقال إن عباس ربما يكتسب القوة اللازمة لإبرام اتفاق مع اسرائيل بمعزل عن حماس·
وتابع قائلا 'المشكلة ليست في محادثات السلام بل في تحقيق السلام'· واكد انه ينبغي التمييز بين المسارين 'السياسي والاقتصادي'، مشددا على 'اننا يجب ان نبقى منفصلين من الناحية السياسية ولكن من الناحية الاقتصادية يتعين علينا ان نتعاون· نستطيع أن نتحدث· المشكلة هي ما اذا كان لدى الفلسطينيين القدرة على الوفاء من جانبهم بالاتفاق'·
من جهة اخرى قال عباس ان 'الحرب الاهلية الفلسطينية خط أحمر لا يجرؤ احد على تجاوزه'· وأضاف 'ان الحرب الاهلية أمنية لن نحققها لاحد'· وتابع انه 'حتى لو حصلت اشتباكات على الارض·· لكن الحرب الاهلية محرمة'·
عدد اليوم
